إنها سياسة (ادفع وأنفق ما في الجيب يأتيك غدًا بعلم الغيب)، أو (اترك الغد لعالم الغيب)، وسياسة الرفاهية موجودة في عقول الغالبية حتى لو استدان أو استلف، أو باع جزءًا من حصته في كذا وكذا، لمجرد سفرة هنا أو هناك، ورحلة مع الأهل أو الأصدقاء.. فلا يوجد في قاموس الغالبية شيء اسمه التخطيط للمستقبل، والتخطيط المسبق لعمل رحلة العام القادم - على سبيل المثال - بأن تبدأ بعملية الادخار لهذه الرحلة وجمع المصروفات، وأيضًا توزيع الدخل، ووضع ميزانية للأسرة.. فلا مدارسنا ولا لدى آبائنا وأمهاتنا تلك الثقافة؛ وبالتالي أصبح المجتمع برمته يعيش ثقافة الإنفاق، وربما البذخ أحيانًا والإسراف.. وتغلَّبت سياسة التبذير على سياسة الادخار والحزم في الإنفاق، بل إن البعض يعتبر ذلك ضربًا من ضروب العادات والتقاليد، وأنها في قاموس العيب..!؟