تتسابق الدموع مع ابتسامة الفرح ومشاعر الرضا على محيا "أم طلال" وهي تروي قصة طفلها الذي بات حديث أهالي منطقة الجوف، ومبعث أمل لكل أقرانه من منسوبي مركز رعاية الأطفال المعوقين بالمنطقة.
عامان من الصبر والمثابرة والرعاية المتكاملة أحالت "طلال" من طفل قعيد الكرسي المتحرك إلى صبي يمتلئ حيوية ونشاطا، يشارك وينافس رفاقه الأصحاء مشياً وعدواً!!
قصة طلال فالح الرويلي- عشر سنوات- تقول عنها والدته: "لم نكن نعلم بأن التحاق طلال بمركز جمعية الأطفال المعوقين في الجوف سيكون بداية تحقيق حلم الأسرة في أن نراه يتجاوز ظروف إعاقته الحركية، حيث عانى طلال من قصر في أوتار الساقين جعلته مقعداً على الكرسي المتحرك، قبل أن يجري عملية جراحية جعلته حبيس الجبيرة لمدة وصلت إلى الشهرين، لتبدأ بعد ذلك رحلة العلاج".
وتضيف أم طلال: "في التاسع من يونيو 2015 بدأ ابني مرحلة العلاج الطبيعي بعد أن أجرى قبلها بشهرين العملية الجراحية، وهذا التاريخ لن أنساه إطلاقا كونه منحنى الأمل في استعادة طلال عافيته، وعلى الرغم من الجلسات المكثفة التي نحضر لها في مركز الجمعية بالجوف إلا أن طلال كان متحمساً وسعيداً ومتفاعلاً مع تعدد الجلسات بفضل ما وجده من رعاية واهتمام وود من قبل العاملين في المركز، والروح الطيبة التي يتميز بها فريق التأهيل في العلاج الطبيعي والعلاج والوظيفي".
وتتذكر أم طلال أن "برنامج العلاج الطبيعي استمر لمدة ستة أشهر وتقول: لا أخفيكم سراً إذا قلت بأني كنت متخوفة من طول فترة العلاج وعدم تقبل طلال لها، لكن سرعة استجابته سهلت الكثير من الصعوبات حتى استطاع بعد شهرين من "الحبو" على قدميه ويديه، ومن خلال برنامج مكثف لتقوية عضلات قدميه، تجاوز مرحلة الزحف إلى القدرة على الوقوف على قدميه باستخدام وسائل مساعدة قبل أن ينجح في المشي باستخدام "المشاية" حيث بات يستخدمها في تنقلاته اليومية وأموره الحياتية دون الحاجة لمساعدة من الآخرين".
وتضيف: "توالت الخطوات الإيجابية -ولله الحمد- إلى أن استطاع المشي بالعكاز الرباعي، بعدها كانت المفاجأة الأسعد بأن منّ الله عليه بتحقيق حلمه بالمشي والتي بدأت بالمشي 6 خطوات دون مساعدة حتى وصل به الحال أن استطاع الجري ومشاركة أقرانه الأطفال الآخرين في اللعب بالكرة وركوب الدرجات".
وتتوجه "أم طلال" بالحمد والثناء إلى الله العلي القدير، ثم الشكر والامتنان والعرفان إلى مسؤولي ومنسوبي مركز جمعية الأطفال المعوقين بالجوف قائلة: "لقد سخر الله لنا هذا المركز ليكون بوابة تحقيق حلم العائلة، وطاقة أمل ونور للعشرات من الأسر في منطقة الجوف".
من جانبه يحمل والد طلال كل مشاعر العرفان والامتنان لمنسوبي مركز جمعية الأطفال المعوقين لدورهم في تحقيق حلم نجلهم وعائلته، مشيراً إلى أن أكثر ما يميز الأداء الاحترافي في المركز هو روح الود والتفاؤل والتشجيع التي يلقاها الأطفال من فريق التأهيل، الأمر الذي لا يمكن تقدير قيمته وأهميته.
وبيّنت الأخصائية هاجر السيدان، أن "طلال" حضر للجمعية وهو مصاب بشلل نصفي سفلي مع مياه على الرأس، بعدها خضع لعملية تطويل أوتار الأرجل، وتلقى بعدها علاج مكثف لمدة 6 شهور يوميا حتى استطاع المشي بمفرده بتوازن وطلوع ونزول الدرج واستخدام الدراجة.
وأشارات معلمة الطفل، رمانة السليمان، إلى أن "طلال" استطاع تحقيق المهارات الإدراكية واللغوية بشكل ممتاز فهو يتواصل لفظيا بطريقة صحيحة ومعبر جيدا عن كل ما يدور بداخله واستطاع تحقيق هذه المهارات وتسمية الأشياء المألوفة.
وكشفت الأخصائية النفسية، ناهد أحمد، عن أن "طلال" خضع لتقييم نفسي عند دخوله للجمعية والتحاقه بالقسم التعليمي، حيث أظهرت النتائج انه يعاني من العديد من المشكلات السلوكية مصاحبه لإعاقته التي كانت مؤثره بشكل كبير على درجه تركيزه وانتباهه أثناء الجلسات، بالإضافة لبعض السلوكيات مثل العناد، إلا أنه بفضل الله ومجهودات فريق التأهيل عامه والجلسات النفسية خاصة أظهر الطفل تحسنا ملحوظا في مستوى إدراكه ومدى انتباهه الذي انعكس بشكل إيجابي جدا على تطور مهاراته واكتساب مهارات جديدة على الجوانب معرفيا واجتماعيا.