عبدالله النحيط - سبق – الرياض: رحلة السلام كانت الهدف، رغم أنَّه كثيرًا ما سافر الرحالة الأسباني المسلم إسحاق إلى العديد من الدول، مسجلاً فيها ذكرياته وتجاربه السياحية التي تملأها لحظات السعادة والمرح، ولم يخطر في باله أن يحقق رقمًا قياسيًا يعتبر الأصعب في عصرنا الحديث.
لم يسبق لإسحاق المسلم أن يزور بيت الله الحرام في عمره، ولم يفضل أن تكون زيارته لأعظم بقعه على الأرض زيارة عادية، بل أراد أن يُخلدها التاريخ، وتكون رسالة للعالم أجمع بأنَّ الإسلام دين السلام، فقرر المشي من باريس إلى مكة مترجلاً، تاركًا خلفه الدنيا ومقبلاً على الله، طالبًا منه المغفرة والرحمة.
بدأ إسحاق المشي منذ ستة أشهر، قاطعًا مجموعة من الدول الأوروبية كألمانيا والنمسا والبوسنة ومقدونيا وغيرها، ثم دخل إلى تركيا ثم إيران ثم العراق التي تُعتبر الأخطر بين مسيرته ثم الكويت فالسعودية، وهو الآن تحديدًا في الرياض كمحطة من أهم المحطات التي مر عليها إسحاق على حد قوله من حيث كرم أهلها وسماحة ساكنيها.
لم يتمالك إسحاق نفسه حينما تذكر مجموعة من المصاعب التي مرت عليه في رحلته، وأنَّ كل هذه المصاعب ستزول عندما يدخل الحرم ملبيًا للعمرة، كما تقدَّم الرحالة إسحاق بالشكر الجزيل لمجموعة من الشباب السعوديين الذين ساهموا في إنجاح رحلة إسحاق ومنهم الرحالة سعود العيدي والرحالة
سعود العريفي، وأشاد بدور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلةً برئيسها الأمير سلطان بن سلمان، وأشاد بدور قطاع الأمن العام في المملكة ممثلاً بالفريق عثمان بن ناصر المحرج.
كما كان الرحالة إسحاق في ضيافة مجموعة "الرحالة العرب" التي تعتبر من أهم المجموعات السياحية، حيث أقامت المجموعة حفل استقبال للرحالة الأسباني المسلم إسحاق منّور، الذي بدأ رحلته قادمًا من مدينة باريس متجهًا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة سيرًا على الأقدام وصاحب اللقاء مؤتمر صحفي استعرض فيه أحداث مغامرته الصعبة وما صاحبها من مواقف عصيبة تعرض لها من خلال مروره على ست عشرة دولة بمختلف
أجوائها وتضاريسها.
وفي نهاية المؤتمر تم تكريم الرحالة الأسباني من قبل إخوانه في مجموعة الرحالة العرب ليعلن انضمامه رسميًا لهذه المجموعة المتميزة، كونه أحد الرحالة من أصول عربية.
ويرأس المجموعة صالح الهدلق، وتضم المجموعة نخبة من الرحالة العرب الذين يجمعهم حب السفر والترحال واكتشاف الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها، فرحالة المجموعة عددهم تجاوز الـ165 رحالاً عربيًا من شتى الدول قد زار بعضهم أكثر من 113 دولة وحرصوا على نشر ثقافة السفر وتذليل الصعاب التي تواجه المسافرين بنشر المعلومات عن البلدان والوجهات السياحية وتوجيه النصائح العامة والخاصة وكل معلومة يستفيد منها المسافر العربي هي بالنسبة لهم أولوية.