مَنْ هدم بناء المدرسة؟!

مَنْ هدم بناء المدرسة؟!

حال المعلمـ/ ـة والمدرسة اليوم كحال بشار بن برد في قوله:


متى يبلغ البنيان تمامه
إذا كنت تبني وغيرك يهدم

جهود لا يمكن توصيفها بمهام، أو بإجراءات عمل، ليس تقليلاً وتقزيمًا، إنما ضخامة وتعددًا وتشعبًا.

تلك حال المعلمـ/ ـة حين يعطي بلا حدود، ويبذل بلا مقابل، ويمنح من صحته وجهده الكثير.

اليوم أضحت المدرسة في ذوبان المهمة مع مصادر المعرفة الأخرى، وليست محضن التربية فقط.. نافسها وسائل كثيرة، وزاحمتها تقنيات متنوعة؛ فلا تثريب عليها إن لم تلحق بصناعة الجيل، حين تكون وحدها مقابل خمول وكسل وكمون الأب والأم، والمجتمع، والإعلام، والأصدقاء، وغيرهم.. بعد أن تراجعوا عن دورهم الأساس في التربية والتعليم!!

ومع أن التعليم لم يُرضِ طموح كثيرين إلا أن المدرسة بأركانها راسخة في الإشراف على تعلُّم الطالب، وتصحيح المعلومات المشوهة والمغلوطة التي تصله، وتعمل على توجيه التقنية المناسبة له، وتربيته تربية وقائية لما سيواجه من التحديات، الفكرية والعقدية والعرفية.

كما يعمل المعلمـ/ ـة بترقيع وتصحيح ما يتلقفه الطالب خارج مدرسته، سواء في بيته، أو مجتمعه، وما يتلقاه من الإعلام من معلومات ممنهجة تصنعه لأهداف لا ترتقي لأهداف مناهجنا وسياسة التعليم في بلادنا.

ومن أراد أن يشاهد عمل المعلمـ/ ـة فليذهب الأب إلى مدرسة ابنه والأم إلى مدرسة ابنتها يومًا واحدًا فقط؛ ليعلما كيف يقضي المعلمون والمعلمات ساعات بل دقائق العمل داخل المدرسة.

قل لي بربك من الذي ينتقد المعلمـ/ ـة؟ الكاتب؟ أم الموظف؟ أم التاجر؟ أم الشاعر؟!!

رويدًا رويدًا، إن المعلم والمعلمة علَّما كل هؤلاء.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org