من يوميات الإندونيسيين.. دراجات نارية وخدمات للمحجبات وتطبيقات لكل شيء

"سبق" في تقريرها الأخير من إندونيسيا تتنقل بكم بين محطات عدة
من يوميات الإندونيسيين.. دراجات نارية وخدمات للمحجبات وتطبيقات لكل شيء

تصوير: عبدالملك سرور

في يوميات الإندونيسيين الكثير من الجوانب الجديرة بالتأمل وبعضها هي عادية ولكنها قد تبدو أيضًا لافتة، وفي كل الأحوال هي للسياح من خارج البلد تستحق التوقف وربما السؤال.

الدراجة النارية على سبيل المثال هي واحدة من أهم وسائل التنقل في العديد من دول العالم وإندونيسيا منها. تلك الدول التي تتسم بكثرة السكان وازدحام الطرق وكونها وجهات سياحية طوال العام.

في إندونيسيا تقود السيدات الدراجات النارية وهي من الوسائل المفضلة لهن وللجميع فهي فعالة في الزحام واختصار الطرق. ويقمن السيدات بأعمال كثيرة بوساطتها ومن ذلك إيصال أطفالهن إلى المدارس وإعادتهن وكذلك الذهاب للعمل وقضاء مختلف أعمال الأسرة.

الدراجات في إندونيسيا أيضًا منتشرة على شكل خدمة التاكسي وتطورت بكثير إلى خدمة التاكسي الهاتفي أو عبر التطبيق وتسمى (“أوجك(” Ojek كما تطور الوضع أكثر إلى تطبيق للكثير من الشركات التي دخلت المجال على غرار طريقة (أوبر) ونحوها، بل إن بعض التطبيقات تتيح لك طلب خدمات قد لا تخطر ببالك ومنها غسيل الملابس والسيارات وإحضار الطعام.

من أحدث الخدمات المقدمة عبر الدراجات خدمة مخصصة لنقل السيدات والأطفال فقط من خلال دراجات نارية تقودها نساء فقط. وقد نالت شهرة وإقبالاً كبيرين ودخلت فيها شركات عديدة، وفي جاكرتا فقط التي قد يتجاوز عدد سكانها 13 مليونًا فيها أكثر من خمسة ملايين دراجة نارية ونصف ذلك من السيارات.

ويمكنك في أي وقتٍ استخدام التطبيقات المتعددة لأي شركة تفضلها وسيصلك سائق الدراجة النارية في وقت أسرع بكثير فالشركات تتيح لكل سائق دراجة التسجيل في الخدمة مقابل تسعيرة متفق عليها. فيما تستقطع شركة التطبيق 20 % لها مقابل كل طلب.

أما السيدات المحجبات فلهن خدمات مخصصة من أشهرها (ليدي-جيك) و(سيستر-اوجيك) عبر تطبيق عددٍ من الشركات التي تقدم خدمات التوصيل عبر دراجات نارية تقودها سائقات فقط ومحجبات. وبعض الشركات لديها أكثر من 250 سائقة يعملن فعليًا في الشوارع لتقديم الخدمات للسيدات المحجبات. والسعر يبقى في حدود المعقول ولكنه يزيد على الخدمة المفتوحة ولكنه غالبًا لا يتجاوز 30 ألف روبية إندونيسية (قرابة 9 ريالات سعودية) لكل 7 كم تقريبًا، أو أربعة آلاف روبية لكل 1 كم. والمستفيدات من تلك الخدمة يستخدمن تطبيق الشركة وأحيانًا الواتساب أو هاتف الشركة.

المنافسة كبيرة
الأمور ليست دائمًا جيدة في ظل التنافس الشديد. فهذان السائقان اللذان قابلتهما "سبق" في جبل بونشاك سجلا في خدمة التاكسي عبر التطبيق أو الهاتف يشعران بالملل لعدم وجود زبائن ويقضيان الوقت في اللعبة الشعبية (الكيرم). يقول أحدهما: "الأمور ليست جيدة في كل الأحوال. فهناك منافسة كبيرة وكثيرون مشتركون في الخدمة والشركات المنافسة أيضًا كثيرة. لكن الأمر مازال محتملاً."

