"كُردي".. موظف الكهرباء الذي دفن جدته يوم العيد وعاد لخدمة الحجيج

أظهر للبشرية رسالة#السعودية_ترحب_بالعالم(108)
"كُردي".. موظف الكهرباء الذي دفن جدته يوم العيد وعاد لخدمة الحجيج

جاءه خبر وفاة جدته صباح يوم العيد، بينما كان يركب دراجته النارية متوجهًا إلى أحد مواقع الخدمة الكهربائية في مشعر منى لمساعدة زملائه الفنيين في إصلاح عطل كهربائي طارئ بأحد المخيمات.

وعلى الرغم من ذلك أصر أن يكمل مهمته ويتأكد من سلامة الخدمة الكهربائية، على الرغم من الخبر المفجع، حرصًا على راحة ضيوف الرحمن بالمخيم، قبل أن يهاتفه المهندس، رئيس قسم الأعطال بمركز العمليات والتحكم للشركة السعودية للكهرباء في المشاعر المقدسة ناصر الغامدي، معزيًا في وفاة جدته، ومشيدًا بحرصه على سلامة الحجيج وإتمام واجباته الوظيفة خلال موسم الحج على أكمل وجه.

اعتاد "مجاهد بن صالح كُردي" ألا يقضي أول أيام عيد الأضحى مع عائلته لأنه يوجد في مثل هذا الوقت من كل عام بالمشاعر المقدسة متنقلاً بين الحجيج على دراجته النارية في مواقع مختلفة حرصًا على تقديم خدمة كهربائية موثوقة وآمنة، وتحسبًا لأي أعطال طارئة في أي مخيم، لكنه اليوم سوف يعود إلى منزل عائلته في مكة المكرمة، ليس لأجل مناسبة العيد السعيدة، بل للمشاركة في تشييع جنازة جدته التي وافتها المنية منذ ساعات.

"سأعود فور عملية الدفن إن شاء الله، فنحن في وقت الذروة، والعمل في حاجة إلى جهود كل فرد فينا".. هكذا رد "كُردي" على تعزية رئيسه في العمل المهندس الغامدي، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يترك الفرق الفنية الخاصة بتقديم الدعم الفني الكهربائي والطوارئ في المشاعر المقدسة في ظل وجود مئات الآلاف من الحجيج، والحاجة إلى جاهزية كل الكوادر الفنية الوطنية لدعم الخدمة الكهربائية وإجراءات السلامة.

وكان "كُردي" عند وعده، فبعد بضع ساعات من ذهابه للمنزل، والمشاركة في تشييع جنازة جدته، عاد إلى موقعه في مشعر منى، مرتديًا ملابس العمل كعادته، ليتم على الفور التوجه بصحبة زملائه الفنيين إلى أحد المخيمات للاطمئنان على الخدمة الكهربائية بعد بلاغ يطلب المساعدة في دعم إجراءات السلامة الكهربائية بالمخيم، حيث تم تطبيق إجراءات ومعايير السلامة الكهربائية، وتقديم الإرشادات الفنية والعلمية للمسؤولين عن المخيم والحجيج لتدارك أي مخاطر تتعلق بالخدمة الكهربائية.

المهندس ناصر الغامدي أكد لـ "سبق": أن كُردي ربما ليس استثناءً بالنسبة لهم كفريق عمل يشرف بخدمة ضيوف الرحمن في موسمي الحج والعمرة، فجميع الكوادر الوطنية من مهندسين وفنيين من كل مناطق المملكة تعودوا أن يكونوا في خدمة الحجيج في مثل هذا الوقت من كل عام، ويعلمون حجم المسؤولية وظروف العمل، تاركين خلفهم أبناءهم وعائلاتهم حرصًا على راحة الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وخدمة لدينهم ووطنهم."

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org