قيادة المرأة.. لماذا الرجل المستفيد الأكبر؟

قيادة المرأة.. لماذا الرجل المستفيد الأكبر؟

استقبل الشعب السعودي موافقة المقام السامي على قيادة المرأة السعودية للسيارة بمشاعر مختلفة ومتباينة، فمنهم من أيد ومنهم من اعترض، ومنهم من وقف حائراً بين هذا وذاك، وفي كافة الأحوال فإن الأمر أصبح واقعاً سيتم تنفيذه على أرض الواقع بعد تسعة أشهر بإذن الله.

في البداية علينا أن نتفق في أن أي أمر لا تظهر إيجابياته أو عيوبه الحقيقية إلا بعد تطبيقه على أرض الواقع، ومن ذلك أمر قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي يعتبر أكثر المواضيع جدلاً وتم تداوله ومناقشته على أعلى المستويات منذ سنوات عديدة، بين مؤيد ومعارضولكل الطريفين حججه ومبرراته.

ونحن ندرك تماماً أن قيادتنا الرشيدة-أيدها الله- تعمل جاهدة في رعاية مصالح البلاد والشعب، وحراسة قيمه الإسلامية، ومصالحه الشرعية والوطنية؛ فضلاً عن ذلك فإنها لا تتردد في اتخاذ كل ما من شأنه تحقيق مصلحة شعب المملكة، هذا أمر تنفق عليه جميعنا..

وفي هذا الصدد، أود الثناء على قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- فطاعة ولي الأمر واجبة وليست اختيارا وأن هذا القرار ما اتخذه- -حفظه الله-إلا بعد أخذ رأي هيئة كبار العلماء من الناحية الشرعية الذي كان بجواز قيادة المرأة شرعاً.

ولكي نناقش أمر قيادة المرأة السعودية للسيارة، بعقلانية وهدوء بعيداً عن أي تأثيرات جانبية وقبل الاعتراض عليه أو تأييده، فإذا بدأنا بالإيجابيات المتعلقة بهذا الأمر فنجد أنها عديدة و أبرزها تتمثل في أن قيادة المرأة للسيارة سيتيح لها الفرصة لقضاء حاجاتها بصورة عاجلة دون تكليف طرف آخر( زوجها، شقيقها، السائق الخاص الغريب) تقليل استقدام السائقين، تخفيف العناء على الرجل بصورة عامة والموظف بصورة خاصة، الذي ظل يستأذن من عمله لتوصيل أولاده إلى المدرسة أو وزوجته إلى مقر عملها، الحفاظ على أطفالنا من مشاكل التحرش التي تحصل أحياناً مع السائق الأجنبي، حيث أن هناك العديد من هذه القضايا التي حدثت لعدد من الأسر، كذلك التوفير من مصاريف السائق الخاص على محدودي الدخل من الأفراد والأسر ، بالإضافة إلى أن الأرامل اللاتي لا يوجد معهن محرم سيكون بإمكانهن الاستغناء عن السائق الغريب ، لا سيما وأن بعض النساء الأرامل لا يوجد في أسرهن رجل أو أن أبناءهم لازالوا أطفال ، استغناء الموظفة عن السائق الخاص خاصة التي لا يوجد في منزلهم محرم( قد تكون هي وأمها وأخواتها فقط) وكذلك الموظفة التي تتطلب طبيعة عملها الانتقال من مكان إلى آخر.

أما المخاوف المتوقعة من قيادة المرأة للسيارة، فيمكن تلخيص أهمها في اختفاء لمّ شمل الأسرة تدريجياً، فالرجل له سيارته يقودها والمرأة ستصبح لها سيارتها الخاصة التي ستقودها بنفسها والأبناء لهم سياراتهم يقودنها، فضلاً عن إضافة عبء على المرأة بقيادة السيارة قد ينعكس سلبياً على واجباتها المنزلة وذلك لأن بعض الرجال سوف يتملصون من واجباتهم تدريجيًا حتى يصبح كل شيء على المرأة داخل وخارج المنزل ، كما أن عدم قدرة المرأة على التصرف في إصلاح الأعطال البسيطة التي تحدث للسيارة في الطرق العامة قد يعرضها لبعض ضعاف النفوس الذين سوف يستغلون مثل هذه المواقف للمعاكسة عندما يرون لأول مرة امرأة تقود سيارتها بمفردها، توقعات بحدوث المزيد من الازدحام في الشوارع الرئيسية من انطلاق قيادة المرأة للسيارة خاصة أوقات الذروة، كما أنه وللأسف الشديد فإن المؤسسات الحكومية وبعض المدارس والجامعات ليست مهيئة لمواقف السيارات الخاصة بالنساء .

هذه توقعات بسيطة لما سيحدث عند قيادة المرأة السعودية للسيارة، قد يحدث بعضها وقد لا يحدث ، وقد تحدث أشياء لم تخطر على بالنا، لأنه كما أشرنا أن أي أمر لا يمكن الحكم عليه بصورة شاملة إلا عند تطبيقه على الواقع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org