فيما أعادت 130 فعالية صغيرة وكبيرة، يشهدها مهرجان سفاري بقيق حاليًا، حياة الصحراء، إلى أذهان كبار السن، من زوار المهرجان، كانت الفعاليات نفسها نموذجًا حيًا وواقعيًا لهذه الحياة بكل تفاصيلها، أمام فئة الشباب الذين لم يعايشوا هذه الحقبة التي شهدت كفاح الآباء والأجداد قبل طفرة النفط والمدنية، حيث جسدت الفعاليات بجدارة واهتمام بالغ حياة الأسرة البدوية في شبه الجزيرة العربية، بكل ما فيها من قصص وحكايات، ترجمتها آثار أقدام الخيول والجمال وهي تمشي فوق رمال الصحراء، معلنة أن الصحراء تتمتع بما ليس في المدن.
ونجحت فعاليات المهرجان حتى الآن في استقطاب السياح والمهتمين بتراث الصحراء في المملكة ودول الخليج والدول العربية، وضمت هذه الفعاليات 18 فعالية كبرى و112 فعالية صغرى، تستمر10 أيام، ومن المقرر أن تختتم غدًا. ومن الفعاليات الكبرى الـ 18 قرية الصحراء، التي تضم المسرح التفاعلي (الدراما)، ومضارب البادية، وحي المهرجان الذي سيحاكي حياة البادية من خلال الاستفادة من مكنوزات المواطنين وتوظيفها في تلك الفعاليات، إضافة إلى وجود فعاليات خاصة بالإبل والخيول والسيارات، وكذلك الفعاليات الشبابية التي كانت فقراتها مغايرة للعادة، كما يصاحب الفعاليات 112 فعالية صغرى تستهدف استقطاب الأسرة السعودية وأسر المقيمين ليستمتعوا بحياة الصحراء، التي لم تخل من صفاء ممزوج بالجد والاجتهاد للتغلب على التحديات.
وساعد موقع الفعاليات الذي يقع بالقرب من كوبري صلاصل على طريق الدمام الرياض السريع، فيجذب السياح الراغبين في التعرف على حياة الأجداد في الصحراء، وما تتضمنه من تراث، إذ يرون أن الصحراء الجرداء لها طبيعة خلابة، فقدها الكثيرون الذين يعيشون في المدن حاليًا، ولعل توسط المهرجان عدد من المدن والمحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة الشرقية، ساعد على زيادة درجة الإقبال عليه، إذ تعد هذه الفعاليات الأولى من نوعها التي وضعت بقيق على الخريطة السياحية في المنطقة الشرقية.
وأكملت نحو 37 أسرة منتجة، شاركت في الفعاليات، مشهد الحياة في الصحراء بكل ما فيها، عندما عرضت هذه الأسر منتجاتها من المواد الاستهلاكية والغذائية أمام الزوار، وضمت هذه المعروضات، منتجات المهن الحرفية، مثل النسيج والسدو والتريكو والصوف والإكسسوارات، ومنتجات المهن الغذائية مثل تعبئة التمور وصناعة الحلويات، إلى جانب صناعة البهارات والسمن والأقط والمأكولات الشعبية بمختلف أصنافها من جميع أنحاء المملكة".
ووقفت بعض الحرفيات أمام الحضور، يشرحن أسرار هذه المهن، وكيف تعلمنها على مر السنين، مُعبرات عن أحلامهن في إقامة مشروعات خاصة لتسويق منتجات هذه المهن على قطاع عريض من الناس.