تشهد الجمهورية التونسية الملتقى الثالث لرؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، بالتزامن مع انعقاد المؤتمر السادس عشر لرؤساء الدفاع المدني بالعالم العربي الذي تستضيفه العاصمة التونسية في الفترة من 10-12 أكتوبر الجاري، بمشاركة مختلف الدول العربية وعددٍ من المنظمات العربية والدولية.
ويشكل هذا الملتقى خطوة مهمة في سبيل تفعيل آليات العمل التنسيقية وتقديم المساعدات والقيام بأعمال الإغاثة والإنقاذ أثناء وقوع الأزمات، وتكامل التعاون مع أجهزة الحماية الوطنية والجمعيات الوطنية والعمل على تعزيز ودعم مساهمة هذه الأجهزة والجمعيات في تطوير الأنظمة القانونية والتشريعية الوطنية وسياسات الاستجابة وإدارتها والحد من أخطارها .
ويؤكد هذا الملتقى حرص الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث وجّه الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان دعوته للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وجمعياتها العربية سعيًا لتعزيز التعاون والتنسيق بين أجهزة الدفاع المدني والجمعيات الوطنية بهدف توحيد جهودها في العمل الإغاثي والإنساني للأشقاء من اللاجئين أو حال وقوع الكوارث لا قدر الله .
ويتضمن جدول أعمال الملتقى نتائج تطبيق توصيات الملتقى الثاني لرؤساء أجهزة الحماية المدنية ورؤساء الجمعيات، واستعراض تجارب الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث والحوادث الكبرى، وكذلك عرض تجارب جمعت الدفاع المدني والجمعيات الوطنية، والتطورات المستجدة في أنشطة ومهام جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية، وأخيرًا إدارة وتسيير مخيمات اللاجئين في العالم العربي.
ويعد هذا الملتقى مطلبًا مهمًا بالنظر إلى ما تعانيه الدول الأشقاء بسبب أزمات اللجوء والكوارث ما يؤكد أهمية تضمين عمليات الحد من أخطار الكوارث في خطط التنمية الوطنية ، من خلال إجراء تقييم الأخطار المحتملة وتحديد السبل الكفيلة بمواجهتها ، حيث تتطلع الأوساط المهتمة بالعمل الإنساني والإغاثي إلى الخروج بقاعدة بيانات وتشكيل لجان مشتركة تعمل على نشر التوعية ومبادئ الثقافة الوقائية من الكوارث ، ومواجهة الأزمات لدى عموم المواطنين ، وتطوير تلك التوعية من حيث البيانات العلمية والتقنية الحديثة بما فيها الحمض النووي للتعامل مع الكارثة .
كما يأمل الشباب العربي أن يكون هذا الملتقى بداية طريق لإيجاد نظام تطوعي عربي لمواجهة الكوارث والأزمات ويسمح للشباب العربي بممارسة التطوع العربي الذي يمكنه من حفظ حقوقه وأداء واجباته وابتعاده عن الأخطاء، ووضع آلية مشتركة لتحفيز روح التطوع وإعداد وتدريب المتطوعين في الدول العربية من خلال توحيد مناهج تدريب أفراد هذه الأجهزة وكذلك متطوعي تلك الجمعيات وتوعيتهم في مجالات الكوارث والطوارئ. بالإضافة إلى إعداد فرق متخصصة ومدربة ومزودة بأحدث التقنيات والمعدات اللازمة بحيث يمكن مشاركتها عند الكوارث .