كشفت مناهج اللغة الإنجليزية عن تباين كبير في تعامل موظفي وزارة التعليم مع الطلاب وأولياء الأمور في الموضوعات التعليمية المختلفة؛ ما يشير إلى موسم دراسي غير واضح المعالم، على الرغم من مرور أسبوعه الثاني.
ونفى المتحدث الرسمي للوزارة مبارك العصيمي ما تم تداوله في بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عن أن 80 في المائة من مناهج اللغة الإنجليزية لم تصل للمدارس في مناطق السعودية كافة حتى الوقت الحالي، مؤكدًا أن 71 في المائة من تلك المناهج رُحّلت إلى المدارس، وأن النسبة المذكورة غير دقيقة.
وعلى الجانب الآخر، أقر وكيل الوزارة للمناهج والبرامج التربوية، الدكتور محمد الحارثي، بتأخُّر الكتب، كاشفًا عن أنه أخبر معلم لغة إنجليزية من الطائف، كان يشكو من تأخُّر وصول المنهج، بأن الكتب في الطريق إليهم، مشيرًا إلى أن الطائف من المحافظات التي تأخرت عليها كتب اللغة الإنجليزية.
وبين محاولة المتحدث العصيمي إبعاد تهمة التقصير عن الوزارة من جهة، وإقرار وكيل الوزارة الحارثي بالتهمة وتأكيدها من جهة أخرى، يرفض الطلاب وأولياء أمورهم أية محاولات لتجميل صورة الوزارة على حساب المصلحة العامة للعملية التعليمية، مشددين على أهمية اتباع أقصى الشفافية في المرحلة المقبلة؛ حتى يكون الجميع على بيّنة من أمرهم.
وأشار أولياء أمور في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن "مناهج اللغة الإنجليزية تأخرت بالفعل لدى جزء كبير من المدارس في مناطق السعودية، وقد يكون لهذا التأخير أسبابه الوجيهة والمنطقية لدى الطلاب وأولياء أمورهم، ولا مانع من ذكر هذه الأسباب بصراحة وشفافية كاملة، مع تحديد موعد لتسليم الطلاب المناهج؛ الأمر الذي يجعل الجميع يتفهم هذه الأسباب، ويقدرونها، ويتجاوبون معها". وأضافوا "أما أن يأتي مسؤول ما وينفي وجود المشكلة من أساسها أمام وسائل الإعلام، مع أنها واقع يعلمه أكثر الطلاب، ويعانونه، فهذا غير منطقي، وغير مقبول، وغير مقنع للجميع".
ويقول عبدالرحمن اليوسف، ولي أمر طالب في المرحلة المتوسطة: "في عصر مواقع التواصل الاجتماعي كل الأخبار والمعلومات متوافرة للجميع، ومن السهل الحصول عليها في أي منطقة من مناطق السعودية، وبخاصة في القطاع التعليمي؛ إذ يشترك الكثير من الطلاب وأولياء الأمور في منتديات ومحادثات الواتساب، بحسب المناطق وبحسب المرحلة التعليمية والمدرسة، والجميع يتبادلون المعلومات، وعندما يسأل طالب أو ولي أمر عن شيء ما تأتيه الإجابات بكثرة من بقية المشتركين، كل بحسب وجهة نظره؛ الأمر الذي يؤكد أنه لا توجد معلومة غائبة".
وتابع: "عندما يحاول مسؤول في وزارة التعليم أن يجمِّل صورة وزارته أمام الرأي العام، ويخفي معلومة تأخُّر وصول منهج اللغة الإنجليزية، وهي معلومة معروفة لدى الجميع، فهذا عبث غير لائق، وغير مقنع للجميع، وكان من الأولى أن يتبع مبدأ الشفافية والصدق والصراحة؛ فهذا أقصر الطرق لإيصال الحقيقة بدون جدال أو انتقاد".
ويرى الطالب حسام عبدالله (في المرحلة الثانوية) أن "المتحدث الرسمي للوزارة العصيمي أخطأ عندما نفى حدوث المشكلة". وقال: "عصر إخفاء المعلومة انتهى إلى الأبد مع انتشار عصر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الدردشة والتواصل، مثل الواتساب؛ فأي مشكلة أو موقف أو حادثة تنتشر انتشار النار في الهشيم، ومن الخطأ إنكارها من أي جهة؛ إذ الأفضل الاعتراف بها، ومحاولة علاجها بأي شكل كان".