أعلنت الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية، مُمثلةً في نادي دبي للصحافة، إدخال عدد من التعديلات الجوهرية على النظام العام للجائزة، بما في ذلك اعتماد مجموعة من المعايير الجديدة للتحكيم، ومراجعة الشروط الخاصة بالترشّح للتنافس ضمن مختلف فئاتها.
وتهدف هذه التعديلات إلى رفع مستوى المنافسة مواكبةً لمتغيرات المشهد الصحافي العربي، بما في ذلك مستجدات صناعة المحتوى والنشر والتوزيع، وتأتي تماشياً مع النمو المطرد في أعداد المشاركات من مختلف أنحاء العالم العربي وخارجه، والتي سجلت العام الماضي أعلى المستويات منذ انطلاقها بإجمالي فاق 5500 مشاركة من 32 دولة.
وتتزامن التعديلات على جائزة الصحافة العربية مع الاستعدادات لانطلاق دورتها "17"؛ وذلك بهدف إحداث نقلة نوعية في مسيرة الجائزة بما تمثله من قيمة كأهم محفل عربي للاحتفاء بالتميز في عالم الصحافة بكل أشكالها، وذلك تتويجاً لمسيرة حافلة كرمت خلالها الجائزة مجموعة كبيرة من نخبة المفكرين والكُتّاب في عالمنا العربي، لتكون بذلك المنصة الأبرز على مستوى المنطقة في هذا المجال، وواحدة من أهم الجوائز الإعلامية المتخصصة في عالم الصحافة على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، قالت منى غانم المرّي، الأمين العام لجائزة الصحافة العربية رئيسة نادي دبي للصحافة: عملية تطوير الجائزة مستمرة خلال المرحلة المقبلة امتداداً لمسيرة طويلة من العمل شهدت فيها الجائزة العديد من أوجه التحديث على مدار سنوات عمرها التي تزيد على 15 عاماً، وذلك في ضوء المسؤولية الكبيرة المصاحبة للمكانة المتميزة التي وصلت إليها بمداد من ثقة وتقدير المجتمع الصحافي العربي، مع حرص الأمانة العامة على أن تكون الجائزة دائماً في مقدمة مُحفزات الإبداع والإجادة في أروقة الصحافة العربية، وأن تكون مواكبة لكل المتغيرات المحيطة في منطقتنا والعالم.
وأشادت بجهود مجلس إدارة الجائزة الذي كان حاضراً بقوة في كل مراحل التطوير وكل محطات النجاح التي مرت بها الجائزة، وأثنت على دور لجان الفرز والتحكيم التي حملت مسؤولية الاختيار في ضوء معايير واضحة مثلت إطاراً مهنياً متكاملاً للمفاضلة بين المتنافسين بكل النزاهة والحيادية والشفافية.
وأضافت: الهدف من وراء التعديلات على الجائزة هو رصد أفضل الطاقات الصحافية العربية المبدعة لمنحها الحفاوة التي تليق بأفكارهم وإسهاماتهم في إثراء الإنتاج الصحافي العربي.
وأردفت: يظل التطوير أحد المتطلبات الأساسية التي يمليها النمو المطرد للجائزة والزيادة المستمرة في أعداد المتنافسين من مختلف الأقطار العربية والطامحين للفوز بجوائز فئاتها التي تغطي مختلف أشكال الإنتاج الصحافي، بما تمثله الجائزة من قيمة مهنية وأدبية كبيرة.
وتابعت: كان سعينا دائماً مُنصَباً على اكتشاف آفاق جديدة يمكننا من خلالها رفع سقف الإبداع بإذكاء روح التنافس الشريف بين أهل المهنة وفتح المجال أمام المبدعين والمتميزين لتقديم أفضل ما لديهم من أفكار وأساليب طرح وتناول، وهو ما لمسناه في رقي نوعية المشاركات عبر الدورات المتعاقبة.
وأشارت "المرّي" إلى أن التطوير الذي تم إدخاله على الجائزة هذا العام تم التوصل إليه عبر سلسلة من الاجتماعات التي ناقشت من خلالها الأمانة العامة على مدار أشهر مستجدات العمل الصحافي على مستوى المنطقة والعالم، وبحثت كيفية مواكبة تلك المستجدات بأسلوب احترافي يسهم بإيجابية في النهوض بالصحافة العربية، آخذة بعين الاعتبار كل الأفكار والمقترحات المُقدَّمة من أعضاء مجلس إدارة الجائزة ورؤساء لجان لنقل الجائزة لمستوى آخر من التميز.
