مسؤولون وأكاديميون: جائزة "الفوزان" لعمارة المساجد تحفِّز على أن تكون مساجدنا نموذجية

أكدوا: تسلسل مراحل الجائزة لا يخلو من ذكاء يسفر عن انتشار الجائزة وذيوعها عالميًّا
مسؤولون وأكاديميون: جائزة "الفوزان" لعمارة المساجد تحفِّز على أن تكون مساجدنا نموذجية
تم النشر في

أكد عدد من المسؤولين أن جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد في نسختها الثانية، التي رعى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، مساء أمس الأول بجدة حفل تكريم الفائزين بها، بحضور رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، قد حققت أهدافها وتطلعات القائمين عليها، من خلال تعزيز عمارة المساجد، وإيجاد تصاميم نموذجية لها، توفر الراحة النفسية والطمأنينة في نفوس المصلين.. مشيرين إلى أن تسلسل مراحل الجائزة، بتركيزها على مساجد السعودية في نسختها الأولى، ثم مساجد دول الخليج العربية في النسخة الثانية، لا يخلو من ذكاء، يسفر في نهاية الأمر عن انتشار الجائزة وذيوعها في دول العالم، بالتزامن مع النسخة الثالثة ثم الرابعة.
 
 النموذج المشرق لحضارتنا الإسلامية العالمية
 وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام الحرم المكي الشريف، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد هي جائزة متميزة ورائدة؛ إذ تعد ابتكارًا رائعًا، يجب أن يتنافس على مثلها رجال الأعمال، ويتناغموا مع ما تقدمه الدولة في بلاد الحرمين الشريفين، والعناية في بيوت الله. مبينًا أن الجائزة لها أثر كبير وأهداف عظيمة ورسالة سامية، وتقوم على تحفيز الجميع؛ لتكون مساجدنا نموذجية، ليس فقط من الناحية العمرانية ولكن من الناحية الأمنية والحضارية، وأن تكون منطلقًا لرسالة الإسلام في وسطيته واعتداله وسماحته.. وهذا ما يساهم في نشر محاسن الدين، وإبراز الصورة المشرقة لما يجب أن تكون عليه بيوت الله كما هو عليه حال بيت الله الحرام والمسجد النبوي في إبراز النموذج المشرق لحضارتنا الإسلامية العالمية.
 
 وأكد الشيخ "السديس" أن الجائزة هي أنموذج جميل، يوضح الجهد العظيم والإنجازات الكبرى في خدمة بيوت الله؛ فالدولة منذ عهد المؤسس - رحمه الله - وهي تُعنى وتهتم ببيوت الله، وفي مقدمتها الحرمان الشريفان. ويأتي هنا دور الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وأن يواصل رجال الأعمال ابتكار مثل هذه الجوائز المشرفة التي تعكس صورة طيبة لديننا ومجتمعنا ووطنا الغالي.


 دور كبير ومؤثر في إيجاد التصاميم النموذجية
 وبارك الدكتور أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي سابقًا وعضو مجلس أمناء الجائزة، لجميع القائمين على شؤون جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وقال: "الجائزة تواصل تحقيق النجاحات، وتعزز الانتشار المأمول، ويساعدها في ذلك أنها تهتم ببيوت الله، التي لها مكانة خاصة لدى جميع المسلمين في العالم أجمع، ليس من الآن، وإنما منذ بداية انتشار الإسلام". وأضاف "لا شك أن الجهود المبذولة في الجائزة كبيرة وعظيمة.. ومثل هذه الجهود يقدرها الجميع كل التقدير، ليس لسبب سوى أنها تستهدف بيوت الله. ونتطلع - إن شاء الله - إلى المزيد من التقدم والرقي فيما تقدمه الجائزة من خدمات للعالم الإسلامي".
 
