في (تاتور) فقط.. الموتى يقيمون في المنازل لخمس سنوات.. اقرأ القصة

طقوس أغرب من الخيال وجماجم الأعداء تزين منازلهم
في (تاتور) فقط.. الموتى يقيمون في المنازل لخمس سنوات.. اقرأ القصة

تصوير عبدالرحمن الفيفي: حتى في عالم الغرائب قد تبدو بعض الأمور لا يقبلها العقل الإنساني ولا الفطرة السوية. فأمور مثل الاحتفاظ بجثث الموتى في المنازل لسنوات قد يبدو ضرباً من الجنون!.. وهو أمر أقل غرابة من اختيار الكهوف وشواهق الجبال مكاناً ليدفن فيه الناس من ماتوا من أحبابهم.

في منطقة (تاتو) في إندونيسيا صادفت بعثة "سبق" بالفعل بعض تلك العادات بالإضافة للعديد من الطقوس والعادات المدهشة والمخيفة إن صح التعبير.

في إحدى القرى وتسمى (بيبو) قادنا المرشد إلى أحد المنازل الغريبة والتي تشابهت واجهاتها بوضع العديد من الجماجم تبين أنها لمن قتلهم أبناء القبيلة من أعدائها. ووضعت كذلك من باب الاحتفاء بالأمجاد والانتصارات.

خرج لنا أحد أبناء القرية من منزله بعد أن طرقنا الباب وتحدث قليلاً مع مرشدنا قبل يقودنا داخل المنزل إلى إحدى الغرف وطرق الباب ثم انتظر قليلاً وفتح الباب دون أن نسمع صوتاً يأذن بدخولنا. وكانت المفاجأة فهو يطرق الباب على جثة لا أكثر.. جثة مسجاة داخل تابوت. كان يتصرف بصمت وبكثير من الاحترام. تأملنا المنظر بهدوء ثم طلب منا الخروج من الغرفة الموحشة وفي داخلنا مئات الأسئلة.

سألنا فقال: هذه جدتي توفيت منذ خمسة أعوام ووضعناها هنا بناء على تقاليدنا. نقيم لها عيداً حسب تلك العادات. يقول: نحن نعتبرها مريضة ولذا لا بد من الاستئذان قبل الدخول عليها!.
مضيفاً وكأنه يقرأ أفكارنا: "الجثة لا تتعفن لأننا نحقنها بمواد خاصة". طبعاً لم يكشف لنا سر تلك المواد. ربما كنا أمام أحد أسرار التحنيط التي لم يتوصل لها العلم بعد!.

أكملنا جولتنا في قرية (الجماجم) ومررنا بالعديد من المقابر ثم خرجنا لقرية تسمى (توراجا) وثم أخرى تسمى (تامبان) وهؤلاء كانوا يفضلون دفن موتاهم في الكهوف المجاورة وهو ليس دفناً بمسماه المعروف بل هي عادة تعود لما قبل 200 سنة. وفيها يضعون التوابيت داخل الكهوف وينصبون حولها أشكالاً ومجسمات وبعض الجماجم بفعل التأثيرات التي تلي الموت تتناثر وتنفصل طبعاً عن هياكلها ليبدو المنظر مخيفاً جداً.

يقول أحدهم: بعد فترات من ترك التوابيت في الكهوف تتهالك التوابيت وتتساقط العظام فنقوم بجمعها ونقيم مأتماً كبيراً قبل إعادة دفنهم في نفس الكهف.

وبالطبع من يمر بهذه الأحداث تتداخل عنده المشاعر المتناقضة لكنهم بعكس ما قد يتبادر للذهن من أنهم لا يحترمون موتاهم من خلال ترك الجثث في الكهوف عرضة للسباع والحيوانات المفترسة إلا أنهم يرون أنهم يكرمونها ويحتفون بها ويقومون بطقوس عديدة في سبيل تكريمهم ويقيمون ولائم كبيرة في احتفالات سنوية تكون غالباً بين شهري 7 و9 ميلادي حيث غالباً يكون وقت إجازة لمن يعملون في مناطق أخرى فيعودون للمشاركة في تلك الطقوس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org