عسير تتهيأ لـ٨ مسارات سياحية.. ماذا يجرى لتكون "أمسودة" أعلى قرية سعودية

في اجتماع لمنظمي الرحلات لاستكمال وضع آلية وبرامج تعاون.. تحديات وإنجازات
عسير تتهيأ لـ٨ مسارات سياحية.. ماذا يجرى لتكون "أمسودة" أعلى قرية سعودية

كشف منظم الرحلات السياحية بمنطقة عسير إبراهيم مسفر، عن الاستعداد لتنفيذ 8 مسارات سياحية في العديد من المواقع بالمنطقة، مع ربطها بالقرى التراثية والمواقع الأثرية؛ بما يعزز دور هذه الرحلات وقيمتها وأهميتها؛ حيث يجري تجهيز قرية "وطن أمسودة"؛ لتكون أعلى قرية في السعودية على ارتفاع 10 آلاف متر.

وقال "مسفر": "رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، حريص على تفعيل المسارات السياحية لدعم منظمي الرحلات لتقديم البرامج السياحية بأسلوب حضاري، وكان آخر تأكيد له بشأن ذلك خلال كلمته في الملتقى الثاني للتراث والفنون الذي نظّمته الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، كما تم إيجاد لجنة لمنظمي الرحلات على مستوى المملكة، وعُقِد لها اجتماع بالرياض، واتفق على آلية ووجود شراكة بين منظّمي الرحلات".

وأشار إلى صدور ترخيص لمنظمي الرحلات السياحية قبل 4 سنوات على مستوى المملكة، ووضعت قوانين منظمة للعمل في هذه الشركات؛ غير أن الشركات السياحية الكبرى من خارج المنطقة ظلت مسيطرة على هذا السوق؛ مستشهداً بأن أغلب الرحلات تأتي من المنظمين من المدن الرئيسة الذين يقومون بالاتفاق مع المرشدين السياحيين لإنهاء العمل؛ على الرغم من أن المرشد السياحي يعتبر أحد عناصر تنظيم الرحلات وليس الأساس فيها.

وأضاف: "القضية عُرضت في ملتقى السفر والسياحة؛ إذ تحدث عن معاناة المنظمين في المناطق من تجاوزات منظمي المدن الرئيسة، والإشارة إلى أنه لا يحق لهم أن يسوّقوا مناطقهم في المدن الرئيسة؛ مما أوجد لديهم معوقات، وبعد وجود هذه اللجنة تم حل أهم الإشكاليات والعقبات التي تقف أمام منظمي الرحلات لوجود شراكات".

وأفصح "مسفر"، عن أن هناك اجتماعاً لمنظمي الرحلات في قرية رجال، بعد 3 أسابيع لاستكمال وضع آلية وبرامج تكفل التعاون بين منظمي الرحلات، وكيفية طرح البرامج، وشرح المسارات قائلاً: "المسار الأول سيكون عبارة عن: (أبها، السودة، رجال المع)، والمسار الثاني: (أبها، أحد رفيدة، خميس مشيط)، والثالث: (أبها، تنومة، النماص، بلقرن)، كما يجري الإعداد لخمسة مسارات أخرى إلى شمال تهامة ورجال ألمع وبارق والمجاردة".

وتابع: "نعمل على ربط هذه المسارات بالقرى؛ مثل قرية ساحل في بارق، وغية بالمجاردة، وقرية وطن أمسودة، والتي يجري تجهيزها لتكون أعلى قرية في السعودية على ارتفاع 10 آلاف متر عن سطح البحر، وتبلغ تكلفة تجهيزها 5 ملايين ريال، وغيرها من القرى.. وعمل عقود مع أصحابها لكون هذه القرى رافداً أساسياً للمسارات".

وشدد على الاجتهاد بالتعاون مع الجهات الخدمية والسياحية لتهيئة المنتج السياحي في عسير نحو التراث والأصالة والحضارة؛ متطلعاً إلى تعاون أكبر من الجهات الحكومية والخدمية كالكهرباء والبلديات، وأن يكون هناك لوحات إرشادية وخرائط تعريفية بالمسارات السياحية واتجاهاتها، وتوفي المطبوعات في مكاتب السفر والسياحة بالمطارات، وتزويدها بمعلومات كاملة، وتوفير المواقع الإلكترونية الداعمة لهذه المسارات.

وختم: "تاريخ تنظيم الرحلات السياحية إلى منطقة عسير قديم وسابق لوجود هيئة السياحة والتراث؛ حيث كانت تنظم وفقاً لجهود ذاتية واجتهادات لمؤسسات من خارج المنطقة من المدن الرئيسة والسفارات والشركات التي تنظم هذه الرحلات، وكان التنظيم قاصراً على مستوى الإمارة والبلديات والأمانة، وأثناء انعقاد المؤتمرات والندوات التي يكون على هامشها مثل هذه البرامج لزيارة المواقع السياحية؛ غير أن هناك تطوراً ملموساً في هذا القطاع، ودعماً كبيراً من فرع السياحة بعسير".

