دفعت حسابات مجهولة صباح اليوم المدينة المنورة لـ"الترند العالمي"؛ بسبب بثها مقاطع فيديو، تُظهر مجموعة من الشباب في تجمعات على أحد الطرق، ولا يُعرف هل هذه المقاطع حدثت في المدينة المنورة أم في منطقة أخرى. وكانت المشاركة الأكثر في هذا الـ"هاشتاق" من خارج المدينة المنورة، إلا أن ردة فعل أبناء المدينة ومشاركتهم كانت كالصاعقة على هؤلاء المغردين.
وألقى أبناء المدينة اللوم الكبير على الحسابات المعروفة التي تشارك في الهاشتاق، وهي لا تعلم عن مكان حدوث هذه الواقعة، على الرغم من أن الذي أطلقها حساب جديد، لم يتجاوز إنشاؤه ساعات، مؤكدين أن مثل هذه المقاطع لا تمثل أبناء المدينة المنورة، وحتى لو حدثت فتُعد فردية، ولا تنطبق على عادات وتقاليد أبناء المدينة الذين عُرف عنهم الاجتهاد في الأعمال التطوعية، وخدمة زوار المدينة المنورة.
وفي سياق متصل، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، في خطبة الجمعة أمس عما يُكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، موصيًا المسلمين بتقوى الله – عز وجل-.
وقال الشيخ البدير: "الأقلام مطايا العقول، وألسنة الضمائر، وآلة التحرير، وقوام المعرفة.. والكتب بساتين تجلي البصائر، وتؤنس الوحشة، وتزيل الهم، وتبدد الظلمة.. والقراءة عادة الأنباء، وسجية الفطناء.. ومن الكتّاب أدباء حكماء، يراعون المصلحة، وينشدون الخير، ويرومون النصح.. يرقمون في الماء، ويراقبون مَن في السماء".
وأوضح أن "هناك من الكتاب فئة لا حرفة عندهم ولا صنعة، ولا حصاة لهم.. لطخوا أعماق الصحف والمواقع بمقالات عوار طائشة، تهوي في غير عقل ولا رشد، جاؤوا فيها بالطم والرم والدنيء والرديء والمهزول والغث.. أقلام وكتّاب يسوقون الدهماء إلى مجهلة ومهلكة ومفسدة، همهم إهاجة الشر، وإيقاظ الفتنة، وإيقاع الخصومة بين الناس، والنَّيل من ديننا، وانتقاص قيمنا وأخلاقنا، والطعن في بلادنا وعلمائنا وولاة أمورنا".
وبيّن أن "وسائل التواصل الاجتماعية اكتظت بالكتّاب والمدونين والمغردين، ولا نرى إلا العيون المحدقة، والرؤوس المطرقة، والهامات الجاثمة، والوجوه المكبة على تلك الأجهزة.. وكل يقرأ ويكتب ويدون ويغرد وينشر ويذيع.. ويا ليت ذلك كان فيما يوصل نفعًا ويثمر خيرًا ويدفع شرًا، ويكون في الآخرة ذخرًا، إلا من رحم الله، وقليل ما هم".
وحذر فضيلته المسلمين من الاستدراج إلى زوايا وقضايا مما يعرف حديثًا بالهاشتاق، يدونها مجاهيل قد بدت من عنوانيها خباياهم، وظهرت من وسومها نواياهم، ومن وقع في الوحدة والهوة تزاحم عليها، وسارع إليها، وشارك بالكتابة والتعليق بلا تمييز ولا رؤية.. فكل صغير وكبير في الأعمال مسطور في الصحائف، قال تعالى {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}.
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي كل من عثر في بساط الخطيئة أن يطوي بساطا عصا الله عليه بالتوبة، ومسح ما كتب، حاثًّا فضيلته المسلمين على أن تكون كتاباتهم ومشاركاتهم في تلك الوسائل سببًا يقربهم للمولى الكريم.