لوحات إعلانية بأنامل آسيوية تسيء للغة العربية

أمرٌ مخجل ويحتاج إلى وقفة من أصحاب القرار
لوحات إعلانية بأنامل آسيوية تسيء للغة العربية

ما إن تعبر شارعًا أو تدخل متجرًا أو مطعمًا إلا وتشاهد اعتداءً سافرًا على لغتنا العربية التي شوهها الأعاجم في ظل وقوفنا مكتوفي الأيدي عن التصدي لهم؛ ما يثير السخرية، فيكفي بنقطة واحدة أن تغير من المعنى جملة وتفصيلاً، فكيف بحرف أو كلمة حقًا أن ما يحدث في اللوحات التي توضع في الشوارع من قِبل المؤسسات العامة أو الخاصة لأمر مخجل ويسيء إلى لغة القرآن، ويحتاج الأمر إلى وقفة من أصحاب القرار.

وأشار مواطنون إلى أن تلك التجاوزات ربما قد تقود إلى اكتشاف مخالفات أخرى وخصوصًا في القطاع الخاص في ظل الإدارة الكاملة لبعض الوافدين للكثير من المشروعات، محدثة تطاولاً على اللغة العربية، بقصد أو بغير قصد، في ظل غياب صاحب المنشأة، فلا تكاد ترصد لوحة إعلانية أو دعائية إلا وقد حملت في أحشائها عددًا من الأخطاء النحوية والإملائية.

بل إن الأمر قد تجاوز اللوحات التجارية إلى اللوحات الإعلانية للمناشط التربوية والتعليمية والاجتماعية لوزارات وإدارات معنية بالتعليم يلقى على عاتقها تعليم وحماية اللغة العربية وأمام هذا طالب بعض الغيورين الجهات ذات العلاقة بسرعة التصدي لهذا التعدي السافر الذي طال من لغة القرآن.

وأرجع عددٌ من المهتمين الأمر إلى غياب أصحاب تلك المنشآت عن المتابعة وتسليم الأمر للعمالة الوافدة التي لا يهمها إلا الكسب المادي، في حين ارجع بعضهم الأمر إلى كون أغلب من يعمل في إنجاز تلك اللوحات الإعلانية عمالة وافدة وطالبوا باشتراط مدقق لغوي فيها، بما يضمن عدم حدوث مثل هذه التجاوزات.

وقال عميد كلية الحاسب الآلي بجامعة الملك خالد، الدكتور ناصر منصور طيران، إن أغلب من يعمل في كتابة وتصميم تلك اللوحات الإعلانية والدعائية عمالة آسيوية وتساءل عن شروط الترخيص للمؤسسات الإعلامية والخطاطين التي لا تجد سعوديًا واحدًا بها وخصوصًا محال الخطاطين واستغرب وجود بعض اللوحات الإعلانية لبعض دور التعليم التي لم تسلم من الأخطاء النحوية والإملائية التي يلقى على عاتقها تعليم الناشئة ومن ضمن مناهجها مادة الإملاء والنحو وقال: لا غرابة أن يخرج لنا جيل ضعيف في لغته، مطالبًا بإعادة النظر في العاملين في هذه المواقع الإعلامية.

من جهة أخرى، قال مشرف اللغة العربية بتعليم محايل محمد جابر عسيري: لغتنا العربية لغة القرآن الكريم وهي لغة الخطاب والتخاطب وقد اكتسبت عظمتها بنزول الوحيين بها ( الكتاب والسنة)، ولجمال هذه اللغة، أقبل على تعلمها والتحدث بها الأعاجم قبل العرب بل أقبلت دول لاتينية على تعلمها ومهما قلنا عن مكانة اللغة العربية وفضلها على اللغات الأخرى، فلن نوفيها حقها وحسبنا قول البيروني: "لأن تهجوني بالعربية أحب إليّ من أن تمدحني بغيرها".

وحين ننظر إلى لغات العالم الأخرى نجد كل دولة تهتم بلغتها وتراثها ولا ترضى بالتنازل عنها وهي أقل جمالاً وروعة من لغتنا.

وما أجمل حافظ إبراهيم عندما جعل اللغة العربية شخصًا يتكلم عن نفسه:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية .. وما ضقت عن آي به وعظات 
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org