(تصوير: عمار الأحمدي): لم يعد في قلب وجوارح الشاب العصامي، رائد البلوي، خجل يخفيه بسبب المهن التي ينظر إليها المجتمع بعين "الاستصغار"، فهو يغسل السيارات ويُجري الصيانة للمركبات، وفِي أحيان يعمل "نادلاً" في المطاعم يقدم المأكولات.
الشاب "البلوي" ذو الـ 25 عاماً التقته "سبق" فرحاً بمهنته الشريفة التي "ناضل" دونها "كاسراً الخجل"؛ وحافظاً وقته ونفسه من الضياع، ومؤسساً للعمل الحر، كاشفاً عن تفاصيل حياته وتجربته مع العديد من المهن البسيطة.
تحدث "البلوي" لـ"سبق" عن مؤهلاته العلمية قائلاً: "أنا لديّ مؤهلات عدة، ولله الحمد، وجميعها عن المهن البسيطة مثلاً مكانيكا وكهرباء وسمكرة سيارة، ولدي شهادة أخرى في اللحام، وأتابع الدراسة في المهن الأخرى، وأعمل حالياً في أحد المطاعم بالمدينة المنورة، وأدرس في الجامعة تخصص أحياء دقيقة، مؤكداً أن العمل في هذه البلاد بكل مكان، ومن أكبر الأخطاء أن يتخصص الشخص بعمل واحد؛ بل يجب البحث واستكشاف الأعمال"، وبيّن: "شخصياً أقوم بأي عمل أراه مناسباً، ففكرة غسيل زجاج السيارات انطلقت منذ أربع سنوات وليست وليدة اليوم، وليس هناك أي أمر يمنعني عن هذا العمل أو عن غيره من الأعمال أو البيع والشراء".
وعن أبرز المواقف التي تعرض لها، أكد أن هناك عدة مواقف تعرض لها، كان أبرزها من أصحاب المركبات الذي ينصحونه بأعمال أخرى مثل الشركات والحراسات الأمنية أفضل من البقاء في مهنة غسل السيارات، إلا أنني لم أجد حرجاً من هذا العمل؛ لأنه ليس حراماً ولا عيباً، فالكثير ينظر من جانب أن هذا العمل يقلل من مكانتي أو من شخصيتي، مشيراً إلى أن كل إنسان له في الحياة طموح، ومن الصعب أن نحكم على طموح الشباب السعودي، فطموحي أنا شخصياً يختلف عن طموح الغير، ولم أطمح للوظائف قدر ما أطمح أن أكون تاجراً، أمتلك سلسلة من المحلات التجارية.
وكشف "البلوي" عن رغبته في افتتاح مغسلة سيارات في القريب العاجل، بمشيئة الله، أو نشاط آخر، مؤكداً أن لديه الاستطاعة حالياً لافتتاح المشروع الذي عمل من أجله سنوات طويلة تنقل فيه بين غسل زجاج السيارات والعمل في المطاعم والمحالّ التجارية.
وأفاد أن مثل هذا العمل "غسيل زجاج السيارات" ليس له علاقة بزواج أو غيره، والعمل الذي أقوم به ليس عيباً أو يؤثر بعلاقتي مع زوجتي أو مع المجتمع، ولو كان هناك إنسان لديه نظرة أخرى فهذا الأمر راجع له شخصياً، فأنا لا أستطيع أن أجبر شخصاً على تغيير نظرته، ولكن أمتلك قناعة، والعديد من الشباب لديهم مبادئ وعادات خاطئة؛ حيث إن ههمهم الوحيد هو نظر الناس لهم، وخاصة في العمل ببعض هذه المهن البسيطة، إلا أن أكثرهم يصنف نفسه من الطبقات العالية أو المتوسطة وهذا أمر غير صحيح إطلاقاً، فضلاً عن تغلب الخوف عليهم في الأعمال التجارية الأخرى، أو الاستماع للمحبطين من الشباب في إنجاز الأعمال بتحليله عن عواقب هذا المشروع وهو بالأصل لا يعلم عنه شيئاً.
وأكد "البلوي" أن العديد من هذه المهن موجود في كل مكان بالبلد وبشكل كبير، ولكن أكثر الشباب السعودي ليس لديه أي تفكير، إلا أنه ينتظر وظيفة ذات دخل محدود، والأكثر في الوقت الحالي يسبح في بحر البطالة؛ بسبب أنه لم يجد وظيفة، والآخر متشائم بأنه لا توجد وظائف، ولو بحثوا عن هذه المهن لوجدوها بشكل كبير وبرزق أكبر، والمسألة مسألة بحث واستكشاف.
وعن الدعم بيّن أن حكومتنا الرشيدة تساهم في دعم الشباب في كل المجالات، فبنك التنمية الاجتماعية يطلب فكرة مشروع معين، وبعد الدراسة سيحصل المتقدم على قرض لينفذ به المشروع، إلا أن التفكير غائب عن بعض الشباب، أو أنهم بحاحة إلى دعم معنوي من الأسر والجهات المعنية.