لم يكن قرار تعليق الدراسة في مختلف مدارس وجامعات جدة ومكة ليومين متتاليين قرارًا ارتجاليًّا؛ بل جاء بعد أن أجمعت تقارير الأرصاد المتخصصة على أن موجة الغبار ستواصل نشاطها المرعب في سماء المحافظة الغربية، والقرى المحيطة بها.
وبقدر ما كان القرار مريحًا لمئات الآلاف من الطلاب ومنسوبي التعليم جاء مثيرًا لتساؤلات موظفي وموظفات القطاعات الحكومية، الذين طالبوا في حال وجود خطر صحي ومناخي بأن يشملهم القرار خوفًا من أي أضرار قد يتعرضون لها، بعد أن أمضوا نهارهم في اليومين الماضيَيْن وسط أجواء صعبة مليئة برائحة الغبار الكاتمة للأنفاس.
وعندما لم يجد الموظفون والموظفات من يتجاوب معهم اتجهوا للتندُّر على عدم مساواتهم بمنسوبي التعليم، وبدؤوا بإطلاق "القفشات" من وضعهم عبر وسائل التواصل، ووزعوا كاريكاتيرًا ساخرًا، يصوِّر الموظفين وفي صدورهم أجهزة لتصفية الغبار تعبيرًا عن غضبهم من تجاهل مطالبهم.
في المقابل، اجتاحت وسائل التواصل "قفشات" أخرى، تطالب الموظفين بعدم إزعاج المعلمين عند مغادرتهم أعمالهم صباحًا؛ إذ سيستمتع حينها المعلمون بنوم عميق صباح اليوم الخميس.
وأكد مصدر مطلع لـ"سبق" أن قرار تعليق الدوام مرتبط بوزارة الخدمة المدنية، مؤكدًا أن ذلك لا يتم إلا في ظروف مناخية صعبة للغاية، وباشتراطات دقيقة.