منذ انطلاقتها قبل نحو عشرين عاماً ، وإلى جانب إسهاماتها المميزة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية داخل المملكة العربية السعودية، تقود مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية جهداً متفرداً على صعيد خدمة القرآن الكريم وتصحيح الصورة الذهنيةعن الإسلام والمسلمين من خلال عدة برامج منها، مسابقة حفظ القران الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك، والتي تقام سنوياً وعلى مدى تسع سنوات في العاصمة الاندونيسية جاكرتا. والتي تختتم غداً الخميس 4مايو 2017 برعاية فخامة الرئيس الإندونيسي جوكوويدودو،وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة.
وتُعد المسابقة احدى صور مبادرات الخير التي تبناها الفقيد الغالي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم، والعمل على تطبيق السنة النبوية الشريفة كمنهاج حياة، وتتبنى المؤسسة المسابقة ووفرت لها كافة مقومات الاستمرار والنجاح باعتبارهاجسر تواصل بين المسلمين في العديد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم.
وتحظى المسابقة بتفاعل مميز من الدول الإسلامية في أواسط آسيا ودول الباسفيك، إضافة إلى ما تشهده من منافسة من أكثر من 120 حافظا يمثلون 25 دولة اسيوية وتضم المسابقة خمسة فروع أربعة منها لحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه، والخامس لحفظ السنة النبوية، وتمتخصيص جوائز قيمة للفائزين الثلاثة الأوائل في كل فرع من الفروع الخمسة، كما يمنح الفائزين فرصة لأداء مناسك الحج.
ويولي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء المؤسسة اهتماما كبيرا بهذة المسابقة حيث يشرف شخصيا على تنظيمها وترتيبها وأدق تفاصيلها والعمل على تطويرها وتحقيق اهدافها ولتكون إنموذجآ لغيرها من المسابقات ولتعكس التعاون الإسلامي بين الدول المشاركةعلى البر والتقوى.
وعلى صعيد آخر تبنت المؤسسة برنامجاً لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري ، حيث كان لها الريادة في اطلاق توجهاً لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار مع الآخرين، وذلك في اطار شمولية برامجها واهتمامها الكبيربالجانب الثقافي من العملية التنموية، وسعت المؤسسة منذ انطلاقة هذا البرنامج لتبادل الرؤى والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة.
وفي هذا الإطار تم إبرام اتفاقيات تعاون مع جامعات أمريكية، وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية، ومنها:
برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية بالتعاون مع جامعة (بيركلي –كاليفونيا) ، ومركز عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية بجامعة ابن تيمية بالهند، ومركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم العربية والإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، الى جانب مركز تعليم اللغةالعربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، كما شمل التعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وأخرمع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) .
وحققت المؤسسة نجاحات متوالية خلال الأعوام الاخيرة، كانت بمثابة مواصلة عطاء وتحديث برامج بعد رحيل المؤسس الأمير سلطان بن عبد العزيز -طيب الله ثراه. ومن تلك النجاحات وضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج الإسكان الخيري، حيث أكملتالمؤسسة برنامجها للإسكان الخيري الذي انطلق في عام 1421هـ بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في العديد من مناطق المملكة وفقاً لألية تعاون وتكامل مع امارات المناطق المستهدفة، واستهدف هذا البرنامج اقامة مجمعات عمرانية تتوافر بها المرافق والخدمات مما يتيحللساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية.
وبرنامج الإسكان الخيري شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته نحو 1246 وحدة سكنية، في تسعة عشر موقعاً بتكلفة إجمالية تقارب400 مليون ريال، وتحقق بأعلى قدر ممكن من الجدوى سواء على صعيد أهدافه الاجتماعية أو التنموية الحضارية، ونجح في استيعاب مئات الاسرفي العديد من مناطق ومدن المملكة، وقد بات هذا البرنامج نموذجاً للتنمية المستدامة التي تعني بالإنسان والبيئة المعيشية والخدمات الحياتية الضرورية.
وتفوقت المؤسسة في مجال الرعاية الصحية، حيث برز دور مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية على مدى السنوات الماضية وتواصل المدينة تقديم خدماتها للمرضي من ذوي الاحتياجات الخاصة في اقسامها ومراكزها المتعددة حيث وصلت الطاقه الاستيعابية للمدينة إلى511 سريرا.
ويعد مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز التخصصي للأطراف الصناعية في مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية ضمن مشروعات عدة لتطوير منظومة الخدمات في المدينة الامر الذي يؤكد حرص مجلس أمناء المؤسسة على الالتزام بحمل رسالة المؤسس، وتنفيذ رؤيته الشاملةللمؤسسة كصرح إنساني أنشئ لمساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم.
ويعد مركز الأطراف الصناعية الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وهو تتويجاً لنجاحات المدينة ولدورها في تطوير الرعاية العلاجية في المملكة
فمن خلال تلمس احتياجات المرضى ووفقا للخطة الاستراتيجية للمدينة حرصت المؤسسة على توطين التقنيات الحديثة التي يحتاجها المرضى ومن ذلك إقرار مشروع إنشاء مركز نموذجي للأطراف الصناعية روعي من خلاله التركيز على الاستفادة من مستجدات التقنية وأن يتم توفيرالأجهزة المتقدمة في هذا القطاع حيث تم تجهيز وتصميم المركز وفق أفضل المعايير والمتطلبات الهندسية وبحسب توصيات الشركات الألمانية الرائدة في هذا المجال كما تم تزويده بأحدث التقنيات المتقدمة في القياسات والتصنيع والتركيب للأطراف المتقدمة ومنها الأطراف الإلكترونية فائقةالدقة.
وعلى جانب آخر من نشاطات المؤسسة كان هناك جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه ، والتي تبناها سلطان الخير – يرحمه الله –منذ العام 2002 م انطلاقاً من استشعاره – طيب الله ثراه -لحجم خطورة ندرة المياه، وتقديراً وتشجيعاً للجهود التي تُبذل في حل مشاكل المياه منخلال التقنيات والدراسات والابتكارات والأبحاث العلمية.
وهذه الجائزة تجسد ريادة المؤسسة ودورها التنموي محلياً وعالمياً، كما أن تواصل الجائزة على مدى سبع دورات أمر يجسد مكانتها العلمية الدولية وتنامي دورها، ومدى التفاعل المميز مع أهدافها سواء على الصعيد البحثي أو على صعيد الابتكارات العلمية التي تسهم في مواجهة خطر ندرةالمياه.
وتحظى الجائزة برعاية كريمة ودعم ملموس من الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس الجائزة .