عبدالرحمن بن مساعد: أنا من حدد أسعار تذاكر أمسية الرياض.. ولن أدعم الهلال

روى قصة "ابتزاز" أصدقائه.. ووصف أغنية "قالوا ترى" بـ"السخيفة"
عبدالرحمن بن مساعد: أنا من حدد أسعار تذاكر أمسية الرياض.. ولن أدعم الهلال

قال الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد إنه يشعر بـ"توتر" حيال الأمسية التي سيحييها مساء بعد غد في جامعة الأميرة نورة، وقال: تعودت دائماً على هذا الشعور قبل المباريات النهائية، ولكن توتر الأمسيات مختلف لأنك أنت المسؤول عن كل ما يحدث، فأنا غائب منذ 14 سنة.
وكشف الشاعر عن مراحل ومحطات من حياته الرياضية والشعرية، وأعلن عدم دعمه لنادي الهلال لا في القريب ولا في المستقبل، وأشار إلى أنه هو من حدد أسعار الأمسية دعماً منه لهيئة الترفيه ولجمعية "إنسان".
 
 جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس بمناسبة انطلاق أولى "أمسيات الرياض"، وقدمه الإعلامي محمد الشهري، وحضره عبدالرحمن بن ناصر الخليفة مدير عام التواصل والإعلام بالهيئة العامة للترفيه، وهشام خليفة من شركة "الوقت" المنظمة للفعالية، وكذلك الشاعر عبدالله حمير المنسق للأمسيات الشعرية، وجمع من الضيوف ورجال الإعلام.
وتسرد "سبق" أدناه المحاور التي تحدث خلالها الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
هيئة الترفيه
 
كل المشهد الآن أن هيئة الترفيه أعلنت طفرة في الأنشطة التي من الممكن للشخص أن يمارسها هو وعائلته، وهذا الأمر ما كان موجوداً وكانت المملكة تحتاجه في نطاق رؤية 2030، والكل شاهد اللقاء الذي عمله ولي ولي العهد "حفظه الله" في قناة "العربية" تحدث عن الرؤية بشكل كامل، وعن هيئة الترفيه أريد أن أتكلم بشكل عام، الحقيقة أن الهيئة بما تقوم به من أعمال ومن اللازم أن نضع في اعتبارنا أنها تقوم بدور جديد لم يكن موجوداً وألاحظ أحياناً أن هناك ترصداً أو تصيداً لأخطاء تحدث، والأخطاء تحدث في أي عمل، الشخص الوحيد الذي لا يخطئ الذي لا يعمل, ولكن للأسف في مجتمعنا ظاهرة أصبحت من الظواهر التي لا أراها من الظواهر الحسنة أن هناك تصيداً للأخطاء بين أطراف المجتمع، فعندما يحصل أي خطأ يتم التركيز عليه ويتم الفرح به، مع أنه المفترض هو أن تحزن عندما يكون هناك خطأ، ونحن وصلنا لمرحلة للأسف نفرح عندما يكون هناك أخطاء.
 
قصائد الأمسية والهلال
وقال: تتراوح قصائد الأمسية بين 25 إلى 30، وطبعاً إذا كانت القصائد طويلة أتوقع أن يكون عدد القصائد أقل، وأيضاً يقاس ذلك بردة فعل الجمهور، ولا أحب أن أخلط الشعر بالرياضة هذا مجال وذاك مجال آخر، ومرحلة رئاستي في نادي الهلال مرحلة أعتز فيها، و6 سنوات ونصف ليست مسألة بسيطة، وهذا ربما كان أهم الأسباب لتوقفي عن الأمسيات، ولم يكن هناك وقت لأجهز لأمسية، ومن يعرفني يعرف أنني مهتم بالتفاصيل الصغيرة و"أوسوس" عن أي شيء أعمله، فبالتالي كان من الصعب التحضير لأي أمسية وقبول أي دعوة في ظل عمل متزاحم في رئاسة ناد كبير مثل الهلال.
 
