تستنكر الكاتبة الصحفية عبير خالد اللغة التي استخدمها الإعلام الأمريكي في نقل خبر مقتل المبتعث السعودي حسين النهدي، في الـ30 من أكتوبر الماضي، حيث وصف الجريمة البشعة بأنها "اعتداء أفضى إلى موت الضحية جراء جراحه"، مؤكدة أنه لو كان الضحية شخصا آخر لاستخدموا الكلمات الشائعة لوصف مثل هذه الأحداث، مثل "جريمة بشعة، حادث يهز المدينة، قتل، إرهابي، عنصري، هجوم أعمى".
وفي مقالها " الإعلام الأميركي ومقتل الطالب السعودي" بصحيفة "الوطن" تقول عبير خالد "على خلفية مقتل الطالب الجامعي السعودي بأميركا، حسين النهدي، في الـ30 من أكتوبر الماضي، بعد أن اعتدى عليه شخص مجهول، وصف الشهود المعتدي بأنه شاب أبيض ويبلغ طوله ستة أقدام تقريبا. وأود الحديث في هذه المقالة ليس عن حيثيات هذه الجريمة الشنيعة، ولكن عن اللغة التي استخدمها الإعلام الأميركي في وصف مقتل الطالب، وهي اللغة التي لقيت نقدا لاذعا من قبل ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي".
وتضيف خالد "أكثر العناوين التي أبدى الأميركيون امتعاضهم منها هو عنوان خبر صحيفة "يو إس أي توداي" والذي كان: طالب سعودي يتعرّض لاعتداء اليوم، مات بسبب جراحه. وهذا العنوان خدعة كبيرة لأن ما تعرض له النهدي ليس اعتداء بل جريمة قتل، ولم يمت بسبب جراحه، فقد مات بفعل فاعل. لسبب أو لآخر تبدو الصحف الغربية المحافظة مسالمة جدا حين يكون الضحية من دين معين أو دولة معينة، وبالمقابل تبدو حادة وحماسية جدا في مواقف مختلفة".
وتواصل خالد رصد اللغة وتقول "وسائل إعلام أخرى مثل "مورنينق ميكس" وصفت الجريمة بـ: طالب سعودي يموت بعد اعتداء. يذكر أن أحد الردود على هذا الخبر كان: هل يعجز محرروكم عن استخدام عبارة "جريمة قتل" بدل الاعتداء؟ وردود تحوي نفس التصحيح والنقد من قبل عدة أشخاص من أعراق متنوعة في أميركا. وحتى "بزفييد" المنصة الإعلامية الشهيرة بدعواها للسلام بحق السود والمثليين جنسيا لم تبد استياء في تغطيتها للحادثة، حيث وصفت الجريمة بـ"طالب سعودي مات بعد تعرّضه لاعتداء". هكذا فقط. كلمات خالية من أي وصف للمشهد البربري البشع الذي حدث. الغريب أن هذا الأسلوب الجاف ليس الأسلوب الذي تتبعه "بزفيذ" في "يوتيوب" أو الصحف الورقية أو حتى "تويتر". برأيي"
وتؤكد الكاتبة أنه "لو كان الضحية شخصا آخر لاستخدموا الكلمات الشائعة لوصف مثل هذه الأحداث، مثل "جريمة بشعة، حادث يهز المدينة، قتل، إرهابي، غير مبرر، عنصري، هجوم أعمى أو أخرق"، وغيرها الكثير من العبارات التي تعطي الجريمة حقها اللفظي، ولكن ذلك لم يكن حاضرا في تغطيات جريمة ابننا وأخينا النهدي".
وتستدرك خالد فيما يتعلق بالقضاء الأمريكي وتقول " المطمئن هنا بأن القضاء الأميركي والسلطات لن تتهاون في حل هذه القضية، وأن القنصلية السعودية قد عينت محاميا لمتابعة إجراءات القضية"
وفي النهاية تتساءل خالد "لكن: لماذا ازدادت ممارسات الإعلام الأميركي غير السوية منذ أن بدأ (دونالد ترامب) بالظهور؟ ولماذا ازدادت الجرائم العنصرية ضد المسلمين والأقليات العرقية الأخرى في أميركا إلى أعلى معدل لها على الإطلاق في 2015 و2016؟ تخيل بأن معدلات العنصرية منذ ظهور ترامب ازدادت عما كانت عليه خلال وبعد أحداث هجوم 11 سبتمبر".