ألمح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى أن وزير الدفاع القادم هو الجنرال جيمس ماتيس.. جاء ذلك بحسب تغريدة له على حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ حيث كتب "ترامب" على "تويتر"، قائلاً: "الجنرال جيمس ماتيس مرشح محتمل لمنصب وزير الدفاع، كان رائعاً بالأمس، جنرال فعلي بين كل الجنرالات!".
من الصقوريين
ومن جهته، أشاد نائب الرئيس المنتخب مايك بنس، الأحد، في مقابلة مع شبكة "فوكس الأمريكية بالمسيرة العسكرية الرائعة للجنرال؛ حيث يعرف جيمس ماتيس بأنه من الصقورييون، واشتهر بعدائه الشديد لإيران، ويدعو إلى مواجهتها في كل مناطق النزاع التي تشترك فيها، كما أنه يرفض الانحياز الأمريكي لإسرائيل؛ لأنه يُضعف موقف أمريكا أمام الدول العربية المعتدلة.
اصطدام "ماتيس" وأوباما
وبسبب رغبة "أوباما" في عقد صفقة مع إيران على حساب المنطقة؛ اصطدمت رغبة "أوباما" بحماس "ماتيس" في مواجهة طهران، كما أن قرار سحب القوات الأمريكية من المناطق التي يشرف عليها "ماتيس" في الشرق الأوسط كانت من أكبر القرارات الخلافية بينه وبين الرئيس الأمريكي أوباما؛ حيث كان "ماتيس" يرفض سحب القوات الأمريكية بحسب منصبه كمسؤول عن القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط؛ لكن "أوباما" أصر على سحب القوات الأمريكية لتصبح الساحة العراقية خالية أمام النفوذ الإيراني؛ فترك "ماتيس" المنصب برغبة من "أوباما" عام 2013، وقيل إنه أحيل إلى التقاعد، وبعدها سيطر "داعش" على نصف العراق، فخسر "أوباما" وكسب "ماتيس" الرهان؛ ولذلك فإنه لا يزال يحظى بدعم كبير من الحزبيين.
إسرائيل غير مرتاحة
وأبدت إسرائيل من جهتها -غير مرة- عدم ارتياحها لترشيح "ماتيس" وزيراً للدفاع، وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"؛ فإن هناك اعتراضات إسرائيلية على ترشيحه، وذكرت الصحيفة أن "ماتيس" أدلى من قبلُ بتصريحات يعارض فيها الاستيطان والتوسع الإسرائيلي بالضفة الغربية؛ في إشارة لتصريحات سابقة لجيمس ماتيس على شبكة CNN، قال فيها: إن بناء المستوطنات سيحول إسرائيل لدولة فصل عنصري، وقال "ماتيس" وقتها: إن الولايات المتحدة دفعت ثمن دعمها لإسرائيل؛ حتى بدت أمام العالم العربي كدولة منحازة.
ثمن عسكري
وأضاف: "دفعت ثمناً عسكرياً كل يوم خلال عملي كقائد للقيادة المركزية؛ لأنه يُنظر للأمريكيين على أنهم منحازون في دعمهم لإسرائيل، وهذا يمنع العرب المعتدلين من التعامل معنا؛ لأنهم لا يمكنهم الخروج علناً لدعم مَن لا يُظهرون احتراماً للفلسطينيين".
"رومني" على خط "الخارجية"
واستقبل "ترامب"، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2012 "ميت رومني" في "بيدمينستر"، وبحَث الرجلان "شؤون العالم" بحسب محضر اللقاء؛ فيما أكد "مايك بنس" أن "ميت رومني" مرشح جدي لتولي الخارجية؛ حيث كانت تقارير أمريكية قد أشارت إلى أن المنصب قد ينحصر بين عمدة مدينة نيويورك السابق جولياني، وبين نائب وزرير الخارجية الأمريكية الأسبق جون بولتون؛ إلا أن اسم رومني ظهر بقوة في الأيام القليلة الماضية.
