تعد قرية العمار في محافظة الأفلاج من المعالم التراثية التي لا تزال تستهوي الزوّار والسياح لامتلاكها حقبة تاريخية قديمة؛ حيث تملك ذكريات عدة للملك المؤسِّس، طيّب الله ثراه، وأمراء كُثر من بعده.
وعن عمر القرية وتاريخها تحدّث رئيس مركز العمار، عبدالرحمن بن سعود بن شبيب آل فهيد؛ لـ "سبق"، قائلاً: "بلدة العمار في محافظة الأفلاج تعود لقبيلة آل فهيد آل مغيرة من بني لام وأُسِّست عام 1282 هـ".
وأضاف: "قام مؤسِّس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيّب الله ثراه، بزيارة لقرية العمار عام 1329هـ، واستقبلته قبيلة آل فهيد بكل حفاوة وترحيب وقامت بتكريمه خلال إقامته في الدور الثاني بمجلس القصر الذي لا يزال قائماً؛ حيث تناول الملك عبدالعزيز القهوة وتمّ تكريمه بما يكرم به الملوك.
وبيّن: "كما قام بزيارة العمار عددٌ من الأمراء على مر التاريخ؛ منهم: الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، وأخوه محمد، كما قام بزيارة القرية الأمير إبراهيم بن عبدالعزيز آل ابراهيم، وأولاده: عبدالعزيز، وخالد، وفهد، وسعود، والوليد، عام 1395هـ، وهذا العام تشرَّف أهالي قرية العمار بزيارة أمير الرياض فيصل بن بندر.
وأوضح: "كل ما في مجلس القصر من زخرف ونقوش وكتابات كانت بيد الشيخ سليمان بن سحمان؛ العلّامة المعروف، ولا يزال المجلس محتفظاً بها حتى الآن".
وتابع: "كان مسجد القرية وخلوته الطينية التي تقع تحت الأرض منهل علم ودروس لعدد من المشايخ؛ حيث أقام بالعمار الشيخ عبدالطيف آل الشيخ؛ 4 سنوات في عهد الدولة السعودية الثانية، وكان أول إمام للمسجد الشيخ حمد العتيق؛ والد مفتي الرياض سابقاً الشيخ سعد آل عتيق، وبالمسجد كانت تُقام الدروس لطلبة العلم".
وعن ترميم القرية والاهتمام بها، أكّد "آل فهيد"؛ أنها قامت بجهود ذاتية من أهالي القرية ولم يكن لهيئة السياحة أيّ دور في الدعم نهائياً، مشيداً في الوقت نفسه بتشجيع محافظ الأفلاج، آل حسين، وإشادته بدور الأهالي في العناية بالقرية والاهتمام بها، مثمّناً جهود بلدية الأفلاج في إنارة وترصيف القرية، فيما طالب الأهالي بأن يكون لهيئة السياحة دورٌ فعّال للعناية بتراث القرية والاهتمام والحفاظ عليه.