 وتابع: كما يعلم الجميع، الجائزة استهدفت في النسخة الأولى مساجد المملكة العربية السعودية، أما في هذه الدورة (الثانية) فقد استهدفت مساجد دول الخليج العربي، وفي الدورة الثالثة سوف تستهدف مساجد العالم الإسلامي، في خطوة تسبق استهداف مساجد العالم أجمع في النسخة الرابعة؛ ولذلك أؤكد أن الجائزة سيكون لها دور كبير ومؤثر في إيجاد تصاميم نموذجية للمساجد؛ حتى تؤدي الغرض منها، وتكون جاذبة للمصلين من الرجال والنساء والشبان والفتيات.. وهذا ما نطمح إليه من خلال هذه الجائزة الراقية.
 
 تعزيز الإسلام
 ومن جانبه، أكد الدكتور صالح لمعي، أستاذ العمارة الإسلامية والترميم في جامعتي الإسكندرية المصرية وبيروت العربية عضو مجلس أمناء الجائزة، أن "الجائزة حققت الكثير من النجاحات والأهداف التي وُضعت في البداية، من خلال نسختها الأولى التي أُقيمت في الدمام، واستُكملت هذه الأهداف من خلال النسخة الحالية (الثانية)".
 
 وأضاف: "تشرفت باختياري في مجلس أمناء الجائزة منذ النسخة الأولى من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس الأمناء. ومن خلال عملي في الجائزة أستطيع تأكيد أنها جائزة نموذجية، تستحق الثناء والتقدير، خاصة بعدما أثبتت نفسها في العالم الإسلامي، وساهمت في إحياء تصاميم المساجد، ونشرها، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، أو الدول الخليجية، وإنما في العالم كله، من خلال لجنة تحكيم دولية، اعتمدت معايير فنية، تساهم في تحقيق التطلعات كافة من تلك الجائزة".
 
 وأشار إلى أن "الجائزة تعزز الإسلام من خلال دور المسجد في ربوع الأرض. وأعتقد أن وجود مثل هذه الجائزة يؤدي إلى نشر مفاهيم العمارة الإسلامية الحديثة، وهي تظهر في الوقت ذاته الإبداع الذي كان عليه المصممون الأوائل، الذين أنتجوا لنا عمارة إسلامية نموذجية في العصور الوسطى".
 
 روح العصر
 وأوضح الدكتور راسم بدران، أحد أعضاء لجنة التحكيم، أن الجائزة تشكّل إضافة جديدة للعمارة الإسلامية، التي تتماشى مع روح العصر وتوجهاته الحديثة، ومتطلباته التي تتغير يومًا بعد آخر.. مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم سعت إلى تقديم ثقافة جديدة من خلال انتقاء تصاميم نموذجية للمساجد، وتقديمها إلى طلاب العلم والمجتمع وراغبي تشييد المساجد.
 
 وتابع: كما نعلم، فإن للمسجد في الإسلام دورًا كبيرًا، يتجاوز كونه مكانًا للعبادة والصلاة، إلى كونه مكانًا يجتمع فيه المسلمون، يتدبرون فيه أمرهم، ويناقشون أحوالهم؛ لذلك أرى أن جائزة عبد اللطيف الفوزان تبحث في الأساس عن البُعد الثقافي والإيماني للمسجد، من خلال التصاميم الهندسية، التي تضفي على بيوت الله روحانيات وإيمانيات، نحتاج إليها جميعًا.. وهذا محور مهم، أُهمل في السنوات الماضية، وجاءت الجائزة لتحييها، وتظهرها إلى السطح.
 
 تنامي حدة المنافسة
 وأكد صالح بن سلميان الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي عضو مجلس الأمناء في الجائزة، أن "جائزة عبد اللطيف الفوزان تسير في مسارها الصحيح". وقال: "الجائزة بدأت تحقق المأمول منها؛ إذ إنها خطت خطوات وثابة، بداية من النسخة الأولى، التي استهدفت مساجد المملكة العربية السعودية، مرورًا بهذه النسخة، التي تستهدف دول الخليج العربي، ثم مساجد العالم الإسلامي، تتبعها مساجد العالم كله".
 
