لا تزال مجموعة من المسنات في مركز الفرشة بتهامة قحطان يمتهنَّ صناعة بعض الجلديات، وتجهيز النباتات العطرية التي لا تزال تلاقي إقبالاً من المجتمع المحيط بهن، رغم تجاهلهن من قِبل المهرجانات والفعاليات التراثية.
وزارت "سبق" السوق الشعبي بمركز الفرسة في تهامة قحطان، الذي يتكون من عدد من المحال التجارية تحت مدرجات الساحة الشعبية بالمركز مخصصة لمجموعة من النساء، امتهنّ بيع وصناعة الجلديات والنباتات العطرية. وتنقسم تلك المحال إلى قسمين: القسم الأول يعتني بتجهيز وبيع النباتات العطرية التي يستخدمها المجتمع التهامي كجزء من الزينة على الرأس، يطلق عليها الأهالي هناك العصبة، أو الخضامع، وهي مجموعة من النباتات العطرية كالريحان والبعيثرات والشيح والشذاب والكادي، وغيرها من النباتات ذات الروائح الذكية، التي يزداد الإقبال عليها يوم الجمعة والأعياد والمناسبات، وهي جزء من شخصية الرجل اليومية. ويعتني القسم الثاني ببيع الجلديات والأواني التراثية التي لا يزال بعضها يُستخدم حتى الآن، ويعتبر رواح العروس أغلاها ثمنًا؛ إذ تصل قيمته إلى عشرة آلاف ريال، وهي كسوة سيارات موكب العروس بالجلود، وهي عادة قديمة، لا تزال تلاقي إقبالاً لافتًا. وأكدت إحدى السيدات أن إيجار كسوة السيارة الواحدة يصل إلى ألف ريال.
وتحتوي تلك المحال على مجموعة من الجلديات التراثية، مثل المحطة، وهي عبارة عن مجموعة من الأشكال التراثية المصنوعة من الجلود والأصداف وغيرها. كما يشتهر السوق ببيع أوانٍ منزلية قديمة مصنوعة من الطبيعة، مثل الحدج الذي يستخدم لحلب الماشية، والدبية وهي التي تستخدم لخض اللبن والمسبع.
ومن الصناعات أيضًا "المكبنة والمقاطف والكعدة والمعلاق وهوادجة البخور".. وتعتبر تلك المحال من أهم الأماكن التي يقصدها زوار تهامة؛ لما فيها من الصناعات التي ترتبط بالماضي.
من جانبهن، اشتكت مجموعة من المسنات اللاتي يعملن في السوق من إلزامهن بدفع إيجار تلك المحال، بعد أن كن يعرض منتجاتهن وسط السوق داخل غرف من الصفيح، وطالبن هيئة السياحة بتبني مشروعاتهن، ودعمها بعد عزوف الأجيال الجديدة عن امتهانها، كما استغربن من عدم استضافتهن في المهرجانات والفعاليات التراثية؛ لإبراز تراث المنطقة، ودعمهن اقتصاديًّا.
