
أكد العميد ركن الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود أن سياسة المنع والحظر لا تجدي لحماية الأمن الفكري في زمن الفضاءات المفتوحة والإعلام المتدفق من كل نوع.
جاء ذلك خلال محاضرة عن الأمن الفكري ألقاها في جامعة "الفيصل" بالرياض حيث قال:" المطلوب هو اعتماد إستراتيجية مواجهة الفكر بالفكر ، مؤكداً "لدينا فكر لا نخجل منه"، مؤكداً على ضرورة الاطلاع بالكامل لنكون على معرفة بالقضية التي ندافع عنها والتحديات التي نجابهها، ومن ثم يكون النقاش والرد.
وفي إجابته عن تقييم إسهام الجامعات في دعم الأمن الفكري وحمايته، قال: لقد لمسنا نشاطاً كبيراً من الجامعات في هذا الاتجاه، حيث عقدت ورش عمل ومحاضرات لتحديد متطلبات الأمن الفكري السعودي، ومن ثمرات هذا التوجه أن تم في بعض الجامعات تأسيس " النادي الفكري".
وأشار إلى أن أبرز مهددات الأمن الفكري هو ما يستهدف مرتكزاته المتمثلة في: الدعوة السلفية والدولة الراعية والأسرة السعودية.
وتناول الأمير فيصل بن محمد مفهوم الأمن الفكري، موضحاً أن هذا المفهوم يعني الحفاظ على المعتقدات والأعراف والعادات والتقاليد التي قبلها المجتمع وتشكل ركائز وحدته وانسجامه" لافتاً إلى أن الفكر السعودي هو الأثر العقدي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي حدث في الجزيرة العربية منذ نشأة الدولة السعودية عام 1744م وحتى الآن.
وتحدث عن مرتكزات الأمن الفكري السعودي حيث أشار إلى أن الفكر السعودي يتصف بأنه "فكر مستقل، وأن الرابطة الدينية غالبة على مرتكزاته، وهو مرن، فكر يحافظ على الأصالة والاستفادة من الحداثة.
وأكد أن مهددات الأمن الفكر السعودي هي نفسها مهددات الدعوة السلفية، وهم أعداء الإسلام والفرق المبتدعة، المتنافسون والمتطرفون، ومهددات الدولة الراعية هم أتباع الحضارات المهيمنة في الداخل والخارج، والفكر الخارجي واتباعهم. وشرح الهدف من هذا الاستهداف بأنه إضعاف القوة الاقتصادية، وظهور الحزبية والتفرق، والقضاء على التدرج الرأسي للأسرة، وكذلك القضاء على الرابطة الأخلاقية والدينية لتحل مكانها الرابطة القانونية.
وعن كيفية الوقاية ومواجهة مهددات الأمن الفكري قال: الخطوة الأولى هي ضرورة التعرف على الفكر السعودي ومرتكزاته، والخطوة الثانية التعرف على أعداء مرتكزات الفكر السعودي وأهدافهم، والخطوة الثالثة التعاون الاجتماعي المثمر في إظهار ما خفي من فكر نقي للعالم دفاعاً عنه، وتصحيح ما ثبت خطؤه منه أو ضرر أو تطويره.
من جانبه قال مدير جامعة الفيصل الدكتور محمد آل هيازع إن الجامعة من أوائل الجامعات التي بادرت بتأسيس النادي الفكري بإشراف أعضاء من هيئة التدريس من ذوي الكفاية والمؤتمنين، والهدف من ذلك تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب، وتعريفهم على وسائل وحيل أصحاب الفكر المتطرف، والتركيز على حب الوطن ومعرفة ثقافة الاستماع الواعي للرأي الآخر.
وأكد الدكتور آل هيازع أن طلاب الفيصل وطالباتها لديهم وعي عال ومدركون للأخطار التي قد يتعرضون لها سواء مما يرد في وسائل التواصل الاجتماعي أو محاولات الاستقطاب الأخرى.