كارتر والأمير محمد بن سلمان

كارتر والأمير محمد بن سلمان

جاء الاتصال الهاتفي الذي تلقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، من معالي وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، ومنطقتنا العربية بل العالم أجمع يمر بمرحلة سياسية حادة؛ تحتاج معها إلى تضافر جهود القادة المؤثرين كافة في المنطقة وفي العالم.

إن اتصال كارتر بالأمير محمد بن سلمان جاء تأكيدًا لنجاح سياسات وخطوات الأمير الشاب، الذي رغم أنه أصغر وزير دفاع في العالم إلا أنه نجح باقتدار خلال عام واحد في قيادة عاصفة الحزم، التي يشارك فيها تحالف عسكري عربي مكون من اثنتي عشرة دولة عربية، نجحت حتى الآن في تحرير 90 % من الأراضي اليمنية، وبسط سلطة الحكومة اليمنية الشرعية عليها، ودحر عناصر وقوات التمرد الحوثي المدعومة بعناصر قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وعناصر من الحرس الثوري الإيراني ومرتزقة حزب الله اللبناني الإرهابي.

كما تمكَّن سموه من تكوين أكبر تحالف عسكري إسلامي في التاريخ لمكافحة الإرهاب، الذي ارتفع عدد الدول المنضمة إليه إلى 40 دولة حتى الآن، وهو الإعلان الذي لفت أنظار ساسة العالم إلى سرعة وديناميكية هذا الأمير المتوثب بكل اقتدار لحماية حدود المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من براثن التوسع الإيراني، بل تطهير وتحرير البلدان العربية من الاستعمار "المجوسي" المتغلغل فيها تحت ستار المكاتب الثقافية والسياحية، وهي في حقيقتها أوكار مخابرات إيرانية، هدفها نشر الطائفية والتشرذم المذهبي، وتفتيت وتقسيم تلك البلدان العربية؛ لجعلها مجرد أقاليم هلامية، تحوم في فلك عمائم ملالي طهران.

جاء اتصال كارتر بالأمير محمد بن سلمان بعد نجاح أكبر وأضخم مناورة عسكرية شهدها العالم، هي مناورة رعد الشمال التي أعلنت السعودية من خلالها أن دول المنطقة باتت تستطيع تغيير معادلة اتخاذ القرار، وتنفيذه، وباتت تستطيع حماية نفسها، والتصدي لقضاياها المصيرية دون الاتكاء على عكاز حليف متخاذل، تحكمه المصالح الضيقة المبنية على مؤامرات مع أعداء المنطقة، ويتغاضى عن دور إيران الملموس في كثير من الأعمال الإرهابية التي عصفت وتعصف بالمنطقة في سبيل إمرار اتفاق نووي هش، أراد أوباما أن يسجل له إبرام هذا الاتفاق المهزوز دون النظر إلى مصالح الحلفاء الحقيقيين في المنطقة.

إن اتفاق الأمير محمد بن سلمان وكارتر على عقد اجتماع لوزراء دفاع مجلس التعاون لدول الخليج العربي مع الوزير الأمريكي في إبريل قبيل القمة التي ستجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض في 20 إبريل المقبل يؤكد اعتراف دهاقنة البيت الأبيض بسلامة وحنكة وجهة النظر السعودية المطالبة دائمًا بأن تمد قوى العالم الحر يدها إلى أيدي دول المجلس لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، بل أمن واستقرار العالم، وخصوصًا أن الخليج يمتلك ويتحكم في تجارة النفط.

لقد حذرت المملكة العربية السعودية كثيرًا من خطورة السياسات والأعمال الإيرانية في المنطقة، وعبثها في الشأن الداخلي للدول العربية، ونادت بوجوب وضع نظام ملالي طهران تحت عقوبات اقتصادية حقيقية وفاعلة، تؤدي إلى تغيير هذا النظام، وإراحة العالم أجمع من سلوكه وعدوانيته المتنامية من جراء رفع العقوبات عنه بعد الاتفاق النووي، بل إن سلوك نظام الملالي يثبت الحاجة إلى عمل دولي، من شأنه اجتثاث هذا النظام، وتحرير الشعب الإيراني الجاثم تحت استعمار نظام علي خامنئي، وحماية دول مجلس التعاون بل الدول العربية والمحيطة به، وحماية منابع النفط من تهور هذا النظام الذي يسعى لامتلاك القنبلة النووية؛ ليساوم العالم: إما تنفيذ مطامعه أو تدمير العالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org