

هاجمت وسائل الإعلام الأمريكية اتفاق المناطق الآمنة، وشككت في النوايا الروسية الإيرانية التي سمَّت نفسها دولاً ضامنة للاتفاق، وهو ما لاقى رفضاً واسعاً من أطياف المعارضة السورية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن الخارجية الأمريكية رفضت مطلب روسيا بمنع تحليق طائراتها بالمناطق الأربع بسوريا، وأعربت بوضوح أن الاتفاق لا يمنع ملاحقة التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وعن جدوى الاتفاق، قالت الصحيفة: إن تلك الخطوة التي تبنّتها روسيا بعد إطلاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقط تساهم في تخفيف التوتر خصوصاً ضد النظام السوري الذي واجه تهديدات من واشنطن، مشيرة إلى أن روسيا تريد الاستفادة من ذلك الاتفاق بتخفيف حدة التوتر مع أمريكا لتظهر بدور صانع السلام، ومواصلة وجود قواتها البرية في سوريا كضامنة للاتفاق.
وتابعت الصحيفة: فيما يتعلق بإمكانية تسمية ذلك الاتفاق بالمناطق الآمنة، فإن الاتفاق لا يتضمن مشاركة أمريكا وحلف الناتو بمنع تحليق الطائرات، كما أنه لا يشمل فصائل المعارضة التي لم توقّع على الاتفاق، مضيفة أن مقترح "ترامب" السابق كان يهدف لإنشاء مناطق آمنة للاجئين، وليس مجرد وقفاً للأعمال العدائية، وهو ما تبحث عنه روسيا.
من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات ساخرة لمسؤول أمريكي حول الاتفاقية الروسية التي تمنع الطيران الأمريكي وحلف الناتو من التحليق فوق الأراضي السورية، واصفاً هذه التصريحات بأنها هراء! وعلقت على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول رفضه أية جهود أممية أو غربية لمراقبة الاتفاق بأنها تُظهر عدم اليقين حول هذه الاتفاقية، بالإضافة إلى أن هذه التصريحات مخالفة للتعهدات الروسية، بسماحها للدول الغربية وأمريكا خصوصاً لمراقبة الاتفاق، وهو مسعى روسي للحصول على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتضيف الصحيفة: "هناك تضارب كبير في الموقف الروسي، فقد صرح أحد الدبلوماسيين الروس يوم الجمعة بأنه لن يسمح للطائرات الأمريكية بالتحليق في المجال الجوي الروسي، وهو ما ردّ عليه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إدغار فاسكيز على هذه التصريحات قائلاً: "لا معنى لها".
من جهته، علّق وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس، على خطة المناطق الآمنة الروسية الإيرانية التركية بالقول: هناك العديد من الأسئلة ينبغي الإجابة عنها، مؤكداً أنه يتم دراسة هذه المقترحات عن كثب، وبحسب "الأسيوشيتد برس"، قائلاً: الشيطان دائماً في التفاصيل، وتابع: هناك العديد من الأسئلة ينبغي الإجابة عنها؛ فمثلاً من سيقوم بالتأكد من أن هذه المناطق آمنة فعلاً؟ من الذي سيحلّق فوق هذه المناطق؟ ومن سيكون خارج هذه المناطق ويُمنع من دخولها؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات.
وقال مسؤول أمريكي كبير في الإدارة الأمريكية: إن الاتفاق يحمل ثغرات كبيرة، ويثير تساؤلات حول الدور المسموح به لروسيا وإيران والحكومة السورية في هذه الخطة؟ وأضاف مثلاً أن أحد هذه المواقع الآمنة في سوريا المقترحة في الخطة، سيتم نشر قوات إيرانية كبيرة هناك، ويضيف المسؤول الأمريكي بأن روسيا قالت إن ذلك لن يحدث، لكن ما زالت هناك أسئلة، ويضيف التقرير أن الولايات المتحدة مترددة في الموافقة على هذه الخطة؛ لأنها تمنح روسيا وإيران نفوذاً كبيراً داخل الأراضي السورية.