أضاف عبدالرحمن بن مساعد: وطول فترة رئاستي كنت أبعد الشعر عن الموضوع، ويمكن أن أكتب عن المنتخب، وكتبت عنه، ولكن بالتأكيد رئاستي للهلال ليست مجالاً لإقامة أمسية شعرية، وهي مرحلة سعدت فيها كثيراً، وكسبت جزءاً بسيطاً من الخبرة في العالم الرياضي، أخفقت أحياناً ونجحت أحياناً، وهي مرحلة أعتز بها ولكنها انتهت بما لها وما عليها، ولن أدعم الهلال في القريب ولا في البعيد خصوصاً في إقامة أمسيات في النادي لأني لا أربط بين الشعر والنادي.
 
أيتام "إنسان"
وتابع: ليس لي فضل ولا منّة والمداخيل ستكون مشتركة بيني وبين الشركة المنظمة "تايم"، وسوف تكون قيمة التذاكر من نصيب جمعية إنسان، وفي نهاية الأمر المبلغ لن يكون مبلغاً طائلاً وكبيراً، وما هو المبلغ الذي سيجعل الجمعية في حالة رفاهية؟، ولكن هي الفكرة رسالة للفت الانتباه وإلى ضرورة الاستفادة من أنشطة يسلط عليها ضوء إعلامي كثير للفت الانتباه للجمعيات الخيرية، وأعتقد أن هذا يعتبر هدفاً ينبغي أن يشارك فيه أي أحد يحصل على منابر للتحدث إلى قطاع كبير من الناس.
 
الفصحى و"السوشال ميديا"
وأشار عبدالرحمن بن مساعد: هناك قصائد فصحى سيتم إلقاؤها في الأمسية، وأنا في الفترة الأخيرة أصبحت أكثر من كتابة قصائد الفصحى، والحقيقة من فترة طويلة، لكن مؤخراً وجدت نفسي عندما أمسك القلم لأكتب أميل للفصحى، وفي الأمسيات لا بد أن توازن بين الجديد وتطرحه وبين ما يمكن أن يكون رغبات للجمهور.
 
استطرد: والدي غفر الله له حفظني القرآن الكريم في سن صغيرة في 9 أو 8 سنين وكنا دائماً نقرأ كتب الدين والأدب ودواوين الشعر وكانت لغتي العربية سليمة جداً حتى قبل دخولي إلى المدرسة، ومن الصعب أن تجدني مثلاً أخطئ في تشكيل أو في إعراب أو في قواعد، لأن حامل القرآن في صدره يحصل على مزايا لا تنتهي، وسبحان القائل: "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
 
أردف عبدالرحمن بن مساعد: ولم أتوقف عن كتابة الشعر، فمن كان يتابعني في "تويتر" أو "اليوتيوب" أو في بعض الوسائل سيجد أن هنالك أشياء تخرج بين الفينة والأخرى وأنشرها ولكن النشاط المكثف لم يكن موجوداً تلك الفترة وآن الأوان مرة أخرى أن أحاول إسعاد المحبين و"الإنكاد" على الكارهين، بمعنى الذين لا يحبون شعري الآن أمارس هذا الدور بقدر الإمكان والاستطاعة اللازمة.
 
عودة الأمسيات
وأكمل: بالنسبة لعودة الأمسيات في الرياض، الشكر لهيئة الترفية، وأريد أن أقول إن هناك أناساً يربطون موضوع الترفيه بأنه مثلاً الناس لا تسافر لأجل أن تجد في البلد الأشياء التي تسليها.. ولكن نحن السعوديين كنّا في الغالب عندما يرجع الشخص من سفره يرجع متنكداً عكس العالم كله عندما تعود من الإجازة تجد لديك النشاط ولديك الحيوية للعمل بل نعود من السفر حزينين لماذا؟ لأنه يوجد رتابة في حياتنا لا يوجد أنشطة، ولا مناسبات، والآن هذا الأمر غير موجود، وتستطيع أنت وعائلتك أن تجد ما تفعله في الرياض أو في أي مدينة سعودية في أي وقت، وهذا بحد ذاته يجعلنا أكثر طبيعة.
 