ونوّه المدير التنفيذي لشركة تهامة لتنظيم الرحلات السياحية فهد بن فراج الشهري، بأن شركته تقدم عدداً من الرحلات السياحية للعشرات من السياح شهرياً؛ مبيناً أن غالبية السياح الذين يرغبون في الدخول إلى تجربة الرحلات السياحية في عسير؛ هم من الأجانب الذين يتبعون لشركات ومؤسسات أو قطاعات حكومية، أو استضافات من الجامعات، أو المهتمين بقطاع الآثار التاريخي والحضاري والثقافي للمنطقة.

وأضاف: "نوفر خدمة الاستقبال والتوديع في المطارات (حجز الفنادق والوحدات السكنية- توفير الإرشاد السياحي بعدة لغات- توفير وسائل النقل- توفير برامج سياحية مختلفة- التنسيق بين الجهات ذات العلاقة- توفير الرعاية الطبية- خدمات كبار الشخصيات، وغيرها الكثير من الخدمات)؛ مبيناً الحاجة لتفعيل ثقافة الرحلات السياحية في المنطقة التي توفر الكثير على الأسر.

وعن أهم المتطلبات التي تُحقق دعماً للرحلات السياحية؛ أوضح قائلاً: "توفير الأنشطة الترفيهية يُعتبر من أهم المطالب؛ فالبنية التحتية السياحة في المنطقة جاهزة لاستقبال السياح، وكل الخدمات متوفرة، وهناك جهود جبارة من إمارة منطقة عسير والهيئة العامة للسياحة لمتابعة كل المتغيرات، وتوفير كل الأمور التي تُحقق معادلة السياحة المثمرة من توفير النقل والليموزين والخدمات والفنادق، وتطوير هذه البنية بما يحقق تطلعات السائح، وتظل هناك أهمية لتوفير الأنشطة الترفيهية والخروج من الموسمية، والاستفادة من تعددية الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي تضم الصحراء والشاطئ والجبل والوادي، إضافة إلى ما تمتلكه عسير من إرث حضاري وتراثي هائل يجعلها تتفوق على غيرها كمقصد سياحي جاذب بطبيعتها الساحرة وجوها المتميز".

وأضاف: "مشاريع الرحلات السياحية تُعتبر من أهم المشاريع السياحية التي تحقق عوائد اقتصادية مميزة، ويمكن أن يستفيد منها أبناء المنطقة، والسبب في ذلك أنها لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة لتوفير الخدمات التي هي موجودة ومتوفرة مثل الفنادق والنقل والكهرباء وغيرها من الخدمات، ويظل التسويق الجيد والإرشاد السياحي والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة من أهم أعمالها وبين طالبي الخدمة"؛ مؤكداً وجود العديد من التسهيلات، وسعي فرع هيئة السياحة إلى تشجيع مثل هذه الاستثمارات وإزالة العقبات من طريقها.

وشدد على ضرورة تكوين ثقافة الرحلات السياحية العائلية، وفوائدها في خفض تكاليف الرحلة إلى أكثر من 50%، وتوعية مقدّمي الخدمة حول الآلية التي يتم من خلالها عمل منظمي الرحلات السياحية، وأهمية دورهم، ومحاولة إيجاد شراكات واتفاقيات تدعم هذا القطاع الهام.

وبين مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهندس محمد العمرة، أن وجود رحلات سياحية إلى منطقة عسير يُعتبر مؤشراً حضارياً هاماً، يؤكد أن هناك تنظيماً ووعياً بكافة معطيات السياحة وأقطابها الهامة التي تستدعي تنظيم كل المتطلبات؛ لافتاً إلى أن هذا ما سعى فرع الهيئة إلى تنظيمه وتوفيره؛ لتتصدر المنطقة قائمة المدن السياحية القادرة على صناعة السياحة وتحقيق منتج سياحي مميز يُعَد تنظيم الرحلات السياحية فيه من أهم عناصر التسويق للوجهات السياحية السعودية للسائح.

وأضاف: "يسعى الفرع إلى دعم تطوير البرامج السياحية وتنظيمها؛ بما يساهم في زيادة الحركة السياحية الداخلية، وتحقيق الأهداف الاقتصادية من خلال تنمية قطاع تنظيم الرحلات السياحية، وتدعيم قدرات منظمي الرحلات السياحية، بالإضافة إلى توفير التدريب والدعم للمنظمين والتسهيل لهم؛ للقيام بمهمتهم بشكل أفضل؛ مما يحقق العوائد الاقتصادية عليهم وعلى الوجهات السياحية في المملكة".

واختتم: "نحرص على جمع كل الأقطاب الهامة لتعزيز تواجد المنطقة، ودعم أبها كعاصمة للسياحة العربية عام 2017؛ وذلك يضعها أمام مجموعة من التحديات والمنجزات التي يجب أن تتحقق، والتي تتضافر جميع القطاعات لتحقيقها".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org