زيرو كيلومتر.. نقطة الصفر
من المعالم السياحية التي وصل لها فريق "سبق" كان ما يسمي "زيرو كيلومتر" وهي أقصى نقطة في الشمال الغربي لإندونيسيا، وكما هو معمول به في بعض الدول حيث ينظر لـ"زيرو كيلومتر" علامة البداية الجغرافية للدولة. حيث هو في إندونيسيا بداية الانطلاقة من الغرب للأرخيبيل الهائل إلى نهاية شرقه.

افتتح الموقع في سبتمبر 1997 في جزيرة ويه على بعد نحو 30 كم من وسط المدينة.

الزائر لهذا الموقع يمكنه مشاهدة الغابات والتجول في الجزيرة التي يمكن الوصول لها حيث سيدهشه منظر الغروب الرائع وازرقاق المحيط المذهل وقت الظهيرة ومياه نقية تكشف روعة المخلوقات البحرية وكذلك الغابات الجميلة حيث يوجد السياح بكثرة في المواسم وأغلبهم أوروبيون.

يتكون النصب من مبنى ارتفاعه 22 مترًا تقريبًا وبه رمزيات عديدة ترمز للتعايش والنقاء.

موقع (زيرو كيلومتر) يمكن الوصول إليه في غضون ساعتين باستخدام العبارة (بطيئة نوعًا ما) أو بالقارب السريع خلال 45 دقيقة من أقرب البر الرئيسي الإندونيسي. وعند الوصول إلى الميناء، يمكنك استئجار سيارة أجرة أو دراجة نارية للوصول إلى كيلومتر الصفر النصب التذكاري.

وعند عودتك من زيارة الموقع وفي حال لديك بعض الوقت لا تغادر فورًا مدينة سابانج. استكشاف بلدة سابانغ فهي تستحق بعض الوقت. وهناك العديد من المعالم السياحية التي يمكنك زيارتها في هذه المدينة مثل ايبوي بيتش، وساحلي غابانغ، وبيتين لايو، وجزيرة "روبية" بأسطورتها الشهيرة. ولا تنس تجربة المأكولات اللذيذة التي يتم تقديمها ومصنفة بـ (حلال).

وفي هذه الجزيرة يمكنكم أيضًا زيارة مساكن أقدم ميناء للحجاج في إندونيسيا أيام الاستعمار الهولندي.

زوجتان لهذا السبب
وننهي هذه الجولة لننقل قصة قصيرة عن هذا الشاب الذي يبيع التيوس والخرفان لمرتادي شارع (Warung kaleng) والمشهور أيضًا بشارع العرب في بونشاك. يقول إنه يأتي من مكان بعيد من هنا. ويبيع التيوس بأسعار حسب الوضع ولكنها في حدود ما بين (200 – 300 ريال) سعودي على الأكثر. مؤكدًا أن الأمر مرهق لبعد المسافة وأيضًا يرهقه العديد من الزبائن بمحاولة تقليل الأسعار وهي زهيدة جدًا بحسب رأيه. قبل أن يكشف لنا أن عمره في الـ22 وأن التنقل بين مكانين بعيدين اضطره إلى الزواج من امرأتين. امرأة من كل محطة في عمله اليومي والأسبوعي.

بهذا التقرير تختم معكم صحيفتكم (سبق) جولتها لهذا العام في إندونيسيا مؤملة أن تكون قدمت العديد من الإضاءات حول جوانب عديدة وقدمت صورًا للجوانب الدينية والإنسانية وثقافات الشعوب.

يُذكر أن فريق بعثة "سبق" مكون من: محمد عطيف- خالد خليل- بدر العتيبي- وخلف العدسة: ظافر البكري- عبدالملك سرور- عبدالرحمن الفيفي- وفريق الدعم: عبدالرحمن الجوهري- سلطان الحارثي. وفي إندونيسيا: يوسف هادي، وبدعم متواصل من رئيس التحرير: علي الحازمي.

وحتى جولة جديدة في العام القادم بإذن الله تعالى يمكن لمن أراد مشاهدة التقارير التي سبق ونشرت عبر حساب الصحيفة ووسم #سبق_في_إندونيسيا على تويتر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org