فلسطين.. والكذبة كبرى..!!

فلسطين.. والكذبة كبرى..!!
تم النشر في

قبل أكثر من ثلاثين عامًا قال لنا مدرس اللغة العربية (القواعد) عبدالصمد: إن عدد الإسرائيليين أقل من مليونين. فقلنا بصوت واحد: وكم عدد العرب يا أستاذ؟ قال: نحو مائة مليون أو أكثر قليلاً. فقلنا: طيب يا أستاذ، طالما نحن أكثر، وهم أقل عددًا وعتادًا، فلماذا لا يزال هذا العدو يجثم على خاصرتنا، ويحتل جزءًا مهمًّا من مقدساتنا وأرضنا العربية في فلسطين؟ واستدركنا السؤال ذاته قائلين: لماذا لا نسري عليه في ليل بربع هذا العدد؛ ليصبح مشردًا في العراء مهزومًا شر هزيمة..؟!! نظر إلينا الأستاذ باندهاش مع إيماءات استحالة بتحقيق تقدُّم، وكأن في فمه ماء، دون أن يجيب عن فضولنا وأسئلتنا البريئة في تلك الحقبة من الزمن؛ لينتهي معه نقاشنا في تلك الحصة التي رن جرس نهايتها، ولم يكتمل فَهم درسها بكل ما فيه من تناقضات في العتاد والعدد حتى اليوم؛ إذ كيف لا يزال الصهاينة عدونا الأول نحن العرب إعلاميًّا - على ما يبدو - بينما تُفتح له السفارات في عواصمنا العربية الشقيقة لتبادل التجارة الحرة والسياحة والتعامل الرسمي معه في شتى المجالات..!!

تجار (الشنطة) وبائعو الوهم يصدحون عبر الفضاء ليل نهار وبرامج الاتجاه المعاكس بأن إسرائيل ستندم باحتلال القدس والجولان ومزارع شبعا، في حين لا تزال أيديهم ملطخة بالدم الفلسطيني في مخيمات صبرا وشاتيلا دونما رحمة واكتراث إنساني أو دولي أو خوف من ضمير..؟!

كل الدول المجاورة لفلسطين المحتلة - كما نعلم جميعًا ونرى - هي في الواقع على وئام تام مع الكيان الصهيوني، ولديها اتفاقيات سلام موقَّعة بالحبر الأسود في السفارات الأجنبية؛ فكيف لمثل هؤلاء إقناعنا بأن إسرائيل بالنسبة لهم تُعتبر العدو الأول، أو أن جيوشهم تستطيع تحرير القدس..؟!!

أستاذنا عبدالصمد اختصر علينا قبل حقبة من الزمن مضت، كنا فيها على مقاعد الابتدائي، ندرس اللغة العربية (القواعد)، بأن تحرير فلسطين أقرب للمستحيل، ومن الصعوبة بمكان في ظل أوضاعنا العربية المزرية، وشتاتنا السياسي والفكري، واختلافنا حتى في التفاصيل الصغيرة والمبادئ، وعدم وجود نوايا لوحدة الصف؛ وبالتالي العيش على وتر المصالح السياسية للكثير من الدول العربية مع إسرائيل عدوها الإعلامي فقط..؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org