دخلت الشمس منذ نهاية 2014 في نهاية ذروة نشاطها خلال دورتها الحالية، والتي تمتد لأحد عشر عاماً تتوسطها ذروة في النشاط الشمسي، حيث يتم قياس النشاط الشمسي بعدد البقع الشمسية التي تظهر على الشمس وتفاعلاتها، التي قد تُنتج في بعض الأحيان انفجارات شمسية هائلة في الفضاء.
وقال الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ملهم بن محمد هندي، إنه منذ منتصف رمضان الماضي انعدم ظهور البُقع الشمسية على قرص الشمس، فكانت المرة الثانية منذ 2009 وهي الفترة الأطول من نفس المدة التي استمرت حتى 5 شوال الماضي، حيث ظهرت أول بقعة متوسطة الحجم توازي حجمها مثل كوكب الأرض مرة ونصفاً، وترقبت جميع المراصد الشمسية هذا الظهور بعد فترة الفتور الأطول خلال هذه الدورة.
وأشار "هندي" إلى أنهُ وبعد الظهور الأول للبقعة الشمسية نشأ بجانبها ظهور بقعة جديدة توازيها تقريباً بالحجم، واستمرا بعبور قرص الشمس حتى وصلا لجانبها الأيمن، ولكن قبل اختفائهما حصل تفاعل بين البقعتين اللتين أنتجتا انفجارين شمسيين صُنفا على أنهما الأقوى خلال 2016 حتى الآن.
وقال: على الرغم من أن تصنيف الانفجار يعدُّ من الانفجارات متوسطة القوة ويحمل الأول تصنيف M5، والثاني الأقوى من تصنيف M7.6، إلا أن قوة الانفجار تسببت بانقطاع محدود للكهرباء، وانقطاع للموجات الراديوية القصيرة في وسط آسيا، وشمال روسيا يوم أمسٍ الأول، كأثر أولي للانفجار الشمسي.
وبيّن أن المراقبين ينتظرون تدفق الجسيمات المشحونة نتيجة الانفجار الشمسي، والتي تسبب ظاهرة الشفق القطبي في الدول القريبة من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي.
وقال: تُصنف الانفجارات الشمسية لرموز X،M،C،B،A كل رمز مُقسم لعشرة درجات قوة، وكل تصنيف يقلّ عشرة أضعاف عن التصنيف الذي بعده، فمثلاً M أقوى بعشر مرات من C وبمائة مرة عن B.
وأكد "هندي" أنه قد يكون للانفجارات الشمسية من التصنيف X آثار قوية على الأرض مثل تعطل الأقمار الصناعية، وانقطاع تام للكهرباء للدول القريبة من الأقطاب، أو تسبب حرائق نتيجة زيادة الحمل على مولدات الطاقة.