تصوير: عبدالله النحيط: في مشهد مؤثر يرمز للوفاء والحب الدفين ..شيّع آلاف المصلين عصر اليوم في جامع الملك خالد بأم الحمام "عميد الإعلام" السعودي ،مذيع الأخبار الأشهر ماجد الشبل ، الذي رحل مساء أمس بعد معاناة طويلة مع المرض ألزمته السرير الأبيض في مستشفى "فيصل التخصصي".
وتقدم المشيعين الدكتور عبدالملك الشلهوب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون ، والرئيس السابق للهيئة عبدالرحمن الهزاع ، وكبار مذيعي التلفزيون السابقين ،وأصدقاء وزملاء ومحبو الفقيد.
وامتلأت ساحات جامع الملك خالد بالمصلين ، وتسابقت الأيدي في حمل "النعش" ، كما تزاحمت الخطوات وهي تشق طريقها نحو قبر الرجل الذي اتفق على محبته الجميع ، وترنمت الأسماع بحنجرته التي نقلت الأنباء والأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأثناء مراسم الدفن التقت "سبق" بأشهر من رافقوا الفقيد ، حيث قال عبدالرحمن الهزاع "شهادتي فيه مجروحة زميل وأخ وعزيز، تزاملنا في الإعلام ما يقارب 40 عاما طوال تعاملاتي معه وجدته رجلا لا يشق له غبار ، لم نعهد عليه أي تأخر ، ومضرب المثل ، رجل متزن في أخلاقه وسلوكياته، يحترم نفسه ويحترم عمله ، وكسب قبولا ورضا ، واليوم أكبر شاهد على ذلك الحضور الغفير ،نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته".
فيما قال عبدالله الشهري "تتلمذت على يد الراحل منذ أن كنت طالبا بالإذاعة عام 1402 هـ وتشرفت بمزاملته في كثير من المناسبات وتشرفت بقراءة العديد من البرامج والأخبار ، ماجد بكل بساطة هو مؤسسة متكاملة على الصعيد العلمي والعملي والأخلاقي والتوجيه والهدوء، والتواضع وشغف القراءة ، إذا أردت أن تبحث عن المهنية في أبهى صورها فعليك أن تسأل عن ماجد الشبل ، وإذا أردت أن تعرف الأخلاق وإحترام الزمالة في العمل فاسأل عن "الشبل" ، وإذا أردت أن تسأل عن التواضع ومساعدة الآخرين إسأل عنه ،فكل القيم النبيله تعلمتها منه على المستوى الشخصي ،وهناك واحدة من أهم مميزاته ، فقد كان يفرح حينما يرى الناجحين ،على عكس من يزرع الشوك في طريق الناجحين".
بدوره قال عوض القحطاني"أبوراكان فقيد المملكة والإعلام السعودي والخليجي والعربي ،رجل متمكن ، وله مكانته ، ومتميز ،عاشرناه في بداية عملنا وكان مشرفا علينا ، كان مؤدبا في الحوار والتعامل في العمل ، وكان أستاذا لنا جميعا ،ويكفي صوته يتردد الآن ليل نهار ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".
سبأ باهبري قال :أترحّم على الفقيد، وأسأل الله أن يجعل ما عاناه في سنواته الأخيرة كفارة وطهوراً وأجراً.. كان يعاني باحتساب وجلد ورجولة، لم يهزمها المرض الذي هدّ جسمه. ورحل عن دنيانا بعد أن نقش في تاريخ الإعلام المرئي والمسموع جواهر ودرراً ستبقى مدرسة يتعلم منها الباحثون عن التميز والرقي
وقال إبراهيم الصقعوب "كان الراحل الفقيد من جيل الرواد المتمكنين في اللغة العربية القادرين على طرح أرائهم بمنطق وسلاسة ،مقنع للمشاهدين ومقنع للمستمعين عندما يتحدث خلف المايكروفون ، ويمتلك ثقافة لغوية عالية جدا، وحس إعلامي رفيع ،زاملته في الإذاعة والتلفزيون ، عرفت فيه عزة نفسه وكرامته وحرصه على عمله لدرجة نفتقدها في الكثيرين على الساحة العربية، وله بعد ثقافي عميق".
ويؤكد غسان الشبل قائلا "فقد خالي ماجد هو فقد للجميع وليس لأسرة الشبل والشبيلي ، والخال منذ طفولته يعشق الإعلام والعلم والثقافة ، وبنى ثروة كبيرة من إحترام الناس له ، وهو مدرسة في العلم والأخلاق ، وكان يشارك الجميع في المناسبات الأسرية.
وأضاف أنه كان يحرص على التواصل الأسري ، ووالدي كان دبلوماسيا في وزارة الخارجية وعشنا معه في جدة فكان ماجد الشبل يأتي إلى جدة لتسجيل البرامج ومع ذلك يحرص على زيارتنا والبقاء عندنا وقت أطول بالرغم من الواجبات الإعلامية عليه".
أما غالب الشبل فقال :"شقيقي ماجد افتقده الشعب السعودي لأن رحيل أخ مثل ماجد لايمكن أن ينسى وفقدانه أثّر فينا لدرجة غياب الوعي ، وكان عزيز علينا وعلى الجميع لأنه يحب الأدب والعلم والشعر ، وأفنى عمره في الإعلام وناجحآ في عمله وبارآ بوالديه ، وصبورآ على مرضه ،يحب الله ورسوله ، ولم يشتغل في التجارة والعقار فقط عمله في الإعلام ، وقدم للوطن والمجتمع وللناس كل الفوائد ، نفتخر في إلتفاف الناس حوله ، وكان دائمآ يقول أي إنسان يسألك عني بلغه سلامه".
وأخيراً يقول صالح المرزوق "إذا أردنا أن نتحدث عن ماجد فهو قامة إعلامية استطاع أن يحفر إسمه ويخلد ذكراه في قلوب جماهيره لأن الناس أحبوه من خلال برامجه والعطاء الذي كان يتميز به فهو قدرة إعلامية ومدرسة متحركة تخرج على يديه الكثير ، ورغم أنه غاب 17 عامآ عن الساحة إلا أن ذكراه حاضره في نفوس الكثير من محبيه داخل المملكة وخارجها ، ونعزي أنفسنا والأسرة الإعلامية في رحيله ، والمتميز يبقى متميزا حتى لو ذهب".