"مؤتمر المعلم" يوصي بتشكيل مجلس تنسيقي عالٍ لكليات التربية بالمملكة

​المشاركون طالبوا بسن ضوابط ومعايير علمية لقبول الطلاب
"مؤتمر المعلم" يوصي بتشكيل مجلس تنسيقي عالٍ لكليات التربية بالمملكة

 أعلن عميد كلية التربية بجامعة أم القرى الدكتور علي مصلح المطرفي، بحضور مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس ووكلاء الكلية والباحثين، توصيات المؤتمر الخامس لإعداد المعلم، بعد أن اختتم فعالياته اليوم، وتضمنت، تشكيل مجلس تنسيقي عالٍ لكليات التربية في المملكة، لرسم التوجهات والسياسات، وإيجاد صيغ وآليات للتكامل بين عمل الكليات والاستفادة من مختلف التجارب والخبرات في مجال إعداد المعلمين وتدريبهم ، وتحديث المعايير المهنية الوطنية للمعلمين في ضوء مستجدات العصر، وضرورة الانطلاق منها عند بناء أو تطوير برامج إعداد المعلمين بكليات التربية واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لإصدار الرخص المهنية للمعلمين في ضوء الخبرات الدولية في هذا المجال وذلك بالتنسيق مع الهيئات والمراكز الوطنية ذات الصلة.

 

وطالب المشاركون في توصياتهم بسن ضوابط ومعايير علمية لقبول الطلاب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات إعداد المعلم في ضوء مطالب التنمية ومستجدات العصر، وكذلك العناية باختيار أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية وفق معايير علمية مقننة والعاملة على تنميتهم مهنيًا من خلال تشجيعهم على البحث والتواصل العلمي، وعقد دورات وبرامج تدريبية تستهدف الارتقاء بكفاياتهم المهنية بما يؤمل أن ينعكس على طلابهم (معلمي المستقبل) بشكل إيجابي، كما طالبوا كليات التربية بفتح مسارات متعددة لإعداد معلم الصف في المرحلة الابتدائية لمواكبة النهضة التنموية في المملكة وتتماشى مع الاتجاهات العالمية.

 

وأوصى المشاركون بربط المناهج الدراسية في برامج إعداد المعلم بمشكلات تعليمية ملحة في المجتمع السعودي بصورة غير منفصلة عن محتوى المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام وأساليب تنفيذها وتقويمها وتطويرها، بالإضافة إلى تطوير البرامج والخطط الدراسية والخطط الدراسية في كليات التربية من حيث (عدد  الساعات، وآليات التنفيذ، والتقويم) لتواكب الاتجاهات العالمية ومعايير الاعتماد الأكاديمي ، إلى جانب تضمين خطط الدراسة الخاصة ببرامج إعداد المعلم مقررات جديدة تتماشى مع طبيعة الأدوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على المعلم ، بوصفه معلمًا مفكرًا ناقدًا، وباحثًا عن المعرفة، ومنتجًا لها، وقادرًا على توظيف التقنيات الحديثة في مجال عمله وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو إتقان العمل وجودة الأداء التي تمكنه من التفاعل مع مجتمع المعرفة بصورة فاعلة.

 

ودعا المشاركون إلى تطوير برنامج التربية العملية ليمتد إلى سنة تدريبية كاملة على غرار سنة الامتياز لطلاب الكليات الطبية، يتفرغ فيها الطلاب للقيام بالعديد من المهام التدريسية في الميدان استكمالاً لمتطلبات برنامج إعدادهم، مع ضرورة وضع معايير ومواصفات محددة لمدارس التدريب الميداني، وإيلاء نظام الإشراف على التربية العملية أهمية قصوى بما يحقق جودة الأداء، وتفعيل تدريب المعلمين أثناء الخدمة من خلال (تحديث معارفهم وتنمية كفاياتهم التدريسية، واتجاهاتهم وزيادة وعيهم بطبيعة التحديات والمستجدات ، وآليات استثمارها في دعم مواقف التعليم والتعلم من خلال تحديد دقيق لاحتياجاتهم المهنية مع تهيئة البيئة التدريبية بكل مقوماتهم المادية والمعنوية وتحويل المدارس إلى مجتمعات مهنية) ، علاوة على تصميم سلسلة من البرامج التدريبية ذات النوعية المتميزة القادرة على تلبية احتياجات المعلمين في توظيف طرق ونماذج واستراتيجيات التعليم والتعلم المختلفة، مع توطين ممارسات البحوث الإجرائية في المدارس وتعزيز القيم الداعمة لثقافتها.

 

وعبّر المشاركون عن غبطتهم بالمناخ العلمي الذي ساد المؤتمر، وما تخلله من محاور جادة وموضوعية، ومناقشات مستفيضة، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية على ما بذلته من جهد في الإعداد والترتيب وإدارة فعاليات المؤتمر.

 

وكان المؤتمر الخامس لإعداد المعلم والذي افتتحه وزير التعليم أحمد بن محمد العيسى الثلاثاء الماضي، قد ناقش 68 بحثًا وورقة عمل نظمت في عشر جلسات علمية، بالإضافة إلى ثلاث ورش عمل ومعرض مصاحب لعددٍ من المبادرات والابتكارات العلمية وتقنيات التعليم بمشاركة نخبة من العلماء والتربويين من الجامعات السعودية ومجلس الشورى وإدارات التعليم والهيئات الوطنية التربوية.

 

ورفع المشاركون في المؤتمر الخامس لإعداد المعلم الذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة في كلية التربية خلال الفترة من 23-25 من شهر ربيع الآخر الجاري شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد –حفظهم الله-، كما عبروا عن شكرهم للأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على الدعم –رعاه الله– السخي والمتواصل الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة لتحقيق النهضة الشاملة في بلادنا الغالية ولاسيما قطاع التعليم العام والجامعي.

 

وأكد المشاركون الدور الرئيس الذي يضطلع به المعلم في تحقيق التنمية الشاملة بمختلف أبعادها، بوصفه صمام أمان المجتمع وعمقه الاستراتيجي في الحفاظ على هويته وإعداد أفراده للتكيف مع مختلف المستجدات، الأمر الذي يستوجب دعمهم وتقديم الحوافز المادية والمعنوية وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة التي تمكنه من أداء تلك الأدوار بكل كفاءة وفعالية.

 

ودعا المشاركون كليات التربية إلى الاستجابة في رؤاها وأهدافها وخططها وبرامجها في طبيعة التحولات التنموية التي عبّر عنها بوضوح (برنامج التحول الوطني) في شتى أبعاده المعرفية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي نظم مساراتها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية التابع لمجلس الوزراء، مطالبين بالعمل على زيادة وعي الطلاب الملتحقين ببرامج إعداد المعلمين بالتحديات التي يواجهها الوطن كانتشار موجة الغلو والإرهاب والتطرف والعمل على تعميق قضايا الأمن الفكري والانتماء الوطني وحقوق الإنسان والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية خلال مناهج دراسية, وبرامج وقائية وعلاجية تتكامل مع أدوار المؤسسات المجتمعية والجهات ذات العلاقة في هذا الصدد مع الإفادة من البرامج القائمة كبرنامجي "فطن" و"نبراس"، بما يحقق الأمن الوطني الشامل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org