ماذا وراء تحرش قناة الكذب بالسعودية؟!

ماذا وراء تحرش قناة الكذب بالسعودية؟!
تم النشر في

لا أحد ينكر ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام حرية كبيرة تتيح لها نقد الأوضاع المجتمعية والسياسية وشتى المجالات، دون خوف من بطش أو ملاحقة؛ فهذه هي الفائدة المرجوة من وسائل الإعلام، وليس فقط مجرد الترفيه على المواطنين، أو نقل الأحداث لهم.

ومع هذه الأهمية المتعاظمة لحرية الرأي والتعبير اللازمة لوسائل الإعلام في العصر الحديث؛ إلا أن كل الدول -حتى تلك التي وصلت إلى ذروة الحرية الإعلامية- تضع قيوداً على هذه الحرية؛ حتى لا يساء استخدامها، أو تتغول على حقوق الآخرين وحرياتهم، ومن ثم نكون قد أهدرنا حرية في مقابل حرية.

ويبدو أن قناة "إم بي سي" من شدة إدمانها على الكذب على السعودية وعلمائها لم يعد بمقدروها أن تتنفس إلا كذباً، ولا تنطق إلا باطلاً من القول وزوراً، وهو الأمر الذي تجده جلياً في افترائها على علماء البلاد من قبلُ، ثم نراها وقد أمعنت في الكذب والافتراء بنقل تقرير زائف عن التحرش الجنسي في بلادنا، حفظها الله.

فقد زعمت القناة أن 90% من أطفال السعودية يتعرضون للتحرش من أقاربهم!! ونَسَبَتها إلى مركز الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وهو الاسم السابق للمركز، الذي يسمى الآن مركز "أفلاذ" لتنمية الطفل بالأحساء.

وقد وجّه مدير المركز الدكتور أحمد بن حمد البوعلي، صفعة قوية للقناة، حينما أكد -بصورة قاطعة- عدم علاقته بتلك الدراسة التي أذاعتها قناة "إم بي سي"، وأن المركز ليس طرفاً في تلك الدراسة المزعومة.

وليس ثَمّ اختلاف في وجود التحرش في مجتمعنا، كما هو الحال في كثير من المجتمعات العربية وما هو أشد من ذلك في المجتمعات الغربية، وأنه جريمة تستوجب العقاب الرادع، ولا يُجدي فيها الصمت أو دفن الرؤوس في الرمال.

ولكن هذه القناة التي أدمنت الكذب لم تعتمد على دراسات صحيحة عن الواقع، ولم تجعله مثلاً في سياق حديث استقصائي عن التحرش في البلاد العربية، أو التحرش كظاهرة؛ ولكنها خصت بلادنا بالحديث، وهو ما يوحي بتعمدها التشهير بهذا المجتمع وأهله.

وقد سبق لهذه القناة "إم بي سي" الفضائية، شن هجوم حادّ على أبرز الدعاة السعوديين، وربطهم بما يجري في سوريا، ووضعت القناة توصيفاً للدعاة بأنهم "دعاة على أبواب شق صف الأمة، بعضهم يدعو للفتنة، وآخر يدعو للفوضى باسم الجهاد"!

كما أن هجومها على السعوديات عبر تغريداتها التي قالت فيها: "إنهن يفضلن مخدر الحشيش"، لا يمكن أن نقرأه بمعزل عن سياستها الإعلامية وحجم الانحرافات التي تقع فيها، التي تتضافر مع مشاهد العري التي تعرضها كمنظومة لهدم أخلاق المجتمع المسلم، وتدمير الشباب والأطفال معاً.

إن الانتقاص من العلماء والدعاة في بعض الأحيان، واللمز ببعض القيم والسلوكيات والمعتقدات من ناحية ثانية؛ يجعلنا على ثقة بأن ذلك الخرق لحدود الحرية وإبداء الرأي؛ إنما يأتي وفق سياسة إعلامية لها أهدافها الخاصة.

فماذا وراء تحرش قناة الكذب بالسعودية، بلداً ومجتمعاً؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org