"صرخة أم طفل توحدي": مزقوا قلبي بإهمالهم .. "لم يجد مكاناً يأويه في وطنه"

ناشدت إغاثته فيما تتواصل مطالب أهالي الطائف بإنشاء مركز متخصّص دون فائدة
"صرخة أم طفل توحدي": مزقوا قلبي بإهمالهم .. "لم يجد مكاناً يأويه في وطنه"

لم يكن الطفل "غيث"؛ كسائر الأطفال منذ ولادته، فقد عاشت أسرته صراعاً كبيراً لتعرف سر اختلافه؛ حيث يمر الزمن بطيئاً في ظل التشخيصات الخاطئة، وفي كل لحظة تمر كانت والدة "غيث"؛ تحترق وتموت ألف مرة لتفهم مرض ابنها؛ حيث اتفق الأطباء أخيراً على أن "غيث"؛ يعاني "التوحد والتأخر العقلي".

 

دخلت أسرته في دوامة من الحيرة، والألم، وما زال يصاحبهم منذ ثماني سنوات، فلم يكن المرض أشد على هذا الطفل وأقرانه من سوء الإهمال والتقصير في الخدمات المقدمة لهم من قِبل إدارة "تعليم الطائف"، فلا مركز توحد، ولا تعديل سلوك، ولا جلسات تخاطب، فقط اجتهادات بلا نتيجة لأنها دون المستوى.

 

تقول والدة الطفل: "كان من الممكن أن يتدرب ابني فيعتمد على نفسه، وقد يصبح إنساناً مُنجزاً وأكثر تقدماً لو كان وجد أيادي مخلصة تمتد إليه لتساعده، لكنهم قتلوا أحلامي فيه بسبب إهمالهم، مزقوا قلبي ووأدوا طفلي حياً بتقصيرهم، فانتكس وساءت حالته لأنه لم يجد مكاناً ملائماً يأويه هنا في وطنه".

 

وواصلت حديثها: "طفلي الذي لم يعد قلبي يحتمل سوء وضعه ما هو إلا شاهدٌ على قسوة كل مسؤول لم يلتفت إلى معاناته ووضعه حتى أصبح، أكرمكم الله، يأكل فضلاته ويتلذذ بأكل القاذورات وكأنه بلا عقل وبلا إحساس، ليس بيدي كأم أن أسامح كل مَن كان وراء تخلف ولدي .. ولدي الذي أدركُ كأم بأنه - بعد قدرة الله - كان سيصبح أفضل لو أًعطي الفرصة لذلك.

 

وأضافت: "ينادون بالتدخّل المبكّر فأين هو في الطائف، ويزعمون أنهم مؤمنون بحقوق الطفل، فأين طفلي غيث مما يزعمون، ويردّدون كذباً بأن هناك مركز توحد بالطائف، فأين هو المركز؟ أقولها ولكل صاحب ضمير حي، أنا بحاجة إليكم، بحاجة إلى مَن يدعمني لعلاج طفلي، بحاجة إلى مَن يرحم ضعفي فأنا كأم لا أتحمّل وضعه المتردي، ولا أستطيع الصمت حيال إهمال (تعليم الطائف) وعدم توفير مركز توحد متخصّص يلائم احتياجاته واحتياجات غيره".

 

وناشدت بقولها: "ضاقت الدنيا بابني في هذا الوطن، فإني أستحلفكم بأن تساعدوني بإيجاد مركز إيوائي متقدم يتكفل بتدريب غيث؛ ومعالجة سلوكياته ليعود إلى رشده في أيّ دولة يتوافر بها علاج وتدريب لمثل حالته، فيا مَن امتد خيركم لأبناء العالم حباً وعوناً وكرماً، أضع غيث؛ اليوم، في أيديكم فهو ابنكم وأنتم أهله ووطنه وعزوته، وأثق بأنكم لن تقصروا معه، كما لم تقصروا مع غيره أبداً".

 

واختتمت: "هو أمانة أُحملها إياكم، فالعمر يجري، وحرقتي تزداد، ووضع ابني يتردى، فكونوا معي، فإن رحلت طفولة غيث في ألم ووحدة وضياع، فلعل الله يكتب له بقدرته ثم بعونكم مستقبلاً أجمل".

 

يُشار إلى أن أهالي أطفال التوحد بالطائف كان لهم ولأعوام عدة مطالبات متكررة بإنشاء مركز توحد متخصّص لأطفالهم في مرحلة التدخل المبكر وما بعدها، ولكن باءت كل محاولاتهم ومطالباتهم بالفشل رغم تبني جهات عدة قضيتهم، ومنها "سبق"، التي دعمتهم  ولكن كل ذلك لم يُسفر عن أيّ نتائج في تحقيق ذلك الأمل الذي بات مستحيلاً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org