اعتبر الباحث الفلكي، المشرف على جمعية آفاق لعلوم الفضاء، الدكتور شرف السفياني، أن من آيات الله الكونية تساقط الشهُب بأعداد كبيرة خلال الساعة الواحدة في دورات مُحددة خلال العام، مبيناً أن هناك أكثر من 30 دورة من دورات زخات الشهُب خلال العام .
وقال الفلكي السفياني في حديثه لـ "سبق": من أبرز هذه الزخات تساقط شهُب التوأميات Geminids أي أن نقطة إشعاع وانطلاق هذه الشهُب من جهة هذه الكوكبة وليست مصدر الشهُب والتوأميات هي البرج الواقع بجوار برج الجوزاء، وهي تحديداً تقع بين كوكبتي الثور والسرطان، وكثيراً ما يخلط الناس بينها وبين الجوزاء، مؤكداً أنها تشرق هذه الأيام من بداية الليل .
وأضاف الفلكي السفياني: من خلال تجربتي في الرصد للسنوات الماضية فإنني أضمن معدلات لا تقل عن 60 شهاباً في الساعة في وقت الذروة إذا كان موقع الرصد في منطقة مظلمة بعيدةً عن أضواء المدن، وفي غياب القمر البدر، كما يُفضل أن يكون موعد الرصد بعد منتصف الليل.
وأفاد السفياني بأن العلماء يُقدرون أن تصل أعداد الشهُب المتساقطة خلال الساعة الواحدة إلى 120 شهاباً، مشيراً إلى أن معظم الشهُب يكون حجمها في حجم حبات الرمل لكن أحياناً يكون بعضها بحجم حبة الحمص، وبالتالي يكون الضوء الساطع منها شديداً فيطلق عليها عند ذلك الكرة النارية .
وبينَ أن شهُب التوأميات تبدأ نشاطها في كل عام ابتداءً من يوم 4 ديسمبر وحتى 17 من نفس الشهر، وتبلغ ذروة نشاطها مساء غدٍ الثلاثاء 13، وفجر الأربعاء 14 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق هذا العام يوم غدٍ الثلاثاء 14، و فجر الأربعاء 15 ربيع الثاني 1438هـ.
ولفت السفياني إلى أنه مما يؤثر على عدم رؤية تساقطها بشكلٍ جيد هذا العام وجود القمر العملاق في هذا الشهر وسمي عملاق لوقوعه في أقرب نقطة من الأرض متزامناً مع كونه بدراً وعلى بعد 360 ألف كلم تقريباً من الأرض وهو ما سيُسبب حجب العديد من الشهُب الخافتة لكن ورغم ذلك إلا أن الراصدون قد يتمكنون من رؤية الشهُب الشديدة اللمعان والكرات النارية بوضوح.