قصة سيدتين حرمهما مطلقاهما فلذات أكبادهما لسنوات رغم أحكام القضاء.. ثياب وقلب منفطر!

ناشدتا التدخل العاجل وحكيتا لـ"سبق" ما اكتويتا به.. ومصدر بشرطة تبوك يتحدث عن الإجراءات
قصة سيدتين حرمهما مطلقاهما فلذات أكبادهما لسنوات رغم أحكام القضاء.. ثياب وقلب منفطر!

تصاعدت صرخات أمهات حرمهن مطلقوهن من فلذات أكبادهن حتى في العيد؛ لتغيب الفرحة عنهن ويحلّ ألم الفقد؛ بعدما عجزن عن تنفيذ الأحكام الشرعية التي تقضي بالحضانة في الأسبوع وثاني أيام عيد الفطر المبارك وثالث أيام عيد الأضحى.


سنوات من الحرمان اكتوين خلالها بمرارة الحرمان وحرقة القلب وذبول الأعصاب ونحول الجسم وتحوّل العافية إلى أمراض القلب والضغط والسكري .. قضيتان منفصلتان عن بعضهما تتوافقان في الزمان والمكان، والقسوة والحرمان، سيدتان في عسير تعيشان على الأمل وتحلمان بأن يأتي اليوم الذي تتبدل فيه أحزانهما إلى فرح برؤية طفلتيهما، ثقتهما كانت كبيرة في القضاء السعودي الذي أصدر أحكامه لصالحهما، إلا أن الأحكام لم تحظَ بالتنفيذ، متهمتين الجهات التنفيذية بالتقصير.


تقول السيدة "ن. ع. ق." لـ"سبق": "أنجبت طفلتي "غنى" من زوجي الذي كان يقيم في مدينة تبوك، وانفصلت عنه خلعاً، وبمجرد انفصالنا منعني من أخذ طفلتي وهي في سن الرضاع، مما اضطرني للتوجه إلى المحكمة الشرعية، ورفع دعوى حضانة بعد فشل محاولات أهل الصلح، وصدر لي صك شرعي بالحضانة منذ 6 سنوات؛ إلا أن تدخل أحد أقارب طليقي بعد فترة بطلب السماح له بأخذ الطفلة لمدة أسبوع إلى والدها، لأقبل ذلك في رغبة مني بعدم حرمان طفلتي من والدها، ولم أشترط كتابة وثيقة أو تعهّد خطي أو وجود جهة حكومية بإعادتها؛ لأن الأمر كان ودياً؛ إلا أن ابنتي لم تعد إلى أحضاني منذ تلك اللحظة، خمس سنوات دون أن أراها أو أعرف شيئاً عن مصيرها، لم يتبقّ لي منها إلا بعض ثيابها، وبعض الصور التي لا تفارق ناظري".


وأمام هذا، قال مصدر مسؤول بشرطة منطقة تبوك: إنه منذ ورود كتاب قاضي التنفيذ بالمحكمة العامة بتبوك، والمتضمن طلب إحضار والد الطفلة المذكورة لإنهاء المعاملة المقامة ضده من والدة الطفلة، فقد جرى انتقال المختصين من مركز شرطة الحمراء بتبوك لمنزل المدعى عليه أكثر من مرة، وبأوقات مختلفة، ومن خلال الإجراءات البحثية بالقضية عن المذكور والمراقبة اتضح أنه غير موجود في منطقة تبوك، وأنه قد انتقل منذ فترة إلى محافظة صبيا بمنطقة جازان؛ لكونه قد حصل على عمل هناك.


وأضاف المصدر أنه تم اتخاذ كل الإجراءات النظامية الكفيلة بإحضار المذكور، كما جرت مخاطبة القاضي بهذه الإجراءات والمستجدات بالموضوع، وإحاطته بالأمر للتوجيه بما يراه حيال ذلك؛ إلا أنه لا جديد في الأمر؛ فيما رصدت "سبق" لحظات العيد لأم "غنى"، والتي دأبت في هذا العيد لتغليف حلوى العيد بصور ابنتها، وعبارات أم يتفطّر لها القلب.


وفي قضية أخرى مشابهة تعيش "و. ع. م." والدة الطفلة "الجوهرة" حالة من الحزن الدائم منذ آخر لحظة رأت فيها ابنتها؛ وقالت أم "الجوهرة" لـ"سبق": "رغم صغر سنّ ابنتي فقد تجرد طليقي من كل معاني الإنسانية، وحرمني زيارة ابنتي لي منذ عيد الأضحى عام 1434هـ لأقوم بطرق باب المحكمة الشرعية؛ لطلب أبسط حقوقي وهي زيارة ابنتي فقط، وصدر لي صك شرعي مكتسب القطعية من محكمة اﻻستئناف بمنطقة عسير واجب النفاذ بالقوة الجبرية بتمكيني من زيارة ابنتي، واصطحابها نهاية كل أسبوع وفي الأعياد إلى مقر إقامتي في محايل عسير".


وأضافت: "منذ تاريخ صدور الحكم وأنا أراجع شرطة خميس مشيط وشرطة وادي بن هشبل مكان إقامة طليقي، والتي تبعد عن محافظة محايل أكثر من 150 كيلومتراً، ولكن دون جدوى"، وعادت أم "الجوهرة" لتقول: "قلبي يتفطر ألماً وشوقاً لرؤية ابنتي التي طال فراقها".


وبصوت واحد ناشدت السيدتان، عبر "سبق"، المسؤولين وأمير منطقة عسير فيصل بن خالد، والجهات ذات العلاقة، سرعة التدخل والتوجيه الحازم بإعادة طفلتيهما إلى أحضانهما، ورفع المظلمة التي امتدّت سنين عنهما.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org