تلقت "سبق" تعقيباً من مديرية الدفاع المدني بالحدود الشمالية بخصوص ما نشرته الصحيفة عن تفاصيل حادث سقوط مركبة في إحدى الخفوس الأرضية شرقي محافظة العويقيلة ونتج عنه وفاة قائدها المواطن، أمس الخميس.
وقال المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية "المقدم فهد بن الأسمر العنزي" لـ"سبق": صدرت توجيهات صاحب السمو أمير منطقة الحدود الشمالية للجهات ذات العلاقة بتشكيل لجان على مستوى المنطقة لمعالجة خطر انتشار الحفر والخفوس الأرضيّة والآبار المكشوفة، ومن ضمنها مديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية.
وأضاف: قامت تلك اللجان بجولات ميدانية وقفت من خلالها على مواقع الخفوس وحصرت أعدادها وحددت إحداثياتها وأبعادها ومدى خطورتها، وكتبت التوصيات اللازمة لمعالجتها، على أن تقوم الجهة المعنية بتلك المواقع بأعمالها بعدة طرق منها الردم أو التسوير أو إزالة الأخطار من حولها.
وأكد "الأسمر" أن الدفاع المدني يدعو الجميع لأخذ الحيطة والحذر عند التنزه في صحاري المنطقة، وخاصة في الأماكن التي تنتشر فيها الخفوس، والتي يعرفها مرتادو هذه المواقع والأشخاص الذين يتواجدون حولها، سائلين المولى جل شأنه العافية والسلامة للجميع.
وكان أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم "الدكتور عبدالله المسند" تَنَبّأ في وقت سابق بالحادثة المؤلمة التي وقعت أمس الخميس، وذهب ضحيتها مواطن أربعيني جراء سقوط مركبته داخل خسف أرضي عُمقه 12 متراً شرقي العويقيلة، ونشرت "سبق" تفاصيلها؛ محملاً الدفاع المدني مسؤولية الحادث.
وقال "المسند" في تحذيرات أطلقها بخصوص خطر الدحول أو ما يسمى بالخسف الأرضي: "هضبة الصلب والصمان وما حولها تعجّ بالدحول، وهي فتحات على سطح الأرض ولها امتداد داخلها؛ بسبب طبيعة أرضها الجيرية القابلة للذوبان".
وأضاف: "هناك دحول لم تظهر على سطح الأرض بعد، وعوامل الإذابة الكيميائية -عبر مياه السيول- تنخر ببطء في الصخور الجيرية، وغالباً تتشكل الدحول في باطن الأرض، ثم تصل إلى السطح، حينها ترى النور وتولد؛ لذا فإن الدحول أحياناً وبشكل مفاجئ تظهر على سطح الأرض في لحظة، عبر منفذ صغير يبتلع مياه السيول، أو خسف وانهيار أرضي خطير.
وأردف: "تحتنا "بين الشرقية والوسطى وأجزاء من الحدود الشمالية" مئات من الدحول لم تُولد بعدُ، ولم تصل إلى سطح الأرض، ويوماً ما ستظهر على السطح بفوهة صغيرة، وأحياناً انهيار كبير خطير".
وتابع: "من أساطير الأولين وسبّاحي المتقدمين: أن هذه الخفوس والدحول والانهيارات الأرضية، مضرب نجم "يقصدون نيزكًا"، وهذا غير صحيح؛ فمثلاً الرياض لو كانت تحتضن البحيرات وكثيرة الأمطار لأصبحت كولاية فلوريدا كثرة في الانهيارات الأرضية بسبب طبيعتها الجيولوجية".
واختتم حديثه عن الدحول، قائلاً: "أهيب بالزملاء في الدفاع المدني حصر الدحول والكهوف؛ وخاصة التي في الأراضي المنبسطة في الرف الرسوبي، ووضع سياج حولها؛ وذلك بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية ورواد البر.
واعتبر "المسند" أن الدحول والخفوس والقلبان القديمة المهجورة، مصائد للأرواح البريئة، وأن المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الدفاع المدني في حصرها، ومن ثم تسييجها، وهو ما حدث أمس شرقي محافظة العويقيلة؛ إذ ابتلعت إحدى الدحول مركبة مواطن وأدت إلى وفاته؛ حيث لم يكن في الموقع أي سياج أو لوحات تحذيرية تدل على وجود الحفر الخطرة.