يوفر ملتقى "بيبان 2017" الذي تنظّمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" ويختتم فعالياته غداً على أرض مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، أكثر من 500 فرصة استثمارية تتوافق مع أنشطة تلك المنشآت والأفراد وتتناسب مع إمكاناتهم.
ويهدف "باب الفرص" بالملتقى، إلى فتح الآفاق والفرص الاستثمارية مع الجهات الحكومية المختلفة والجهات الخاصة، وينير الطريق للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الحالية والمحتملة وللأفراد ذوي الأهداف الريادية.
وعلى سبيل المثال، توفر شركة "أرامكو"، مناقصات خاصة بمشاريع استثمارية خلال الملتقى، كما يوجد فرص لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني للنخيل والتمور، وأيضاً فرص لدى هيئة الغذاء والدواء والشؤون الصحية في الحرس الوطني، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، إضافة إلى الغرفة التجارية في القصيم.
في هذا الصدد، أشاد الشاب عبدالله الموسى، بالخدمات المقدمة في الملتقى؛ مشيراً إلى أن باب "الفرص" وفّر له فرصة التعرف على مشاريع استثمارية كان يبحث عنها منذ زمن؛ وبيّن أنه لم يكن يعرف أين يتوجه، وكيف يبدأ؛ حتى زار ملتقى "بيبان"؛ لافتاً إلى أنه يمتلك مجموعة خاصة بالصيانة والتشغيل، ولديه نحو 150 عاملاً، ويبحث في "بيبان" عن فرصته الاستثمارية الثانية.
من جهته، أوضح الشاب وليد العوفي، أن "باب فرص" ثريٌّ بالأفكار والمشاريع الاستثمارية التي وفّرتها القطاعات على نطاق واسع؛ مبيناً أنه يعمل على تأسيس مصنع للمياه المعدنية المعبأة في المدينة المنورة، ويدرس حالياً الجدوى الاقتصادية الخاصة بالمشروع بمساعدة من المنشآت المشاركة في "بيبان"، وأكد أنه فرصة لكل شاب سعودي طموح للمساهمة في تحقيق الرؤية الوطنية 2030 في قطاعات السياحة والصناعة والخدمات وتقنية المعلومات والزراعة.
في سياق متصل، يستقبل "باب الرحلة" بالملتقى، 60 شخصاً في كل ساعة؛ ليقوموا بعملية توليد الأفكار؛ وهي أول خطوة من خطوات الرحلة، والتي تتميز بكونها تنير الشباب الباحث عن فكرة لإقامة مشروعه بالأفكار التجارية؛ وذلك من خلال ورش عمل موجهة، وتسلّط هذه المرحلة الضوءَ على عالم الأفكار، وكيفية خلقها، وتطويرها، ثم تحويلها من فكرة عارضة إلى مشروع تجاري ناجح، كما تستعرض أهم الأفكار الخلاقة التي تَحَوّلت إلى منشآت ضخمة مع مرور الوقت.
وتأتي بعد عملية توليد الأفكار جلسةُ الإرشاد الشخصي للمشاركين بإدارة مرشدين من ذوي الخبرة والاختصاص في عالم الأعمال؛ لبلورة أفكار المشاركين؛ عبر طرح كل التحديات التي قد تواجههم في المستقبل القريب؛ أي خلال فترة التأسيس والانطلاق، وفي نهاية الطريق يكون المشاركون قد تمكنوا من فهم أفكارهم واستعدوا للانتقال إلى مرحلة كتابتها بشكل مهني.
وفي هذا الشأن، كشف، فهد محمد العتيبي، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، من محافظة الأحساء يدرس في السنة الأولى بكلية الهندسة في جامعة الملك فيصل، أنه جاء إلى ملتقى بيبان بأفكار مشاريع محددة، باحثاً عن بلورتها لتصبح حقيقة على أرض الواقع في المملكة.
وأضاف أن إنشاء "ديوانية شتوية" تُقَدّم خدمات ترفيهية ومشروبات لخدمة الشباب؛ تعتبر حلماً من أحلامه؛ خصوصاً إذا استطاع أن ينشئها قبل افتتاح فعاليات كأس العالم بروسيا 2018؛ للاستفادة من مشاركة المنتخب السعودي في تجميع الشباب بالديوانية ومشاهدة كأس العالم.
وأبان أنه حضر مراحل باب الرحلة كلها؛ مستفيداً من الخبراء المعنيين في هذا الباب القيم في إمكاينة أن يري مشروعُه النورَ في القريب العاجل؛ مشيراً إلى أن خبراء "بيبان" في باب الرحلة قدّموا نصائح فعالة لمشروعه.
أما بندر العنزي صاحب الـ(35 عاماً) وشريكه معاذ السدراني (32 عاماً) وهما من الرياض، ويعملان في شركة عالمية لتقديم القهوة الأمريكية؛ فلديهما حلم واحد وهو مشروع العمر الذي يتجسد في افتتاح مقهى سعودي بمواصفات عالمية؛ للاستفادة من خبرتهما في العمل في مجال الضيافة والقهوة على الطريقة الأمريكية لعمل مشروع خاص بهما.
ولم تكن طالبة الجامعة العربية المفتوحة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية "هيفاء الشمري" (24 عاماً)، أقل من الشباب في الهدف الذي جاء بها إلى ملتقى "بيبان"؛ مبيّنة أنها جاءت تحوّل فكرة ضخمة في أركانها ولا تعلم كيف يمكن لها أن ترى النور، قائلة إنها تحلم بإنشاء نادٍ نسائي يبني العقل والجسد، ويجمع بين الثقافة والرياضة؛ مشيرة إلى أنها عندما دخلت ملتقى "بيبان" لم تكن تدري هل يمكن الوصول إلى نموذج عمل حقيقي لتحقيق مشروعها الضخم.
وأوضحت أن خبراء "بيبان" أكدوا لها أن مشروعها ضخم للغاية ويمكن البدء بنموذج عمل مصغر للفكرة نفسها، وقدموا لها إرشادات علمية لتحويل حلمها إلى حقيقة؛ مؤكدة أنها ستمضي قُدُماً نحو استكمال كل أبواب "بيبان" لتحقيق حلمها والوصول إلى تمويل يساعدها على تحقيق حلم الجمع بين الرياضة والثقافة في نادٍ نسائي.
يُذكر أن ملتقى "بيبان" شهد إطلاق 26 مشروعاً تخدم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويهدف إلى فتح الآفاق لنمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة كي تسهم في ازدهار الاقتصاد السعودي؛ إذ أتاح للمبادرين والمهتمين بمجال الأعمال من مختلف القطاعات، أن يجد كل منهم باباً يلائم مرحلته ويقوده إلى آفاق ومراحل أعلى في عالم الأعمال والمشاريع.
