انفجر "رامون سواريس" أو "حذيفة الفلبيني"، باكيًا أمام الكعبة المشرفة وهو يطوف، عندما شاهد جموع المسلمين وهم يتشابهون في التلبية واللبس، مستذكرًا قصة حياته الطويلة واعتناقه الإسلام بعد أن عاش في النصرانية ومعاناته قبل دخول الإسلام وبقائه مشردًا دون مأوى.
وقد وصل "رامون" الذي يحب أن ينادى بـ"حذيفة" حاجاً على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال: ولدت لأب وأم نصرانيين في مدينة زامبونغا جنوبي الفلبين، ولما بلغت سن العاشرة انفصل أبواي واحتفظت بي أمي، لكنها سرعان ما تزوجت برجل آخر وتركتني عند خالتي لتربيني.
وأضاف: مضت الأيام سريعًا وشاء الله أن تتزوج خالتي برجل مسلم وتعلن الإسلام على يديه، وحينها بدأت أكتشف أن هناك في الحياة دينًا آخر وعبادات أخرى غير التي رأيت والدي عليها.
وأردف: رويدًا رويدًا بدأت أبدي اهتمامًا بهذا الدين الجديد الذي تعرفت عليه حديثًا، ثم ماتت خالتي بعد زواجها بسنوات، وقد كانت هي الوحيدة التي ترأف بي وتهتم لأمري، وأصبح مصيري غامضًا بعدها.
وتابع: بعد وفاة خالتي أخذني زوجها إلى مسجد شهير في مدينتنا ووضعني هناك وأنا في الـ16 من العمر، وطلب مني أن أبقى هناك لأنه لن يتمكن من تحمل مصاريف معيشتي، وذهب ولم أره منذ ذلك الوقت.
وقال "حذيفة" إنه بقي في المسجد يأكل ما يجده من المصلين وما يتصدقون به عليه، وظل على تلك الحال حتى انتبه لأمره صاحب المسجد وأعجب بحسن خلقه، فسأله عن قصته ثم عرض عليه دخول الإسلام، فأسلم.
وأضاف أن صاحب المسجد أطلق عليه اسم "حذيفة" وجعله حارسا للمسجد والمسؤول عن نظافته فمنحته الوظيفه الجديدة مصدراً للدخل ساهم في تحسّن أوضاعه.
وأردف أنه أصبح يقضي كل أوقاته مع من تعرف عليهم من المسلمين، ثم التحق أيضًا بمدرسة دينية يتعلم فيها مبادئ الدين الإسلامي.
وعن وصوله إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج يقول: قدمت طلباً للحج على نفقة الملك كغيري من المسلمين الكثر وأنا شبه متيقن من استحالة تلبية الطلب حتى اتصلت بي سفارة المملكة في مانيلا عاصمة الفلبين لتخبرني بالبشرى وقد بكيت كثيرًا، فلم أكن أتوقع أن أنال هذه الاستضافة وهذا الكرم.
وأعرب "حذيفة" عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة الملكية باستضافته ومئات من المسلمين لأداء فريضة الحج وقال: لولا الله ثم خادم الحرمين الشريفين لما استطعت أن آتي للحج وأن أرى الكعبة المشرفة.