صحيفة "إسرائيلية": هذا ما حدث بين الملك سلمان والرئيس الصيني.. وهكذا حضرت إيران!

صحيفة "إسرائيلية": هذا ما حدث بين الملك سلمان والرئيس الصيني.. وهكذا حضرت إيران!

قالت: قاعدة بحرية بـ 10 آلاف جندي.. وما حدث تحالف استراتيجي سيغير وجه المنطقة
تم النشر في

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى الصين تشير لتغيير الاتجاهات الاستراتيجية في بنية الأمن في الشرق الأوسط وآسيا، حيث تتجلى أهمية اجتماعات خادم الحرمين الشريفين، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومسؤولين كبار آخرين إلى حد بعيد مع ما قيمته 65 مليار دولار من الصفقات الاقتصادية والتجارية الموقّعة بين الرياض وبكين.

وبحسب الصحيفة، أكدت هذه الزيارة الشراكة الاستراتيجية الوليدة التي تتطور بين الصين والمملكة العربية السعودية، حيث تسعى بكين إلى تعزيز الاستقرار على طول الطرق التجارية لطريق الحرير البحرى في القرن الحادي والعشرين، الذي يهدده العنف المتصاعد من المتمردين المدعومين من إيران في اليمن.

وأضافت الصحيفة "الإسرائيلية" أنه على الرغم من أن اليوم الأول من زيارة الملك سلمان 16 مارس 2017، حمل حديثاً عن صفقات قيمتها 65 مليار دولار، إلا أنه كان لزيارة الملك سلمان لبكين أشياء كثيرة جديرة بالملاحظة حقاً لتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي أقيمت بين الصين والمملكة العربية السعودية، خلال زيارة شي جين بينغ في يناير 2016 إلى الرياض.

ولفتت "جيروزاليم بوست" إلى أنه قبل ثلاثة أيام من زيارة خادم الحرمين قالت وزارة الخارجية الصينية: نحن مستعدون لاغتنام زيارة الملك سلمان كفرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية، وقد ردّ الملك سلمان بإعلانه في بكين أن السعودية مستعدة للعمل بجد مع الصين لتعزيز السلام والأمن والازدهار على المستويين العالمي والإقليمي.

وذكرت الصحيفة أن المصالح المتزايدة بين السعودية والصين تستهدف إنشاء طريق الحرير البحري وهو ممر تجاري بين الصين وأوروبا، يتألف من سلسلة من منشآت الموانئ التي تمتد إلى الغرب، ومن ثم عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى ميناء بيريوس المملوك للصين الآن على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في اليونان، بعد أن استثمرت بكين بشكل كبير في بيريوس؛ لتحويلها إلى واحد من أحدث موانئ الحاويات في العالم، حيث تمتلك وتدير الآن أحد الموانئ الرئيسة للاتحاد الأوروبي كنقطة انطلاق رئيسة لدخول السلع الصينية إلى الأسواق الأوروبية.

وأضافت أن إحدى أكبر التهديدات للمصالح الاقتصادية للصين في الحفاظ على تدفق موثوق به وفعال من حيث التكلفة للتجارة هي إيران، وبوجه عام تحافظ بكين على توازن دقيق بين علاقاتها مع إيران وعلاقاتها مع السعودية، وفي يناير 2016 زار شي جين بينغ كلاً من الرياض وطهران، حيث وافق هو ونظيره الإيراني على برنامج مدته 10 سنوات لزيادة التجارة الثنائية الصينية الإيرانية إلى 600 مليار دولار.

وتابعت: ومع ذلك، فإن جهود طهران لتوسيع نطاق نفوذها إلى ممر خليج عدن بالبحر الأحمر من خلال حربها بالوكالة ضد السعودية في اليمن والقرن الإفريقي، تمثل تعطيلاً لمجال الأمن البحري الذي لا يمكن أن تتحمّله الصين، وظهر ذلك جلياً في يناير 2016 أعلنت بكين دعمها للجهود التي يبذلها اليمن لهزيمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وبعد أسبوعين من إعلان دعم بكين للحكومة اليمنية هاجم المتمردون الحوثيون الذين تم تزويدهم بالتكنولوجيا الإيرانية فرقاطة سعودية بقارب هجومي، كما واصلت إيران تصعيد دعمها للمتمردين الحوثيين مع توفير تكنولوجيا أسلحة أكثر تطوراً بما في ذلك نقل الطائرات بدون طيار الإيرانية والصواريخ المضادة للسفن.

واستجابة للتهديدات البحرية تقوم الصين ببناء أول قاعدة خارجية لها في جيبوتي، والتي تمتد استراتيجياً على خليج عدن والبحر الأحمر على الشاطئ المقابل لليمن في مضيق باب المندب.

ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل زيارة شي جين بينغ في يناير 2016 إلى المملكة العربية السعودية قطعت جيبوتي رسمياً العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ثم وقعت اتفاق تعاون أمني مع الرياض.

وتقوم المملكة العربية السعودية حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات مع جيبوتي لإنشاء قاعدة سعودية، بالإضافة إلى القاعدة البحرية الصينية التي ستتمكن من استيعاب 10 آلاف فرد.

وتُعتبر الاتفاقية الصينية السعودية للتعاون في تصنيع الطائرات بدون طيار التي وقّعت خلال زيارة الملك سلمان لبكين دليلا آخر على أن البلدين يتطلعان إلى تعاونهما الاستراتيجي لاحتواء الأنشطة الإيرانية في ممر خليج عدن، كما أن قبول الصين للتدخلات السعودية في ممر حيوي، واحتضان المملكة العربية السعودية للصين كشريك أمني محتمل، يشير إلى تحوّل في هيكل الأمن في الشرق الأوسط وآسيا.

واختتمت "جيروزاليم بوست" بأنه من المرجح أن يؤدي أي تصعيد آخر لحروب إيران بالوكالة في خليج عدن إلى دفع بكين والرياض إلى إقامة شراكة معاً كشركاء استراتيجيين للأمن البحري.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org