
يغلب على أكثر قبائل شمال المملكة وكما هو الحال في بعض مناطقها الأخرى عاداتٌ رمضانية تتصف بالعبادة ولكن مع تكرارها في كل رمضان أصبحت عادة لبعض البيوت والأسر.
وتأتي من العبادات التي تحولت لعادات ما يسمى بـ(عشاء الصدقة ) وهي وليمة تقيمها بعض الأسر خلال ليالي رمضان بنية الصدقة عن موتاهم يدعون إليها بعض الجيران والفقراء في الحي ليشاركوهم الأكل ويتسامروا معهم ، وغالباً ما يكون وقت الطعام بعد صلاة التراويح ولا يتم تأخيرها للسحور حرصاً لتواجد الفقراء والمساكين وإمكانية حضورهم .
ومع مرور الوقت تغيرت هذه العبادة لتصبح عادة أكثر منها عبادة وأصبحت الأسر التي تقيمها تدعو لها الأغنياء دون الفقراء وخرجت عن مسمى الصدقة إلى مسميات أخرى مثل (سفرة آل فلان ) و(سحور البيت الفلاني ).
وفي هذا السياق يقول الشيخ محمد صالح العثيمين في مجموع فتاوى ورسائل المجلد الثامن عشر - كتاب صدقة التطوع ردا على سؤالٍ عن الصدقة عن الأموات بذبح الذبائح لله بنية الصدقة عنهم .فأجاب - رحمه الله - : الصدقة للوالدين الأموات جائزة، ولا بأس بها، ولكن الدعاء لهما أفضل من الصدقة لهما؛ لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، ولم يقل: ولد صالح يتصدق عنه، أو يصلي له، ولكن مع ذلك لو تصدق عن ميته لجاز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فأجازه،
لكن ما يفعله بعض الناس في ليالي رمضان من الذبائح والولائم الكثيرة، والتي لا يحضرها إلا الأغنياء، فإن هذا ليس بمشروع، وليس من عمل السلف الصالح، فينبغي ألا يفعله الإنسان، لأنه في الحقيقة ليس إلا مجرد ولائم يحضرها الناس ويجلسون إليها، على أن البعض منهم يتقرب إلى الله تعالى بذبح هذه الذبيحة، ويرى أن الذبح أفضل من شراء اللحم، وهذا خلاف الشرع، لأن الذبائح التي يتقرب بها إلى الله هي الأضاحي، والهدايا، والعقائق، فالتقرب إلى الله بالذبح في رمضان ليس من السنة.