يشهد الأسبوع الثقافي السعودي، الذي يقام في موسكو على هامش الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، احتفاءً بـ 3 أفلام روائية قصيرة سعودية، تُعرَض من خلال فعاليات "ليلة السينما السعودية".
الأفلام التي تم اختيارها بعناية من قِبل المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام تشكِّل تنوعًا خصبًا لموضوعات وأبعاد مختلفة، تمثل المشهد السينمائي داخل المجتمع السعودي؛ فهي بمنزلة القوة الناعمة، التي تنقل الواقع وصورة المجتمع إلى المتابعين، وستمكِّن المشاهدين الروس من لمس التنوع الفكري والموضوعي لصورة الداخل السعودي.
الأفلام الثلاثة هي: "فضيلة أن تكون لا أحد"، "المغادرون" و"شكوى".
"سبق" تستعرض سيرة هذه الأفلام التي كان لها حضور كبير، وفازت بالعديد من الجوائز المميزة:
-"فضيلة أن تكون لا أحد"
"فضيلة أن تكون لا أحد" هو أحد أبرز الأفلام السعودية التي أُنتجت في العام الماضي 2016م، وحاصل على جائزة أفضل فيلم خليجي في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي، فضلاً عن مشاركته في غيره من المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية، ويُصنَّف كفيلم روائي قصير من إنتاج وإخراج وقصة الفنان السعودي الشاب بدر الحمود، وتصوير عبدالله الشريدة، وشارك في تمثيله مشعل المطيري وإبراهيم الحساوي.
وتدور قصة الفيلم، الذي أخد من مؤلفه 6 أشهر في كتابته، حول شاب فَقَد عائلته، ويواجه سلسلة من الأحداث غير المتوقعة عندما يلتقي رجلاً مسنًّا أعور. ويأخذ الفيلم المشاهدين داخل أعماق الشخصية الإنسانية معتمدًا على حوار إنساني ملهم بين شخصيتين: شاب ومسن. وتبلغ مدة الفيلم 26 دقيقة تقريبًا.
ويقول "الحمود" واصفًا الفيلم: "الجديد في تجربتي السينمائية في هذا الفيلم هو اقترابي أكثر من الفيلم الروائي؛ فالحوار بين أبطال الفيلم يستغرق معظم أجزاء الفيلم، والقطع فيه قليل. ومدة الفيلم 25 دقيقة، واستغرق تصويره 4 أيام فقط، فيما استغرق الإعداد 6 أشهر".
- "المغادرون"
ويشارك كذلك في ليلة السينما الفيلم الروائي القصير "المغادرون"، الذي حاز جائزة "النخلة الذهبية" عن أفضل فيلم روائي، وهي أهم جوائز "مهرجان أفلام السعودية" في دورته الرابعة لعام 2017م. وفاز عن الفيلم أيضًا الممثل السوري محمد القس بجائزة أفضل ممثل، إلى جانب فوزه بجائزة أفضل ملصق فيلم.
ويروي الفيلم قصة رجلين يلتقيان على متن طائرة، يتضح بعد حديث بينهما أن أحدهما يحمل أفكارًا دينية متطرفة، ويفكر في تفجير نفسه، بينما ينوي الآخر الانتحار بسبب إصابته بمرض عضال. وجرى تصوير غالبية أحداث الفيلم الذي تبلغ مدته 25 دقيقة على متن طائرة، وفي أحد مطارات السعودية.
الفيلم الذي نال استحسان الكثير من المتابعين والنقاد الفنيين من إخراج المخرج السعودي الشاب عبدالعزيز الشلاحي، وتمثيل محمد القس وخالد صقر، وإنتاج شركة أفلام برودكشن.
وقال مخرج الفيلم في تصريح إعلامي حول فكرة الفيلم المكافحة للتطرف: "إن فكرة العمل جديدة، ولم يتم التطرق لها".
- "شكوى"
ويتناول الفيلم القصير "شكوى"، الذي أُنتج عام 2013م، تقاطعات الحياة الخاصة بالعامة؛ إذ تتقدم بطلة الفيلم "عنود" بشكوى ضد زميلتها في العمل، ولكن الأحداث تمضي لتكشف الشكوى الحقيقة لعنود. والفيلم من بطولة زارا البلوشي وإبراهيم الحساوي وأمل حسين ومجاهد العمري، وشمل طاقم العمل عوض الهمزاني في التصوير، وشارك عمرو العماري في التصوير والإضاءة، ومنصور البكر في تصميم الموقع، وخالد الواكد وطلال عايل في المونتاج والعمليات الفنية، وبكر فلاتة في الموسيقى، وعبدالمحسن الضبعان في الإشراف على النص وكمساعد مخرج.
وكانت مخرجته تعتزم أن يكون الفيلم هو الجزء الأول من ثلاثية تأمل إتمامها، هي (شكوى-ترقية-استقالة)، على أن تتناول ثلاث قصص لنساء سعوديات عاملات في أعمار مختلفة، تتقاطع حياتهن المهنية مع حياتهن الخاصة بشكل ما.
ونال الفيلم أكثر من جائزة، أبرزها النخلة الذهبية في الدورة الثانية من "مهرجان الأفلام السعودية" عام 2015م، كما شارك في المسابقة الرسمية لـلدورة السابعة من "مهرجان تيسه للأفلام الآسيوية والإفريقية" في المغرب عام 2014م.
وقالت مخرجته عنه: "نقلت صورة تتكرر باستمرار من بيئة سعودية فقيرة، تحمل في مضمونها إحساسًا بالظلم والقهر والحرمان. والهدف هو توعية المجتمع من خلال تلك التجربة التي تؤثر في أفراد العائلة حين يغيب عنها الأب، وما يترتب على ذلك الغياب".
- احتفاء على "تويتر"
واحتفى عددٌ من الفنانين والكتّاب والمتابعين بعرض الأفلام في سابقة هي الأولى في الأسابيع الثقافية؛ فكتب الكاتب الصحفي "سعد الدوسري" في تغريدة: "كم هو جميل أن تبوح عبر تويتر بأمنية عرض أفلامنا في موسكو، ثم تراها تتحقق".
وقال الفنان "إبراهيم الحساوي"، الذي يشارك بعملين من تمثيله، في تغريدة على حسابه: "شعور لا أستطيع وصفه وأفلامنا السعودية تعرض الليلة في موسكو، منها فيلمان، كان لي شرف التمثيل فيهما:#الأسبوع_الثقافي_السعودي_في_روسيا.. شكر وامتنان".
بينما هنَّأ المخرج "مصعب العمري" زملاءه قائلاً: "أعظم تكريم لصناع الأفلام في #السعودية هو أن تعرض أفلامهم خلال الزيارة الملكية لروسيا".
وكتب "عبدالله آل عياف": "الأفلام المحلية وسيلة مهمة جدًّا لنقل صورة جيدة عن الحراك الثقافي والفني لدينا؛ لذا سعدت بعودتها كعنصر رئيس في فعالياتنا الخارجية".