وقالت: السنوات المقبلة ستشهد إدخال مزيد من أشكال التطوير على الجائزة بما يحفظ عليها ريادتها كأهم محفل عربي معنيّ بالاحتفاء بالتميز في مجال الصحافة، وتأكيداً على قيمة الجائزة وأثرها في تحفيز مستويات أعلى من الإبداع بين أصحاب المهنة بما لذلك من انعكاس مباشر على الارتقاء بالعمل الإعلامي العربي بصورة عامة.
وأضافت: المكانة المتقدمة التي بلغتها جائزة الصحافة العربية لم تكن لتتحقق لولا الجهود الكبيرة لمجلس إدارتها بما يضم من قامات صحافية مرموقة، وكذلك إسهامات لجانها المختلفة التي تواصل عملها على مدار العام.
مزيد من التميز
وتتمثل أبرز أوجه التطوير التي أُدخلت على فئات جائزة الصحافة العربية مع دورتها الحالية في إلغاء فئة "الصحافة التخصصية" كفئة مستقلة ودمجها في فئة "الصحافة الاستقصائية"، بالإضافة إلى إلغاء معيار "سلامة اللغة" من معايير تحكيم كل الفئات بما فيها فئة الصحافة الثقافية؛ لكون سلامة اللغة من الاشتراطات الأصيلة والأساسية للمشاركة.
وسيتم استبعاد أي أعمال لا تلتزم بهذا الشرط، على أن يتم توزيع الدرجة الخاصة بهذا المعيار على معايير أخرى، في حين سيتم استحداث معايير وشروط جديدة للفئات الثلاثة عشرة لمزيد من الدقة في عملية الفرز والتحكيم، مع الحفاظ على الأسس الرئيسة للجائزة والمتمثلة في تطبيق القواعد المهنية بما في ذلك حقوق الملكية الفكرية، علاوة على الأسس الرئيسة لعملية التحكيم وفي مقدمتها النزاهة والحيادية والشفافية ضمن مختلف مراحل الفرز والتقييم.
وبحسب التعديل الجديد، فقدر تقرر اختصار عدد فئات الجائزة إلى 13 فئة من 14 فئة بعد إلغاء فئة "الصحافة التخصصية" وضمها إلى فئة "الصحافة الاستقصائية"، وتغيير تعريف فئة "العمود الصحافي" ليصبح شاملاً بضم كتاب المقال، وأيضاً أكثر دقة من حيث الانتظام في النشر، والحصول على التكريم على مجمل أعمال الكاتب وسنواته في العمل الصحافي، مع عدم استبعاد كتاب المقال الذين تحولوا في السنوات الأخيرة لكتابة العمود الصحافي، كما كان معمولاً به في السابق.
"الصحافة الذكية"
تقرر أن تُمنح هذه الجائزة لأفضل مؤسسة صحافية عربية في مجال تطويع التكنولوجيا الرقمية لخدمة المحتوى من حيث قدرتها على الاستخدام الأمثل للآليات الذكية الجديدة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية، وتشترط على المؤسسات المتقدمة لهذه الفئة، مراعاة المهنية والشمولية والمصداقية في المحتوى وأيضاً جاذبيتها، ومدى الاعتماد على الأدوات الرقمية "الوسائط المتعددة والمواقع الإلكترونية" من حيث الجودة والابتكار، وسهولة الاستخدام وجاذبية الشكل، وكفاءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات.
"الصحافة السياسية"
تقرر تعديل فئة الصحافة السياسية بإضافة المقال الصحافي إلى الفنون الصحافية التي يحق لها الترشح ضمن هذا لفئة، لتُمنح الجائزة لأفضل تحليل أو مقال أو تحقيق أو ملف سياسي، على أن يشمل عمق المعرفة والقدرة على تقصي الموضوعات والحقائق والقضايا السياسية بشكل شامل ومتماسك، مع القدرة على الصياغة بأسلوب يتسم بوضوح الأفكار وسلامة الطرح وقوة المرجعية التاريخية المتعلقة بالموضوع.
