لحمتنا الوطنية ومجلس الشورى..؟

لحمتنا الوطنية ومجلس الشورى..؟

ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من بعد تصريحات أحد أعضاء مجلس الشورى حيال المتقاعدين، ونعتهم بكلمة "دلع"، وما حصل في تويتر بشكل خاص من تغريدات، غالبيتها مستاءة من هذه الكلمة، وبخاصة من رجل قد بلغ من العمر عتيًّا...! وقبلها - ولن تكون الأخيرة - من بعض المحسوبين على مجلس الشورى يدل على أن هناك تجاوزات من البعض تجاه المواطن؛ ومن ثم نجد ردود الفعل السلبية من المواطن نفسه؛ ومن ثم تكون انعكاساتها سلبية على الوطن والمواطن. ومن بديهيات القول إنها خدش في اللحمة الوطنية، وإشعال زعزعة وفتنة، وبث القيل والقال، وربما الشائعات التي تكبر وتتدحرج ككرة الثلج؛ ومن ثم تطمس غالبية الحراك الثقافي والاجتماعي الواعي والإيجابي المراد زرعه في مجتمعنا.. وهي اعتداءات على ما تقدمه بعض الوسائل والأجهزة المعنية من برامج وأهداف لزيادة التلاحم الوطني، وثبات المجتمع في مسيرة واحدة للبناء والمشاركة الفاعلة من أبنائه في عملية التنمية، والمشاركة الفاعلة في النهضة التي تسعى إليها حكومتنا الرشيدة، وبخاصة في هذه الفترة التي نعيش فيها مراحل انتقالية وتغييرات سسيولوجية واجتماعية وثقافية، ونعيش في برامج التحول الوطني ورؤية 2030.

لعلنا نقف هنا ونطلق دعوة للتغيير في مجلس الشورى، ويتم اختيار الغالبية من الأعضاء عن طريق الاقتراع والانتخابات كما حصل في المجالس البلدية؛ فمنها يكون هناك حراك اجتماعي ثقافي في مجتمع يقفز قفزات هائلة نحو التقدم والرقي، ومنها أن من يتم اختيارهم سيلجمون ألسنتهم ألف مرة حيال كلمة هنا أو هناك أو زلة لسان، وسيراجعون أنفسهم ألف مرة قبل الخوض في أمور تهم الوطن والمواطن، وسيكون العضو المنتخب حريصًا جدًّا على تفادي الوقوع في الأخطاء، وسيكون همه الأول والأخير البحث عن مصلحة الوطن ليستمر، وتكون الدورات القادمة هدفه لبقائه، وتكون أطروحاته وتعليقاته ومشاركاته واقتراحاته مدروسة بعناية فائقة.

النقطة الأهم: نحن الآن ندخل في العقد الثالث من عمر المجلس، ونجد العشرات من الموجودين ممن تتجاوز أعمارهم الستين والسبعين عامًا، فهل نرى مجلسًا قادمًا تطغى عليه التكنوقراط في أعضائه، ويكون للشباب النسبة العظمى، ويكون لهذا الجيل الصاعد المفعم بالحياة والنشاط والحيوية دورٌ كبيرٌ في قرارات واقتراحات ونشاطات مجلس الشورى؟

ويكون للمرأة تمثيل أكثر من ناحية الكيف وليس مجرد الكم.. هموم المرأة ومشاكلها وقضاياها تتولاها النساء، وأتمنى أن أجد الجيل الجديد في التشكيل الجديد، ونقول للقدماء ألف ألف شكر، قدمتم ما لديكم، والدور الآن للشباب.

60 % من المجتمع السعودي شاب؛ فليتنا نهتم بالشباب أكثر، ونعطي لهم الفرصة أكبر.

وليتنا - ختامًا - ألا ننساق خلف المتآمرين على الوطن المشعلين الفتن، ليتنا نكون لحمة واحدة في وطن واحد بعيدين عن التأجيج في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التواصل، وليتنا فعلاً نكون يدًا واحدة في وطن يستحق منا الكثير، ومرحلة تتطلب تكاتف الجميع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org