
ما إن ينتظر كل شاب موعده عند صالون الحلاقة، حتى يرى من قبله من الشباب وقد اختاروا لأنفسهم حلاقة غريبة، بحثاً عن الأناقة ومتابعة آخر الصيحات والموديلات، بعد أن كانت في السابق لا تخرج في حدود قصّات الشعر وحالات القزع فقط، قبل أن تجد الرفض والمنع من قِبل الهيئة العامة للرياضة في الملاعب السعودية.
أصبحت صوالين الحلاقة تتنافس على ملاحقة صيحات الشباب في حلاقة اللحية، بل وتتفنّن في ذلك بعد أن وجدت لها قبولاً ورواجاً لدى الشباب، فتشاهد منهم من يرسم زوايا وأشكالاً هندسية وغريبة على ذقنه، إضافة لوضع الفواصل بينها، وامتداداً إلى جعل اللحية بشكلٍ مستوٍ مختلف وغير معتاد.
لم تقتصر تقليعات الحلاقة عند هذا الحد، بل تعمّدت صوالين الحلاقة توفير كميات كبيرة من صبغة الشعر باللون الأسود، بعد أن كانت مُقتصرة على من ظهر الشيب في شعرهم، وكذلك وفّرت مساحيق التجميل بعد أن تحوّلت إلى مطالب عدد من الشباب الذين يرون أنَّها جزء لا يتجزأ من الحلاقة.
ووفقاً لدراسة بريطانية سابقة، فإن حلاقة لحية الرجل تُعطي انطباعاً لدى الفتيات عن شخصية وهوية من تراه من الرجال، فبعد الدراسة التي أُجريت لـ60 امرأة، كانت النتيجة أنهن وجدن أنَّ الرجل حليق اللحية يُعد صغيراً في نظرهن وبأقل من عمره الحقيقي بـ5 أعوام، ولا يزال يحتاج لمزيد من النضوج، بينما اعتبرن من له لحية ناعمة بأنه غير مناسب للزواج، فيما كان الإجماع والتأكيد على أن أكثر جاذبية ورغبة للزواج هم من لهم لحى خشنة.
وقال أحمد ماهر أحد العاملين بصوالين الحلاقة: "كُنت في السابق لا أجد طلباً شهيراً إلا الحلاقة الخليجية والأخرى الكلاسيكية، بعكس الأنواع التي ظهرت مؤخراً من قصات سُميّت بأسماء مشاهير غربيين، ولا نعرف طريقة عملها للزبائن إلا من خلال مراجعة المجلات وصفحات الإنترنت". مؤكداً أنَّه يحرص كثيراً على متابعة أحدث موديلات الحلاقة لتقديمها لزبائنه الذين يُحبون التغيير ومتابعة جديد التقليعات الشبابية.
وأضاف ماهر: "أصبحت حلاقة اللحية في المجتمع السعودي لا تقتصر على حلاقة شعر الوجه فقط، بل تُعد مستحضرات التجميل واستخدام أحدث أساليب التفنن في تنظيف البشرة من أهم ما يُركّز عليه الشباب السعودي تحديداً". مردفاً في رد على سؤال لـ "سبق" حول الحلاقة المناسبة لكل شخص بأن الموديلات الحديثة هي الشائعة بين الشباب، وكذلك عن كون تشكيل وجه الرجل يُعد الأبرز في رسم الحلاقة اللائقة لكل شاب ومن بينها: "الوجه المُستدير، والمستطيل، والبيضاوي، والمربع، والكمثري الشكل".
وتحدّث الشاب فيصل الخطراوي: "أهتم كثيراً باختيار الشكل المناسب لوجهي، وأرى بأن ذلك من أهم أسباب الأناقة التي لا بد أن يتمتّع بها كل رجل".
وتحدّث عما يفعله عندما يدخل صالون الحلاقة قائلاً: "أُفضّل دائماً أن أُجدّد موديل لحيتي بصفة ربما تُعد شهرية، وأُنهي برنامجي الذي يتكرّر مرتين أسبوعياً باستخدام بعض المساحيق الخاصة ببشرة الرجل".
كما شاركه محسن الروقي الحديث عن أحدث صيحات الحلاقة بعد أن اتضح توازنه في عدم ملاحقة ما يُهرول له بعض الشباب؛ قائلاً: "مُنذ فترة ليست بالقصيرة لا استخدم سِوى الشكل الخليجي، وأرى بأنه من أنواع الحلاقة المتزنة ولا خلاف حول من يستخدمه".
واعترض "الروقي" حول ملاحقة بعض الشباب للموضات الغربية التي غالباً ما تكون لمشاهير فن أو رياضة، بقوله: "لماذا نقلّد الغرب حتى بحلاقة الذقن؟ لم لا نرى أحداً منهم يقلّدنا؟".
كما استاء "الروقي" من الشباب الذين يتشبّهون بالنساء من خلال استخدام مساحيق نسائية على البشرة واستخدام مرطبات تُعد في الأصل خاصة بالجنس الناعم فقط، متسائلاً عن دور الرقابة على تلك الصوالين التي قد لا تهتم بجودة تلك المستحضرات، مستغلّة جهل بعض الزبائن بأنواعها المعلومة لدى الكثير من الجنس الآخر بحكم الخبرة والتجربة.
الحلاقة من أبرز مشاكل البشرة
وقال أخصائي البشرة الدكتور كمال سعيد: تُعد المشاكل الجلدية كثيرة جداً لدى الشباب، وعندما نُركّز على البشرة الرجالة فنجد بأن الحلاقة من أهم وأبرز أسباب تلك المشاكل التي تظهر نظير سوء الاهتمام بالمعلومات الصحية لها".
وأكد في نصائح وجّهها لمن يحلق ذقنه على ضرورة العناية باختيار أمواس حلاقة جيّدة، تُحقّق الحلاقة الناعمة وغير المُضرّة للجلد. والحذر من استعمال بعض أنواع الحلاقة الرخيصة أو ذات الموس الواحد مما قد يُسبّب تلفاً في البشرة. واستعمال كريمات تضمن مرور الموس بكل سهولة ودون أضرار؛ والحذر من الرخيصة والمُقلّدة. بالإضافة لاستخدام أنواع الفرشاة المصنوعة من الألياف الطبيعية لضمان جودة ترطيب البشرة. وإزالة الخلايا الميّتة والقشور من البشرة باستخدام كريم مُقشّر لها بعد الحلاقة. وتُعد معاجين وكريمات "الصنفرة" مفيدة للبشرة متى ما كان المنتج غير مُقلّد أو رديء. وأخيراً استخدام أدوات البخار المرطب للجلد من أجل ترطيب البشرة وتخفيف تهيّجها من الحلاقة.