"خرجت من ضربة كيماوي، نفذها جيش بشار، ونجوت بأعجوبة، مع استمرار المضاعفات لفترة طويلة، في الوقت الذي توفي فيه من معي، ونجت أسرتي، فيما مات أقارب، وتشتتت أسر أخرى، وها أنا في الغربة اقتربت من العام الخامس، ولم أرَ أسرتي بعد منذ ذلك الوقت؛ إذ تعيش في مخيم الزعتري".. هكذا بدأ السوري "أكرم الكيلاني" رواية قصته ومناشدته عبر "سبق" لمّ شمله بأسرته داخل السعودية.
وتفصيلاً، قال أكرم الكيلاني: "تعرضت بلدتنا في تاريخ 21 أغسطس 2013 لضربة بالسلاح الكيماوي، قام بها نظام بشار، أدت لإصابة ومقتل الكثير ممن معي، فيما نجت زوجتي وأطفالي. وآخر مرة التقيت فيها أسرتي في ذلك الوقت، وخرجت الزوجة والأبناء بعدها إلى مخيم الزعتري مع النازحين، ومعهم طفلان، توفي والداهما، ولم يتبق لهما إلا زوجتي، وهي شقيقتهما".
وأضاف: "بدأت بتلقي العلاج، ثم غادرت إلى لبنان لأجل كسب المال حتى أستطيع الصرف على أسرتي وهي بعيدة عني، ثم تأزمت الأحوال علينا نحن اللاجئين السوريين في لبنان؛ فتوجهت إلى اليمن، وبعدما توجهت لليمن بنحو عامين قامت الحرب في الجمهورية اليمنية أيضًا؛ فغادرنا نحن اللاجئين السوريين في اليمن إلى السعودية، ودخلنا بطريقة رسمية".
وتابع: "استمر الشتات، وما عدت قادرًا على العودة إلى سوريا لما فيها من حرب ودمار وقتل، ولم أعد قادرًا على اللقاء بأسرتي، كما أنها لم تتمكن من المجيء إلى السعودية. وهاأنذا أعمل هنا في الأعمال اليدوية والبيع حتى أسترزق، وأحوِّل بعض الأموال لوالدتي التي ما زالت في سوريا، وبعضها لأسرتي".
وقال "الكيلاني": "والدتي وشقيقاتي ما زلن في إحدى مناطق الصراع السورية، التي تعاني حصارًا من نظام بشار الأسد، حتى المواد الغذائية للأكل والشرب ارتفعت أسعارها بشكل لا يمكِّنهن من العيش الكريم، ويمررها البعض ممن لهم سلطة، وتكون أسعارها غالية جدًّا؛ فلم تتمكن والدتي وشقيقاتي من العيش الكريم، أو حتى من الهروب من الغوطة الشرقية؛ فهي شبه محاصرة".
وتابع "الكيلاني": "الجنود السوريون الذين يعملون مع نظام بشار أغلبهم من ينتمون له طائفيًّا وسياسيًّا، وبعضهم يحاولون الهروب، وقد حدث أن انقلب البعض على نظام بشار، وانشقوا، ومن حاول الانشقاق يكون مصيره القتل؛ لذا يعمد نظام بشار إلى جعل القيادات كلها من الإيرانيين والجنود الروس، ويكونون في قيادة كل المجموعات العسكرية الصغيرة والكبيرة خوفًا من انقلابات جديدة".
وقال "الكيلاني": "الأوضاع في سوريا سيئة جدًّا، حتى أن البترول يعيدون تكراره من المواد المصنعة مسبقًا؛ حتى يمكنهم استخدام المواد البترولية في حياتهم اليومية".
وأضاف الكيلاني: "أناشد حكومة المملكة العربية السعودية أن تجمعنا، وتلمَّ الشمل؛ فقد اشتقت إلى القرب منهم بعد مرور خمس سنوات مرت، فيها ظروف كثيرة، وما زال الفراق مستمرًّا، وأمنيتي الوحيدة هي أن ألتقي أبنائي، ومعهم اليتيمان؛ فالظروف المعيشية وقلة الحيلة لم تمكني حتى الآن من أن أسدد المستحقات فيما يخص الإقامة لأعيش بشكل نظامي مع أسرتي".