ويجب أن يتناول العمل المقدم قضية راهنة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع السائدة، بما يقدم رؤية واضحة تجاه تلك القضية. ويتم التقييم بناء على معايير "أهمية الموضوع، وأسلوب التناول، والجهد التحليلي والتوثيقي، ومنح معيار الوضوح في وجهة النظر والقدرة على الإقناع".
"الصحافة الاقتصادية"
وفيما يتعلق بفئة الصحافة الاقتصادية تقرر إعادة تعريف الفئة لتكون أكثر شمولية ووضوحاً، لتمنح لأفضل تحليل أو مقال أو تحقيق أو ملف متصل بالشؤون الاقتصادية، على أن تتوافر في الأعمال المعرفة الاقتصادية المتخصصة والمعتمدة على قوة التحليل ووضوح الفكرة، بحيث يستوعبها غير المتخصصين في المجال الاقتصادي، ويتم التقييم بناء على معايير من أبرزها "أهمية الموضوع المقدم للجائزة، والجهد البحثي في الموضوع، ودقة البيانات، وأسلوب التناول، والإحاطة بكافة جوانب الموضوع".
"الصحافة الاستقصائية"
وتقرر تعديل فئة الصحافة الاستقصائية بإضافة المقال الصحافي إلى الفنون الصحافية التي يحق لها الترشح ضمن هذا لفئة، على ان تمنح الجائزة للتحقيقات أو التقارير أو المقالات التي تتناول موضوعات أو ظواهر جديدة في قضايا تهم الرأي العام في المجالات كافة، شريطة أن تعتمد الأعمال المقدمة على البحث الميداني والمقابلات والبيانات المدعمة بالموضوعية والتجرد.
وسيتم التقييم بناءً على معايير من أهمها: الجهد الميداني والبحثي، وأسلوب التناول، وشمولية الموضوع، واستخدام البيانات أو الرسومات.
"الصحافة الثقافية"
وفيما يتعلق بفئة الصحافة الثقافية فقد أُعيد تعريفها بحيث تشمل المقال والنقد الثقافي، لتُمنح الجائزة لأفضل مقال أو تحليل أو تحقيق أو ملف أو نقد يتناول قضية متعلقة بالآداب والفنون بأشكالها كافة، على أن تكون الأعمال المقدمة تحليلية أو نقدية أو رؤيويه في مجالات الثقافة المختلفة "قصة، رواية، نقد، شعر، سينما، مسرح، موسيقا، فنون تشكيلية"، وغيرها من الفنون والآداب، ويتم التقييم بناء على معايير من أهمها "أهمية الموضوع المتناول، وعمق التحليل، وجمال الأسلوب، ووضوح الفكرة".
"الصحافة العربية للشباب"
وتهدف هذه الجائزة إلى تحفيز الطاقات الصحافية الشابة على الإبداع من خلال التقدم بأعمال مبتكرة وغير تقليدية في شتى المجالات، على أن يقدم البحث أو المقال رؤى جديدة ويطرح حلولاً للظاهرة أو الموضوع.
ويشترط أن يكون المتقدم متفرغاً للعمل في صحيفة أو مجلة مطبوعة أو إلكترونية، وألا يزيد عمره على 30 عاماً عند التقدم للجائزة.
ومن أهم معايير هذه الفئة "التجديد والابتكار، والجهد المهني المبذول في الموضوع، وأسلوب التناول، وأهمية الموضوعات المقدمة".
"الحوار الصحافي"
وتمنح لأفضل حوار صحافي، على أن يكون العمل الحواري متقن الإعداد عميق البحث، مع قدرة الصحافي على استخلاص معلومات جديدة، وكشف الموضوع من جوانبه كافة.
وتأخذ هذه الفئة ثقلها من شخصية الحوار، وتهتم بمعايير أهمها: قيمة موضوع الحوار، والجهد البحثي، وأسلوب التناول، والقدرة على استخلاص المعلومات.
"الصحافة الرياضية"
وتمنح لأفضل تقرير أو تحقيق أو مقال أو ملف يعالج شؤون الرياضة في أحد الأقطار العربية، على أن يكون من الأعمال المتميزة في إطار تغطيات خبرية أو ملفات أو تحقيقات أو مقالات تتسم بالعمق والابتكار والتماسك وجمال الأسلوب، وأن يثري الموضوع الحركة الرياضية في الوطن العربي، وينمي الروح الرياضية والتنافس الشريف.