إسقاط النظام
ولا يقل "رومني" عن سابقيه في صقوريته؛ فهو يرى إيران خطراً يهدد الشرق الأوسط، ويرى أنه لن يكون متردداً في مواجهة إيران عسكرياً، كما يدعو إلى فرض عقوبات قاسية جداً على طهران بسبب برنامجها النووي، تنتهي بسقوط النظام، كما يعتبر روسيا الخطر الأكبر على العالم ويجب مواجهتها بصرامة، ووصف "رومني" اللقاء مع الرئيس الأمريكي المنتخب بالشامل والمكثف.
"بومبيو": اتفاق كارثي
أما مرشح "ترامب" لقيادة وكالة المخابرات المركزية "cia" الجمهوري مايك بومبيو؛ فهو قصة أخرى؛ فقد أفصح عن مهمته فور صدور اسمه مرشحاً للوكالة الأقوى عالمياً بتغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها إنه يتطلع إلى "التراجع" عن الاتفاق النووي مع إيران، الذي وصفه بالكارثي.
إيران مصدر الصراع
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"؛ فقد اطلع "بومبيو" على شؤون استخباراتية في عام 2013، عندما تم تعيينه عضواً في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ومن هناك وجّه انتقادات لاذعة للاتفاق، وفي مقابلات ومقالات نشرها، أشار إلى أن إيران مصدر الصراع في الشرق الأوسط منذ الثورة الإسلامية في طهران في عام 1979.
خطابات تضمن!
وقال "بومبيو"، في ديسميبر 2014، قبل التوقيع على الاتفاقية: إن "آية الله خامنئي يشاهد أمريكا وهي تسمح لإيران بتوسيع قوتها؛ في الوقت الذي يقوم فيه رئيسنا بكتابة خطابات تضمن بأننا سنحمي المصالح الإيرانية"، قائلاً: "هذا أمر خطير"؛ مبيناً: "الجمهورية الإسلامية غير قادرة حتى على إطعام شعبها من دون الدخول إلى أسواقنا، ورئيسنا يكافئ هذه الأمة التي قتلت عدداً لا يُعد ولا يحصى من الأمريكيين بتخفيف العقوبات عنها".
اتهام لـ"أوباما"
وأضاف: "علينا أن نوضح أن التخصيب النووي غير مقبول داخل إيران لأي هدف كان"، وزاد: "اتفاق العام الماضي يسمح لإيران بالاستمرار في تخصيب محدود"، وفي وقت سابق من هذا العام، وبعد استكمال الاتفاق، اتهم "بوبمبيو" "أوباما"، بأنه "يكافئ باستمرار سلوك إيران المنحط، ويوفر مليارات الدولارات بتخفيف العقوبات لهذا النظام عبر تنفيذ اتفاقه النووي الخطير".
إيران في خطر!
وبعد توارد الأسماء المرشحة لأبرز المناصب القيادية في إدارة "ترامب" المرتقبة والتي بدا أن القاسم المشترك بينها هي عداوة طهران والرغبة في معاقبتها؛ حيث من المرجح ألا يكون الاتفاق النووي في خطر وحسب؛ بل إن النظام الإيراني برمته بات يرى نهايته تلوح في الأفق، وهو ما حذّر منه رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام الإيراني، هاشمي رفسنجاني، فور فوز "ترامب" بالرئاسة الأمريكية، قائلاً: "إيران الآن دخلت نفقاً مظلماً، وأوضح لصحيفة "آرمان" الحكومية، قائلاً: "إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي كانا ناشطين في مجال الانتخابات، وكانت سياساتهما منذ بداية الثورة متشابهة تجاه إيران، ولم تكن فروقات عديدة بينهما؛ إلا أن "ترامب" يعتبر خطراً كبيراً؛ لأن تشدده من خلال السنوات الماضية لا يثبت إلا ذلك".
سأمزق الاتفاق النووي
وأضاف: "لقد صرح قبل فترة وجيزة قائلاً: "سأمزق الاتفاق النووي الموقّع مع إيران"، وشرح "رفسنجاني" وصفه لـ"ترامب"؛ كالتالي: "ترامب وجه خطير، وبتعبير آخر من شأنه اعتباره رجلاً خطيراً متغطرساً غير ملتزم بالمبادئ، ويضرب بسهولة بجميع المقررات والقوانين عرض الحائط".