 وأضاف الوهيبي: "أستطيع تأكيد أنني مطمئن تمامًا على مستقبل الجائزة، وما ستحققه للعالم الإسلامي. وما يسعدني حقًّا في الحفل الختامي للنسخة الحالية (الثانية) أن هناك مجموعة كبيرة من المساجد، تتنافس على هذه الجائزة، تفوق العدد الذي تنافس في النسخة الأولى؛ ما يشير إلى تنامي حدة المنافسة، وانتشار الجائزة وذيوعها، ورغبة المساجد حول العالم في الفوز بها".

 فنون العمارة
 وكشف الدكتور خالد عزام، رئيس مركز الأمير تشارلز للفنون التقليدية والعمارة الإسلامية بلندن، عن اهتمام عالمي متزايد بالمجتمع الإسلامي، ولاسيما العمارة والفنون والنقوش الإسلامية، وذلك من خلال عدد الطلاب من دول العالم المختلفة الذين يدرسون الفنون والعمارة الإسلامية في مركز الأمير تشارلز بلندن.
 
 وقال إن مركز الأمير تشارلز للفنون التقليدية والعمارة الإسلامية يدرّس الفن الإسلامي والعمارة الإسلامية للعديد من الجنسيات العالمية الملتحقة بالمركز بلندن من أوروبا وطلاب دول أمريكا الجنوبية والشمالية، وكذلك طلاب شرق وغرب آسيا والطلاب العرب. لافتًا إلى أن مركز الأمير تشارلز دشن فرعًا له في مدينة جدة القديمة لتدريس الفن الإسلامي والعمارة للطلاب المهتمين بها، سواء على مستوى المساجد أو المنازل، وكذلك المكاتب التجارية والقصور الملكية، من خلال الدمج بين العمارة والفنون والتعليم.
 
 وأكد الدكتور عزام أن جائزة الفوزان لعمارة المساجد بوصلة لقياس إعجاب المجتمعات بالعمارة الإسلامية، وإظهار عمارة المساجد، بوصفها أحد وأهم الطرق لإيصال ثقافة الفن والطراز الإسلامي للمجتمعات كافة. مبينًا أن جائزة الفوزان لعمارة المساجد لا تقتصر على إظهار الطراز العمراني والنقوش الإسلامية للمساجد القديمة، بل تتعداه بإظهار الجديد في العمارة الإسلامية للمساجد الحديثة، والطرق المبتكرة الجديدة في نظام الطبيعة.
 
 تحف فنية رائعة معماريًّا
 فيما أشاد رجال الأعمال عماد المهيدب بالقيمة الكبيرة التي حققتها جائزة الفوزان لعمارة المساجد، التي رعاها مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجائزة، ورعى توزيع الجوائز. وقال إن الجائزة منذ إطلاقها ساهمت في تحوُّل الكثير من المساجد إلى تحف فنية رائعة معماريًّا، وأعادت فن العمارة الإسلامية للمساجد بصورة تبعث الطمأنينة والجمال أمام المشاهد لها. مؤكدًا أن هذه البلاد بحكومتها الرشيدة أولت المساجد اهتمامًا وعناية فائقة بناء وتجهيزًا ونظافة وصيانة، وكان ذلك - بعد الله - خير معين لكل مسلم على أرضها ليقيم الصلاة حق القيام.
 
 أول مسجد في اليونان
 فيما أشاد عضو مجلس أمناء الجائزة خالد الفوزان بالدور الذي تقوم به الجائزة في الاهتمام بعمارة بيوت الله بطريقة مناسبة، تجعل عمارتها تستمر لفترات طويلة. مؤكدًا أن مؤسس الجائزة كانت يده سخية في العناية ببيوت الله، سواء بالدعم أو البناء؛ فقد أنشأ أول مسجد في اليونان قبل سنوات عدة، ونتيجة لبنائه المتميز واصل - يحفظه الله - المبادرة بوضع هذه الجائزة التي فاق عدد المشاركين فيها خلال هذه الدورة عدد المشاركين في الدورة الفائتة. مبينًا أن الدورة الثالثة ستكون أكبر بكثير، وستنضم لها مساجد أخرى.
 
