كُتّاب سعوديون: تحية لـ"عواجي" و"الشراري"

الحرب ضد الإرهاب تحتاج مركزاً علمياً لدراسته
كُتّاب سعوديون: تحية لـ"عواجي" و"الشراري"
تم النشر في

قدّم كتاب ومحللون سياسيون، التحية لبطليْ ملحمة حي الياسمين (جبران عواجي، ونادر الشراري) من قوات الأمن؛ لموقفهما الشجاع وبسالتهما في التصدي للإرهابييْن طايع سالم الصيعري، وطلال سلمان الصاعدي، وقتلهما بمسدسين فقط؛ برغم ارتداء الإرهابييْن أحزمة ناسفة وحملهما أسلحة رشاشة، ولفت الكتّاب إلى أن الحرب ضد الإرهاب طويلة وممتدة، وتحتاج إلى مركز دراسات علمي " حقيقي" لدراسة الظاهرة وأبعادها بعمق.

شجاعة "عواجي" و"الشراري"

وفي مقاله "شاطئ الشجاعة لـ(عواجي) و(الشراري)" بصحيفة "الجزيرة" يقول الكاتب الصحفي محمد بن عبدالله آل شملان: "لقد رأينا في العملية الأمنية بحي الياسمين بمدينة الرياض عبر مقطع الفيديو الذي سار به الركبان عبر وسائل التواصل وكل وسائل الإعلام المختلفة، كيف كان للبطلين جبران عواجي ونادر الشراري اللذيْن يعملان في القطاع الأمني، ويعتزان ويفتخران بخدمة الوطن وقيادتنا الرشيدة، موقفهما الشجاع وبسالتهما في التصدي للإرهابييْن ومحاولة الاستيلاء على الدورية الأمنية للفرار؛ برغم ارتداء الإرهابييْن أحزمة ناسفة وحملهما أسلحة رشاشة؛ إذ تمكنا -بفضل الله- من التصدي لهما، وقتلهما؛ برغم أنهما يحملان مسدسين فقط.. الذي تماوج مع ذلك المشهد الحساس، الرعبُ والخوف الذي سمعناه في صوت المواطنة "الماجدة" التي وثّقت لنا هذه البطولة، التي جعلتنا نشعر بقيمة الأمن وأهميته الذي يحاول هؤلاء الحمقى سلبه من وطننا ومن حياتنا بأعمالهم الغوغائية الغبية.. فكل التحية لرجال الأمن، وكل التقدير لدورهم البطولي في كل أنحاء هذا الوطن؛ فهم الذين استعدوا لمواجهة الإرهابيين بصدورهم، وبذل أرواحهم من أجل الآخرين".

محمد بن نايف عرّاب مكافحة الإرهاب

ويضيف الكاتب: "الفرح بالمنجز الأمني والفخر به لا معنى لهما من دون القناعة بدور جنرال الحرب وقاهر الإرهابيين وعراب مكافحة الإرهاب، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الذي دائماً يصدح بالقول والفعل، أن الأعمال البطولية التي قام بها رجال الأمن في التصدي والمواجهة خلال العمليات الإرهابية التي باءت بالفشل ليست بمستغربة؛ لأن الوطن ومقدساته وأهله يستحقون ذلك، وهذا ما عهدناه من جميع المواطنين السعوديين الذين ساروا على نهج آبائهم وأجدادهم".

رائحة البارود بحي الياسمين

وفي مقاله "رائحة البارود بحي الياسمين!"، يقول الكاتب الصحفي تركي الدخيل: "ثلة من المشبوهين.. يسكنون حي الياسمين.. لا يرتادون المسجد للصلاة، ويستخدمون عباءة للتستر عن المارة والجيران.. يركبون سيارة (اليوكن)، ويستخدمون الإنترنت بكثافة، ولا يخرجون إلا ليعودوا بسرعة.. حين تمت محاصرتهم بادروا الأجهزة الأمنية بالرشق الناري.. اثنان منهما ترجّلا راكضيْن.. همّا بالاستيلاء على سيارة الشرطة.. رشاش كفيل بقتل العشرات، وجندي شجاع بمسدسه الاعتيادي أرداهما على الفور بشجاعة وبسالة تنم عن تدريب عالٍ للقوات الأمنية، وخبرة كبيرة بالأعمال الإرهابية وطرق مكافحة الذئاب المنفردة والوحوش الضالة".