وواصل عبدالرحمن بن مساعد: وبالتأكيد هناك أناس تصر أن تلصق الترفيه بأنه التسيب، وهذا غير صحيح، وحتى الدين الإسلامي الحنيف، فهناك أناس تعطي انطباعاً عن الدين أنه جهل، وأقول لأولئك ليس من الضروري أنت تنبسط، فدولتنا حريصة، وحكامنا حريصون على بلاد الحرمين الشريفين، وإن أي عمل سيعمل سيراعي هذه الخصوصية وسيراعي أهم ميزة تتميز بها المملكة العربية السعودية والأخطاء موجودة.
 
مواصفات الأغنية الجيدة
وقال عبدالرحمن بن مساعد: الآن مواصفات الأغنية اختلفت، وأصبح المهم فيها التوزيع الموسيقي، والموزع الموسيقي أصبح مهماً بأهمية الأغنية، وليس الأساس فيها الكلام، وهذا أدى إلى تراجع دور الشعر في الأغنية، وربما في رأيي أن الأغاني أصبحت غير قابلة للحياة لفترة طويلة وتنتهي، وأستطيع أن أسمع "صوتي يناديني" وهي قديمة جداً، ولكن لا يمكن أن أسمع أغنية الفنان الفلاني الذي نزلت في شريط من 6 أشهر لأنها أغان وقتية قد تنجح مؤقتاً وتلاقي صدى ولكن تأكل بعضها بعضاً، أي لا تعيش، لذلك شكل الأغنية هو الذي ربما جعل الشاعر يتراجع في دوره.
 
وزاد: أريد أن أوضح نقطة في غاية الأهمية أولاً لا يمكن أن تخدع الناس، ولكن في الشعر لا يمكن أن أكون متواضعاً، ومن يكن متواضعاً في شعره عليه أن لا يكون شاعراً، من يرى أنه شاعر أتى ليشترك مع الناس وأن يقول شعراً عادياً فمن الأحسن له أن يكتفي بطرحه لنفسه، ولكن يعني ما أعتقد أنه يوجد قصيدة "مجموعة إنسان"، أو "فوق مهم السحب" لبدر بن عبدالمحسن، لأنهم أصحاب سمو ملكي نجحت، أو أن لديهم حياة عملية أعتقد أنها أغان فيها من الإبداع ما فيها، وهناك أناس تربط الحالة المادية بالإبداع، وبالعكس فإن أغلب الفنانين في العالم كانوا من طبقات ميسورة في نظره بأن الفن مرتبط بالمعاناة وبالعكس الفن مرتبط بالحالة المادية المزدهرة، مثل أحمد شوقي فقد كان من الأثرياء، والإبداع ليس تهمة، وبالمناسبة 6 من المبشرين بالجنة أثرياء.
 
الوسطان الرياضي والشعري
وبيَّن عبدالرحمن بن مساعد: هناك فرق كبير بين الوسط الرياضي والوسط الشعري، فجمهور الرياضة الأكثر فيه "ميانة" أكثر من جمهور الشعر، بمعنى أن جمهور الرياضة عندما يراك في الشارع يقول "شوف حق الهلال!"، وتشعر حينها أنك خزانة في الهلال، ولكن جمهور الشعر ربما يختار الألفاظ بعناية أكثر، بالإضافة إلى أن بالشعر تتحمل مسؤولية ما تفعله بنفسك، يعني ما فيه واحد يضيع بلنتي أو يضيع النتيجة، وتجي الضربة على رأسك أنت، أي أنت المسؤول عما تفعله.
 