 تشجيعًا لإعداد بحوث للدراسات العليا
 فيما أشار معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عضو مجلس أمناء الجائزة، الدكتور خالد السلطان، إلى أن الجائزة أتت في وقتها؛ لأن الاهتمام بالمساجد أمر مهم في العالم، وفي هذه البلد الكريم.. وعلى مدى تراثنا المسجد هو المكان الوحيد تقريبًا الذي نأتي له خمس مرات في اليوم، ونأتي إليه في وقت كبير، ونتعبد الله سبحانه وتعالى فيه، وهو بيت من بيوت الله. ولا شك أن تصميم مساجد بشكل جميل خارجيًّا، وشكل وظيفي داخليًّا، مهم جدًّا؛ لذلك أتت هذه الجائزة لتعرِّف بالمساجد النموذجية على مستوى السعودية والخليج، ومن ثم على مستوى العالم مستقبلاً إن شاء الله. وجاءت أيضًا للتشجيع على إعداد البحوث من أعضاء تدريس إلى طلاب الدراسات العليا، أو حتى طلاب المرحلة الجامعية؛ لإعداد بحوث لتحسين الأداء الوظيفي للمساجد، وأيضًا زيادة ديمومتها.
 
أفضل المقاييس المعمارية والهندسية
 وأشاد معالي مدير جامعة عبدالرحمن الفيصل، الدكتور عبدالله الربيش، بما وصلت له الجائزة من مكانة مرموقة على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي، بعد أن وصلت لمرحلة النضج الذي أهَّلها لتشمل دول الخليج العربي بنسختها الثانية، ومن المتوقع أن تتوسع مستقبلاً لتشمل الدول العربية؛ حتى يصبح لها بُعدٌ شرق أوسطي؛ وهو ما يدل على ثقة المجتمع بهذه الجائزة، وبُعد نظر القائمين عليها. مبينًا أن أهداف الجائزة تتمركز حول إنشاء المساجد والجوامع بأفضل المقاييس المعمارية والهندسية خدمة لبيوت الله، وهي إحدى الوسائل المحفزة للتوجهات الخيرية؛ للوصول للمستوى المتميز بهذا المجال.
 
 سترتقي بالذائقة الهندسية
 وأشار الدكتور عبدالله القاضي إلى أنه من المعروف أن أي هدف من الجائزة ليس مجرد تكريم الناس ومكافأتهم، إنما هي تقود لعمل معين، وتؤكد شيئًا ما، ومنها جائزة عمارة المساجد.. فالهدف في نهاية المطاف وضع معايير، والتأكد من المساجد التي تبنى أنها تتبع معايير وضوابط هندسية، تتعلق بالنِّسَب، أو من ناحية البيئة، أو الناحية الميكانيكية، أو المناخية.. وبالتالي ستجد أن من يحرصون على الحصول على هذه الجائزة سيتبعون هذه المعايير وهذه الضوابط الهندسية.. وبهذا بطريقة غير مباشرة أنت تقود المتخصصين من المهندسين والمعماريين إلى أن يتبعوا الأسس والأساليب التي يتم الاتفاق عليها، المبنية على دراسات وأسس علمية.
 
 وأردف بأنه مما لا شك فيه أن الجائزة سترتقي بالذائقة الهندسية وطلبة الجامعات؛ بأن نجد أن هناك جوائز للطلاب وأبحاثًا مدعومة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا ومسابقات.. فكل هذه الأمور ستعمل حراكًا في المستوى، وفي الغالب الناس تحاكي ما هو موجود، وتطوِّر عليه؛ وبالتالي أنت توجِّه هذا للنشء بجميع أطيافه من مهندسين، والمجتمع كله. 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org