ويتم التقييم بناء على معايير "أهمية الموضوع، وأسلوب التناول واللغة الرياضية المستخدمة، والموضوعية في الطرح، ومقدار دعم الموضوع بالبيانات والإحصائيات والصور".
"الصحافة الإنسانية"
وتُمنح هذه الجائزة للتحقيقات أو التقارير أو الملفات التي تتناول قضايا أو أزمات إنسانية طارئة وملحة، وما ينتج من تداعيات الكوارث الطبيعية والحروب والأوبئة والآفات وانتهاكات حقوق الإنسان، ويشترط في المتقدم لهذه الفئة أن يكون قد عايش أو رافق ميدانياً هذه الأحداث، وتفاعل معها ونقلها بأمانة للرأي العام.
وتشترط على المترشح للفوز، الحضور الميداني والمعايشة الشخصية للموضوع المطروح، والتميز في نقل المشهد العام وتفاصيل الحدث، وأسلوب التناول، والبيانات والإحصائيات والصور.
"الصورة الصحافية"
وتُمنح لأفضل صورة صحافية نشرت في إحدى الصحف أو المجلات العربية أو المواقع الإلكترونية، على أن تكون الصور معبرة عن الإحساس العام بالموضوع وتتمتع بقيمة فنية وتعبيرية. وينبغي أن يكون مضمون الصورة واضح الدلالة ناطقاً بذاته.
وتقيم الصورة الفائزة وفق معايير: القيمة الخبرية العالية للصورة، وعمق ووضوح الفكرة، وقوة التأثير، والتميز التقني، وأيضاً الجهد المبذول في التقاط الصورة.
"رسم الكاريكاتير"
وتُمنح الجائزة لأفضل رسم كاريكاتيري نشر في إحدى الصحف أو المجلات العربية أو المواقع الإلكترونية، على أن تتميّز الرسوم الكاريكاتيرية بأصالتها وقدرتها على التأثير وإيصال الفكرة مع جودة الرسم ووضوح الطرح.
وتشترط على المترشح الأخذ بعين الاعتبار حداثة الفكرة، والتكوين الفني للرسم، ومستوى الدلالة، والإبهار، وقلة استخدام الكلمات.
"العمود الصحافي"
وتُمنح هذه الجائزة بقرار من مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية لكاتب عمود ينشر في إحدى الصحف المطبوعة أو الإلكترونية العربية "اليومية أو الأسبوعية"؛ تكريماً لعطائه الصحافي.
ويشترط في الكاتب أن يكون صحافياً عاملاً، أن ينشر بشكل دوري وثابت، على أن يكون العمود الصحافي أو المقال باسم الكاتب وليس باسم مستعار أو باسم مؤسسة إعلامية، وأن يساهم في التنمية والتطوير بلغة صحافية سليمة، وتشترط سنوات الخبرة في الكتابة المستمرة، وقدرته على الإتيان بأفكار متنوعة مع إحاطته بالمرجعيات والشواهد والذكريات، إضافة إلى قوة المقال على التأثير.
"شخصية العام الإعلامية"
وتُمنح هذه الجائزة بقرار من مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، لإعلامي عربي ساهم مساهمة فعالة في نهضة الإعلام العربي عموماً، أو في أي بلد عربي، أو في أية وسيلة إعلامية، أو أدخل تطويراً ملموساً في عمله، أو قدم عملاً ريادياً في مجال المهنة.
"آلية التحكيم"
وفيما يتعلق بالية تحكيم الأعمال، وضعت الأمانة العامة للجائزة مجموعة من الاشتراطات الجديدة لتقييم وتحكيم بعض فئات الجائزة؛ بهدف رفع مستوى المنافسة عليها، ومنها ما يتعلق بفئة "الحوار الصحافي" لأهميتها، ووضع آلية جديدة لتشجيع الكتاب والصحافيين للتقدم لجائزة من خلال رفع مستوى التنسيق مع النقابات الصحافية في الدول العربية.
كما تم وضع آلية جديدة تسمح لأعضاء مجلس الإدارة اختيار الفائز في "فئة شخصية العام الإعلامية" و"فئة العمود الصحافي"، بحيث يعطى وقت أكثر للاختيار والتصويت على المرشح الأفضل، كما شملت التغيرات أيضاً وضع آلية جديدة لاختيار لجان التحكيم، وعملها، وتفعيل آلية "حجب الأعمال"؛ للحفاظ على مكانة الجائزة، ورفع مستوى التنافس عليها.