أنا من حدد أسعار التذاكر
وقال: هذه أول أمسية شعرية تكون بتذاكر، وأتذكر عملت أمسية قبل 14 عاماً في الرياض وكان دخلها لجمعية الأطفال المعوقين، وكانت الأمسية عبارة عن "ابتزاز" منّي، عندما عزمت كل أصدقائي الذين ثراؤهم واضح وأصريت عليهم وأتوا في الصف الأول، وأحرجتهم وقلت: "منتم طالعين حتى تتبرعون للجمعية"، المقصد لم يكن هناك تذاكر كانت دائماً الدعوات عامة، وهذه تعتبر تجربة جديدة، والأخوة في هيئة الترفية وفي الشركة المنظمة أقنعوني أن الحضور كبير وغير متوقع وأكبر من مقاعد القاعة، وإذا القاعة تتسع لـ 100 وأتى 400 يصبح فيه سوء تنظيم، وهذا أمر ليس مسؤولية فشل واحد، فاقتنعت بهذه الفكرة على أن تكون التذاكر في متناول الجميع، وأنا من حدد أسعار التذاكر، اعتقاداً منّي أن هذا السعر المناسب.
أمسية "الجمعة"
 
وأوضح عبدالرحمن بن مساعد: بعد أن تركت رئاسة نادي الهلال أتتني دعوات كريمة لإقامة أمسيات في الرياض، ولكن كان هناك ظروف عائلية وسفر يمنعان إقامتها، وحتى كان لدي التزام لجهة داعية بالرياض لتدشين ديوان ولكن الديوان يتأخر إلى شهر 6 بعد عيد الفطر، ولم ألتزم مع الشركة، ومن ثم جاءتني دعوة كريمة من هيئة الترفية، كلمني فيها الأستاذ عبدالله حمير، وشرفني بزيارتي في البيت وحظيت بتقديرهم أن أكون صاحب أول الأمسيات، ورغبتي في أن تكون الأمسية ليست مرتبطة بالديوان أو بتدشينه وجعلتني أوافق من غير تردد، بالإضافة إلى التنظيم المتميز والإحساس العالي للمسؤولية من جميع المجتهدين للأمسية، وأتمنى أن أكون خياراً موفقاً، وأنا أرى أنه خيار موفق إن شاء الله.
 
وأكد: ولا أريد أن أقول عناوين قصائدي في الأمسية، غير أن هناك أعمالاً وطنية، مثلاً هناك أغنية لها 6 سنوات غناها محمد عبدة اسمها "ما هو حب " وإلى الآن لم تطرح في الأسواق، وأخبرني أنها سوف تطرح قريباً وتوجد أيضاً قصيدتان فصحى "لمن" و"لماذا"، وهناك عمل وطني.
الفرق بينه وبين محمد عبدة و"عبادي"
 
وذكر عبدالرحمن بن مساعد: يبقى الشاعر هو صاحب المنتج نفسه، ولكن دعم الفنانين الكبار مثل محمد عبدة وطلال مداح رحمه الله، وعبادي الجوهر أضافوا للقصيدة بعداً آخر، والذي أقصده عندما أقول لنفترض مثلاً أني كتبت "مذهلة" للتو أو اليوم، وأتيت اليوم الثاني قلت "مذهلة ما هي بس قصة حسن" لن تجد ردة فعل الصالة، ولكن عندما أقول "مذهلة" فقط يتذكر الجمهور أغنية محمد عبدة ويصفقون ليس لي إنما للمطرب، وهذا ما أقصده، حتى وإن كانت جميلة أنا أحبها وأرى فيها شعراً كـ"أجهلك" أرى فيها كنص أحبه كثيراً لكن لم ينجح كأغنية، ومع ذلك أرى أنه نص عميق ربما لا يكون فيه جماهيرية، ومثلاً أغنية لعبادي الجوهر كتبتها وأنا عمري 17 سنة اسمها "قالوا ترى" أغنية أرى أنها من أسخف ما كُتب شعراً في التاريخ ولكنها نجحت وترى الناس تصفق فالتصفيق لعبادي وليس للشاعر، وأعتذر أنني قلت هذا، فالقصيدة عندما تخرج منك لا تصبح ملكك إنما تصبح ملكاً للناس.
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org