كاتبة سعودية: المصرية صاحبة عربة البضائع لخصت سر الاطمئنان في الحياة

كاتبة سعودية: المصرية صاحبة عربة البضائع لخصت سر الاطمئنان في الحياة

قالت: حين تستمع لها ستشعر أن الدنيا ما زال فيها خير!

ترى الكاتبة الصحفية سلوى العضيدان أن المواطنة المصرية المكافحة منى بدر، التي انتشرت صورتها وهي تجر عربة البضائع كل يوم على مدى سنوات، هذه المصرية لخصت سر اطمئنان الإنسان في الحياة في كلمتين هما (ستر ربنا وربنا ما يحوجني إلى أحد)، مؤكدة أن من يستمع لهذه الانسانة البسيطة يشعر أن الدنيا ما زال فيها خير!

عربة بضائع

وفي مقالها "صاحبة عربة البضائع" بصحيفة "الاقتصادية " تبدأ العضيدان بالتعريف بقصة المواطنة المصرية وتقول " منى بدر مواطنة مصرية بسيطة في الثلاثينيات من عمرها، تخرج كل صباح عند الساعة الثامنة لتبدأ عملها الذي اعتادت عليه لسنوات وهو جر عربة بضائع وتوزيعها على المحال، لم يمنعها جسدها الضئيل من جر عربة تبلغ أضعاف وزنها، ولم يجبرها تهالك الطريق المرصوف وكثرة المطبات والحفريات فيه على التوقف".

مقابلة السيسي

وتضيف العضيدان "قام أحد المصورين بالتقاط صورة عفوية لها وهي تجر عربة البضائع ونشرها على فيسبوك كنموذج للنساء المكافحات، وكانت ردة الفعل التي صاحبت هذه الصورة أكبر بكثير من المتوقع لها، فقد بدأت وسائل الإعلام تبحث عن صاحبة الصورة، وتهافتت عليها القنوات الفضائية لإجراء اللقاءات معها، وبدأ بعض رجال الأعمال في تقديم المبادرات المالية لها، ولكن الأكثر دهشة هو طلب لقائها من قبل الرئيس المصري، وهذا ما حصل تم اللقاء بهذه الإنسانة العظيمة المكافحة وقد أمر الرئيس السيسي وزارة الإسكان بمنحها شقة بكامل أثاثها ومنحها سيارة نقل بضائع بعد تعليمها القيادة وكذلك إهداء ابن شقيقها المقبل على الزواج شقة بكامل أثاثها، ودعوتها لتكون متحدثة في مؤتمر للشباب".

سر الاطمئنان

وترى الكاتبة أن تلك المصرية البسيطة تلخص سر الاطمئنان في الحياة، تقول الكاتبة "من شاهد اللقاءات الإعلامية التي كانت منى بدر ضيفتها سيندهش من العفوية والبساطة التي هي عليها، ومن بساطة حديثها وأمنياتها في الحياة، وسيندهش أكثر من أنها تدرك أن المال لا يعني لها كثيرا مقابل كلمتين كانت ترددهما باستمرار وهما (أنا عايزة ستر ربنا، وربنا ما يحوجني إلى أحد)، ولو تأمل كل شخص عاقل روعة هذه الأمنيات لأدرك أن منى بدر لخصت سر الاطمئنان في الحياة بهاتين الكلمتين، فأن يتفضل الله عليك بالستر فذلك يعني ألا ينشغل الناس بك وبعرضك وأمورك المادية والاجتماعية والأسرية وخصوصياتك وبالتالي لن يتم استهلاكك عقليا ونفسيا وفكريا، وألا تحتاج إلى أحد من الناس فذلك يعني أن تعيش عزيزا لا يتم إذلالك وألا تشعر بالمهانة وخيبات الأمل جراء سقوط الأقنعة عمن ظننتهم أصحابك ورفاقك".

الدنيا بخير

وعن الدرس الذي نتعلمه من قصتها، تقول العضيدان "هذه الإنسانة المكافحة لم تتزوج ورغم ذلك لم تشعر بالسخط على واقعها ولم يمنعها ذلك من الكفاح والأمل وبذل الجهد لتؤمن احتياجاتها بنفسها بعد توكلها على الله، ومشاعرها كانت تتمحور حول شقيقها وزوجته وأولادهما وإحساسها بكثير من الامتنان نحوهم .. وهي مشاعر أصبح كثيرون يفتقدونها .. حين تستمع لمنى بدر ستشعر أن الدنيا ما زال فيها خير!".

وتنهي الكاتبة بمقولة الشيخ الشعراوي: (لا تعبدوه ليعطي بل اعبدوه ليرضى، فإن رضي أدهشكم بعطائه).

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org