"قنبلة 2050".. وهمية فلا تصدقوها

"قنبلة 2050".. وهمية فلا تصدقوها

فيما أطلقت عليه "قنبلة 2050", حذّرت وكالة "ستاندرد آند بورز" المتخصصة في التصنيفات الائتمانية السيادية، من أن شريحة المسنين في السعودية سترتفع من 3% حالياً إلى 15% بحلول 2050، وهو العام الذي يُتوقع أن يرتفع فيه عدد سكان السعودية إلى نحو 46 مليوناً.

وقالت في تقرير صدر حديثاً: إن المسنّين سيشكّلون عبئاً على النفقات العمومية، وقد يتسبب الصرف عليهم في ارتفاع مديونية الدولة؛ متوقعة أن يرتفع إنفاق الدولة على المسنين إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2050، مقارنة بـ6% في 2015.

والحقيقة التي لا تريد بعض الجهات الاعتراف بها أن المتقاعد ليس عالة على عائلته, ولا هو شخص يستنزف موارد الدولة ويرفع مديونيتها؛ بل هو كنز إذا أمكن استغلاله بصورة صحيحة, وسيصبح عكس ذلك إذا تم التعامل معه على أنه شخص فَقَدَ كافة مؤهلات الحياة, وعليه فقط أن ينتظر الموت في صمت!

وثم أسئلة تطرح نفسها في هذا المجال..

لماذا لا يتم استغلال قدرات المتقاعدين وتأهيلهم في فترة ما بعد التقاعد لتأدية أعمال تطوعية تناسب قدراتهم؛ خاصة في الجانب الخيري والاجتماعي؛ مثل محو الأمية, ومتابعة الحالات الاجتماعية, وغير ذلك من الوظائف التي قد تكون محل تقدير من المتقاعدين, وفي ذات الوقت لا تحتاج الدولة إلى توظيف خبرات عالية فيها, تستنزف طاقتها المالية؟

ولماذا لا تقوم بعض أجهزة الدول ومؤسساتها بعمل دراسات جدوى لمشروعات صغيرة تناسب المتقاعدين, وفور تقاعدهم توجههم إلى تلك المشروعات وتدعمهم حتى نجاح المشروعات, وهو ما يعني دخول رافد جديد إلى السوق الاقتصادي؟

ولماذا لا تقوم أجهزة الدولة المعنية باستثمار الأموال التي تقتطع من العاملين ويتم توجيهها في مشروعات إنتاجية مضمونة, لتدرّ عائداً يمكن منه الإنفاق على المتقاعدين عند بلوغهم السن المناسبة لترك العمل الحكومي والمؤسسي؟

إن النظرة السلبية للمتقاعدين لا تناسبنا مجتمعياً, ولا تتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف..

فالمتقاعد القادر على العمل لا بد أن تتاح له الفرصة الكاملة للعطاء خارج الجهاز الحكومي لإتاحة الفرصة للشباب, وهي مسؤولية أجهزة الدولة, في توفير وتهيئة البيئة والمناخ الاقتصادي المناسب لأمثال هؤلاء الذين هم كنز من المعارف والخبرات.

والمتقاعد الذي لا تؤهله أوضاعه الصحية على استكمال مسيرة العمل؛ لا بد أن يكون محل رعاية وتكريم, لا أن نُشعره بأنه عبء نتمنى الخلاص منه؛ فهو مواطن يستحق الشكر والثناء الجميل على ما قدّم وبذل في سبيل وطنه, وتربية أبنائه.

إن "قنبلة 2050".. وهمية فلا تصدقوها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org