على أطراف الشريط الحدودي بين السعودية واليمن تتحول منازل في قرى سعودية لسجلات لتوثيق الإجرام الحوثي بما حل بها من هدم وتخريب؛ وذلك من جراء مقذوفات الغدر والجبن التي تستهدف بها المليشيات منازل المدنيين، وقتلت بها منهم الأطفال والنساء والرجال، وأصابت منهم من أصابت على مر أشهر من بدء الاعتداءات.. لكن التفاؤل يغشى القلوب، ويؤكد أصحابها: "النصر قريب".
دماء باقية
"سبق" تجولت حول تلك المنازل على وتر الحذر وانتشار القوات العسكرية؛ لترصد المآسي التي أحدثتها المليشيات الحوثية. المنازل المتضررة بدرجات حتى الدمار تملأ مدينة الطوال، التي أصبحت الأجزاء الجنوبية منها خاوية، تسكنها ذكرى كرم أهلها مع الأشقاء اليمنيين، وحسن الجوار المعهود عنهم، وتبادل المحبة بين القرى المحاذية للشريط الحدودي.
عدسة "سبق" وقعت على أحد المنازل الذي تعرض لمقذوفات عسكرية خلال الأسابيع الماضية، وكان يوجد فيه بنت وشقيقها. وتجولت العدسة داخل المنزل، ورصدت الدماء، وبقايا ذكرى تلك الليلة التي يرويها قريبهما "عبدالرحمن" قائلاً: "كانت المقذوفات تتهاوى عن يمين المنزل وعن شماله، وفي أسوار منازل الجيران. والحدث لم يكن غريبًا لتكرار المقذوفات على الطوال؛ فبات الأمر ليس مخيفًا كما بدأ، ولم يغادر عدد من الأهالي منازلهم لظروفهم المتنوعة. سقط الصاروخ على سقف صالة المنزل؛ وتناثرت الشظايا فيه، وانهار سقف المنزل، وسقط الشقيق وشقيقته مصابَين بعشرات من الشظايا.
وتابع: خرجا زحفًا من المنزل هاربَين إلى الفناء. هذه الدماء باقية من آثار الزحف والهروب، وما زالت تشهد على الغدر والخيانة الحوثية.
وأضاف: نقلناهما لمستشفى في الطوال، ومنه بدأت المعاناة مع المستشفيات في منطقة جازان، وتنقلهما بين صامطة وأبو عريش والطوال، وخصوصًا عندما تأخر علاج البنت، وتسبب ذلك في بتر أصبعها.
ويؤكد ذلك والدهما "علي يحيى نايف مشهور"، مشيرًا إلى استكمال علاجها بصفة شخصية في مستشفى خاص، فيما لا يزال شقيقها يرقد بمستشفى الطوال.
مساجد ودور عبادة
وفي جولة "سبق" بالطوال أمس، التي استمرت ساعات عدة، كانت بصمات الحوثيين على مسجد أحد الأحياء واضحة؛ إذ تعرض لتدمير بالغ بصواريخ كاتيوشا، وكذلك مكان تحفيظ القرآن للنساء استهدفته المقذوفات وقت الصلاة، كما يؤكد السكان في المدينة.
ويكشف السكان أن أكثر توقيت المقذوفات الحوثية يبدأ مع الأذان، وتتساقط بالقرب من المساجد، ضاربين بمنازل مجاورة لأحد الجوامع مثالاً؛ إذ أصيبت كلها بالصواريخ التي تسقط عن يمين ويسار المسجد بشيء بسيط، ولا يزالون يفشلون في استهدافه.
صمود
وعلى الرغم من عشرات البيوت التي رصدتها "سبق" وهي مصابة بالصواريخ، ونال منها الدمار، إلا أن الطوال صامدة، وأهاليها يقفون إلى جانب رجال القوات المسلحة وقوات التحالف، ويبدون فخرهم بمن استُشهد في صد اعتداءات المليشيات الحوثية.
وكشفت جولة "سبق" أيضًا زيف ادعاءات الإعلام الحوثي بتمكنه من احتلال منازل الشريط الحدودي، ورصدت ثبات المرابطين، والسيطرة الكاملة على الأراضي السعودية، وكذلك المنفذ السعودي إلى الجمهورية اليمنية.