مدير مركز الفلك الدولي يكشف حقيقة علاقة "القمر السوبر" بالكوارث

الظاهرة تحدث إذا تَصَادف البدر مع وقوع القمر في أقرب مسافة من الأرض
مدير مركز الفلك الدولي يكشف حقيقة علاقة "القمر السوبر" بالكوارث
تم النشر في

فهد العتيبي - الرياض: شهد العالم اليوم الاثنين، ظاهرة فلكية تتمثل في ظهور القمر البدر أكبر من المعتاد بقليل، ويسمي البعض هذه الظاهرة بـ"القمر الفائق"؛ فيما أوضح مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، أن هذه الظاهرة تحدث إذا تَصَادف حدوث البدر مع وقوع القمر في أقرب مسافة من الأرض في نفس الوقت.

وقال "عودة" لـ "سبق" من موقع الرصد ، من على كورنيش أبو ظبي، بدولة الأمارات العربية المتحدة ، والذي حضرهُ أكثر من 100 شخص : شابَ هذه الظاهرة العديد من المبالغات والمعلومات غير الدقيقة؛ فالبعض يعتقد أن القمر في اليوم سيظهر بشكل كبير جداً وملفت للنظر؛ إلا أن الحقيقة غير ذلك؛ فغاية ما هنالك أن مدقق النظر للقمر البدر مساء اليوم الاثنين سيلاحظ أنه أكبر بقليل من المعتاد.

وأضاف: اليوم أصبح القمر بدراً في الساعة 01:52 ظهراً بالتوقيت العالمي، ووصل القمر إلى الحضيض (أقرب نقطة من الأرض) في الساعة 11:23 ظهراً بالتوقيت العالمي، وأصبح حينها على مسافة 356 ألف و512 كيلومتراً، وهذه أقرب مسافة بين القمر والأرض منذ 26 يناير 1948، ولن يصل القمر إلى مثل هذه المسافة مرة أخرى إلا يوم 25 نوفمبر 2034.

وأشار إلى سبب هذه الظاهرة، وهو أن مدار القمر حول الأرض ليس دائرياً تماماً؛ بل هو بيضاوي بعض الشيء؛ فأثناء دورانه حول الأرض يتغير بُعده عن الأرض؛ فعندما يكون أقرب ما يمكن إلى الأرض نقول إن القمر في الحضيض، وعندها يكون حجمه الظاهري أكبر من المعدل بقليل، وعندما يكون أبعد ما يمكن عن الأرض نقول إن القمر في الأوج؛ مشيراً إلى أن معدل بُعد القمر عن الأرض 384 ألف كيلومتر؛ علماً بأن أقرب مسافة بين الأرض والقمر تبلغ 356 ألف كيلومتر؛ في حين أن أكبر مسافة بينهما تبلغ 407 آلاف كيلومتر.

وقال: وحيث إن القمر يدور حول الأرض مرة كل شهر؛ فهذا يعني أن القمر يصل إلى الحضيض وإلى الأوج مرة كل شهر؛ إلا أن المسافة بين الأرض والقمر وقت الحضيض تتغير من شهر لآخر، وإذا ما صادف أن كان القمر في أقرب مسافة من الأرض عندما يكون بدراً؛ فعندها يطلق على هذه الظاهرة مصطلح "القمر الفائق"، وهذا المصطلح ليس له أصل فلكي؛ بل هو مصطلح أطلقه المنجمون حديثاً، وأصبح متداولاً بين الناس وبات يستخدمه الفلكيون أيضاً.

 وذكر أن البعض يدّعي أن ظاهرة القمر الفائق تتسبب في بعض الكوارث الطبيعية من زلازل وفياضانات؛ إلا أن هذه العلاقة لم تثبت علمياً.

وزاد: من ناحية أخرى وحيث إن القمر سيكون أقرب إلى الأرض من المعتاد؛ فإن ظاهرتيْ المد والجزر في هذه الفترة تكون أكبر ما يمكن؛ حيث إن القمر هو المسبب الرئيسي للمد والجزر.

وطلَب ممن يرغب في مشاهدة هذا الحدث، النظر نحو جهة الشرق من بعد غروب الشمس؛ فعندها سيلاحظ القمر وهو يشرق، وبتدقيق النظر سيلاحظ الناظر أنه أكبر من المعتاد بقليل؛ فهو أكبر بـ14% من القمر البدر وقت الأوج، وألمع منه بـ30%؛ في حين أنه ألمع بنسبة 16% من معدل لمعان القمر البدر.

يشار إلى أن حجم القمر أو الشمس وقت الشروق والغروب يبدو دائماً أكبر مما هو عليه عندما يقع القمر أو الشمس عالياً في السماء، وهذا الشعور ليس حقيقياً؛ بل هو مجرد خداع نظر؛ فعلى الراصد التنبه لذلك وعدم الخلط بين الظاهرتين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org