كشف تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن إيران تستغل الحج لتحقيق مصالح أيديولوجية.
وأشار التقرير إلى أن الجهاز الذي أنشأه المرشد الإيراني للإشراف على الأنشطة الشيعية خلال موسم الحج يعد أداة أساسية في جهود طهران لتصدير الثورة الإسلامية وتعزيز المشاعر المعادية للغرب.
وتحدث تقرير المركز الأمريكي عن عدم ذهاب الإيرانيين للحج هذا العام، وذلك للمرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وأشار معهد واشنطن إلى أن قرار عدم الذهاب إلى الحج ليس هينا على النظام الإيراني، فإيران هي الدولة الوحيدة التي تستخدم صراحة الحج كأداة سياسية لنشر عقيدتها الثورية في الخارج.
ولفت أن القادة الدينيين في إيران يعتقدون أنه يجب اعتبار الحج فرصة للتعبير عن الكراهية والبراءة من الكفار والمشركين، ويطالبون جميع المسلمين بفعل الأمر نفسه.
ونوه بأن إيران تستخدم الشبكات الدينية الشيعية المرتبطة بالحج لتعزيز أجندتها السياسية، فبعثات الحج العديدة التي تعمل في إيران ومكة والمدينة تقدم وسيلة فعالة للترويج لرؤية إيران الإسلامية وتعزيز مكانتها المالية والاجتماعية في العالم الإسلامي.
وأكد التقرير أن شئون الحج في إيران أصبحت بعد الثورة الإسلامية تحت سيطرة السلطات الدينية مع تراجع الإشراف الحكومي، وتم تأسيس منظمة الحج والأوقاف والعمل الخيري، ورغم أنها كانت جزءا رسميا من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، لكن أغلب أنشطتها كانت تحت الإشراف المباشر لآية الله روح الله الخومينى وتم تحصينها ضد التدخل الرئاسي أو التشريعي، وكانت تلك المنظمة تريد إرسال حوالي 150 ألف حاج كل عام إلى السعودية.
وتابع: وعلى الرغم من أن العديد من المكاتب الدينية الشيعية التي تعمل في السعودية خلال الحج هي كيانات مستقلة رسميا، إلا أنها خاضعة لسيطرة النظام الديني في إيران من الناحية العملية، وتؤثر أنشطتها بشكل خطير على العلاقات السعودية الإيرانية والعلاقات بين السنة والشيعة.
وختم بأنه فضلا عن ذلك، فإن ملايين من الدولارات النقدية تدور عبر هذه المكاتب إلى جماعات وشخصيات مسلمة ويتم توزيعها بشكل غير شفاف عبر شبكات وبآليات غامضة، وهو ما يمنح إيران فرصة ليس فقط لتسهيل اتصالاتها بالجماعات الأجنبية ولكن أيضا منحهم مساعدات مالية دون المرور عبر الأنظمة المصرفية الدولية أو لفت انتباه الحكومات الأجنبية.