قصة طويلة

ويضيف "الدخيل": "قصة طويلة خاضتها السعودية مع الإرهاب، أحيل إلى فيلم «كيف واجهت السعودية القاعدة»، لنعرف بالصوت والصورة قصص البطولات من عسير إلى الجوف، ومن جدة إلى القصيم والدمام.. كلها ملاحم خالدة لأولئك الأبطال من رجال الشرطة وقوات الطوارئ وكل أفرع الأمن بالبلاد.. مسدس المدرب المدني المنتمي للدولة، يهزم الرشاش الوحشي المنتمي للإرهاب.. إنها ببساطة صورة تغني عن ألف كلمة، حين ينتصر صدق المدينة على زيف وحشية الغاب.. بين شجاعة أسود قلوبها الصخر، وجُبن فيالق من الإرهابيين اللائذين، بمرجعيات شياطين الأرض!".

وفي مقاله "كيف بدأت الحكاية في الرياض؟" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يرصد الكاتب الصحفي مشاري الزايدي أهم محطات الحرب على الإرهاب في المملكة ويقول: "أعاد قتل المطلوبيْن الإرهابييْن (طايع الصيعري، وطلال الصاعدي)، في العاصمة الرياض قبل أيام، الضوء لقصة الكفاح السعودي ضد جماعات الإرهاب المتأسلم.

"طايع" هو مُعِدّ الأحزمة المفخخة، وهو طالب سابق مبتعث، ترك مقاعد الدارسة والتحق -مع شقيقه (مطيع)- بـ"داعش"، كما كان حال طلال بن سمران الصاعدي؛ فهو الآخر شقيق (فهد)، وفهد هذا كان هو فاتحة المواجهة السعودية الكاسحة مع جماعات القاعدة، ونسلها الداعشي الحديث".

14 عاماً من الحرب

ويضيف "الزايدي" راصداً: "إن التدشين الرسمي للحرب السعودية ضد الإرهاب، قبل 14 سنة، كان في مارس 2003، بعد اكتشاف الأمن السعودي لمنزل خطير لـ«القاعدة»، كان عبارة عن «ثكنة» للتدريب والتخزين؛ كان ذلك المنزل في حي الجزيرة بالرياض، وقع فيه انفجار ضخم تسبب بمقتل القاعدي فهد بن سمران الصاعدي (29 عاماً) شقيق طلال، الذي قتل مؤخراً مع طايع الصاعدي.. انفجار حي الجزيرة بالرياض، فتح مغارة الشر القاعدي، وكشف لكل مشكك عمق التخطيط والتحضير الذي كان تنظيم القاعدة قد وصل إليه، في خلق حركة إرهابية شاملة على مستوى البلاد".

قائمة الـ19

وعن قوائم المطلوبين يقول الكاتب: "كرت السبحة بعدها في سباق بين الأمن السعودي، ومعه المجتمع المصدوم مما جرى، مع خلايا «القاعدة» الإرهابية، المكونة في غالبها من شباب سعوديين «صحويين»، معهم عناصر قيادية خطرة من اليمن والعراق والكويت والمغرب ومصر، وغير ذلك، مايو 2003، وفي خطوة جديدة على التعامل الرسمي مع العصابات الإرهابية، كاشفت السلطات السعودية المجتمع، بـ«أول» قائمة مطلوبين للعدالة، وهي قائمة الـ19 الشهيرة، ضمت أسماء خطيرة مثل المؤسس الأول لـ«القاعدة»: يوسف العييري، وخليفته عبدالعزيز المقرن، وصالح العوفي، واليمني الأخطر، خالد حاج، وغيرهم.. لم تمضِ فترة وجيزة على الإعلان (5 أيام)؛ حتى قامت مجموعة إرهابية، ضمنهم 5 من المُعلَن عنهم في القائمة الأولى؛ باقتحام 3 مجمعات سكنية في الرياض بسيارات مفخخة، عُرفت لاحقاً بهجمات الحمراء وغرناطة، شرق الرياض، مايو 2004".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org